اخبار الاردن

سواليف

سياسة

رضع غزة يشربون ماء الأرز بدلا من الحليب.. المجاعة تفتك بأطفال القطاع

رضع غزة يشربون ماء الأرز بدلا من الحليب.. المجاعة تفتك بأطفال القطاع

klyoum.com

#سواليف

في إحدى #خيام #النازحين داخل مخيم النصيرات وسط قطاع #غزة، وفي ظلمة الليل الخانق، دوّى #بكاء #طفلة #رضيعة لم تتجاوز شهرها الثالث، تصرخ بحرقة من شدة #الجوع. إلى جوارها، كانت أمها تحتضنها بعجز، تحاول تهدئتها، بينما جلس الأب عند مدخل الخيمة، يحدّق في السماء المعتمة ويناجيها بصوت المقهور: "يا رب، فرّجها علينا.. ما إلنا غيرك".

كانت تلك الليلة ذات وجع خاص بالنسبة إلى "أم يوسف"، التي وجدت نفسها عاجزة عن إرضاع طفلتها "ريما"، وقد أنهكها الجوع حتى لم تعد تقوى على البكاء.

حفنة من #الأرز!

ما إن امتزج بكاء الطفلة ببكاء أمها، حتى سارعت نساء المخيم إلى خيمة "أم يوسف" لمحاولة مواساتها ومد يد العون. عادت إحدى النساء بسرعة من خيمتها تحمل حفنة صغيرة من الأرز، كانت كل ما تملك.

أشعلت نارًا بسيطة، وسلقت الأرز، ثم صفّت ماؤه واستخرجت النشاء منه، وملأت أنبوبة رضاعة بدائية بسائل خفيف، لعله يسد رمق الطفلة.

رضعت "ريما" القليل من ماء الأرز، ثم نامت من شدة التعب، فيما تنفّست أمها قليلًا من الارتياح، وكأنها انتزعت هدنة مؤقتة من الجوع والقلق، بانتظار صباح جديد قد يحمل بارقة أمل.

قصة "ريما" ليست سوى واحدة من مئات القصص التي تتكرّر يوميًا في غزة، حيث يرزح القطاع تحت وطأة #مجاعة خانقة، بعد نفاد معظم المواد الغذائية، وانقطاع حليب الأطفال بشكل شبه تام منذ عدة أشهر.

بدائل غير صحية

فيما تواجه الأمهات صعوبات شديدة في الإرضاع الطبيعي بسبب سوء التغذية الحاد، والصدمات النفسية المتكررة، والضغوط المعيشية اليومية، يضطر كثير منهن إلى استخدام بدائل بدائية مثل "ماء الأرز"، و"الشاي"، و"الماء المغلي"، رغم خطورتها على حياة الأطفال.

تقول "سلوى"، وهي أم لطفل رضيع من "حي التفاح" شرقي غزة، لـ"قدس برس": "لم آكل شيئًا منذ يومين، جسدي لا يُنتج الحليب، وابني يبكي حتى ينام. نرضعه ماء الأرز… لكنه يعرف الحقيقة من طعمه الباهت".

نقص الحليب.. ومخاطر صحية جسيمة

يعاني قطاع غزة من انقطاع تام في الحليب الصناعي منذ إغلاق الاحتلال لمعابر القطاع في الثاني من آذار/مارس الماضي، وهو ما ضاعف من معاناة الأطفال الرضّع، وترك آلاف الأمهات دون بدائل آمنة.

ووفق إفادات طبية، تتزايد يوميًا حالات سوء التغذية الحاد، والإسهال، والجفاف، ونقص الوزن بين الأطفال دون عمر السنة، نتيجة الاعتماد على بدائل غير آمنة، لا توفر أدنى احتياجات الجسم في هذه المرحلة الحرجة.

يقول طبيب أطفال في مستشفى "العودة" بالنصيرات لـ"قدس برس": "نستقبل يوميًا عشرات الحالات لأطفال رضّع يعتمدون على ماء الأرز بدل الحليب، وهو غير كافٍ إطلاقًا من الناحية التغذوية. بعضهم يُصاب بجفاف حاد، أو نقص سكر في الدم، وبعضهم يُنقل إلى العناية المركزة".

ويحذر الطبيب من أن الاستمرار في هذا النمط من التغذية "قد يؤدي إلى تلف في الدماغ، أو تأخّر نمو دائم، أو حتى وفاة بطيئة".

ويضيف: "الطفل الذي لا يجد الحليب اليوم، سيعاني غدًا من اضطرابات عصبية وسلوكية، وفقر دم مزمن. المجاعة لا تنتهي حين يشبع الطفل، بل تترك ندوبًا في جسده ونفسيته لا تندمل".

أرقام صادمة وتحذيرات متزايدة

تشير تقارير أممية إلى أن أكثر من 14 ألف رضيع في قطاع غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، من بينهم آلاف الأطفال يعيشون على بدائل بدائية وغير صحية، في ظل ارتفاع مقلق في معدلات الوفاة بين الأطفال دون سن الخامسة بسبب سوء التغذية.

وذكرت وزارة الصحة في غزة أن مراكز رعاية الأمومة والطفولة لم تتمكن من توفير الحليب أو المكملات الغذائية منذ أكثر من ثلاثة أشهر، بسبب الحصار والإغلاق الكامل، ومنع دخول المواد الطبية والغذائية الأساسية.

وترتكب قوات الاحتلال، بدعم أميركي مطلق، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير، متجاهلةً النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وقد خلّف هذا العدوان أكثر من 199 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح العديد، وسط دمار واسع شمل معظم أرجاء القطاع.

*المصدر: سواليف | sawaleif.com
اخبار الاردن على مدار الساعة