العياصرة: تاريخ الأحزاب في الأردن لم يكن وطنيًا خالصًا.. والتحديث السياسي يفتح الباب لأول تجربة حقيقية
klyoum.com
أخر اخبار الاردن:
العثور على مهندس متوفيا داخل مكتبه في وزارة المياه والريزاد الاردن الاخباري -
خاص - أكد العين عمر العياصرة أن الأردن، منذ تأسيس الدولة، لم يعرف تجربة حزبية وطنية حقيقية قائمة على أسس داخلية، مشيرًا إلى أن معظم الأحزاب التي نشأت على الساحة السياسية كانت تحمل ولاءات فكرية أو تنظيمية خارجية، ولم تنبع من واقع المجتمع الأردني واحتياجاته.
جاءت تصريحات العياصرة خلال كلمته في المؤتمر الوطني للتنمية السياسية، الذي عُقد صباح اليوم في مدينة إربد، بمشاركة نخبة من السياسيين والأكاديميين وقيادات حزبية، وذلك في إطار مناقشة آفاق التحول الديمقراطي في الأردن وآليات تعزيز المشاركة الشعبية في الحياة الحزبية.
أوضح العياصرة أن التجربة الحزبية الأردنية عبر العقود الماضية ظلت محكومة بتأثيرات خارجية، مشيرًا إلى أن حزب الاستقلال الذي يُعد من أقدم الأحزاب كان في جوهره امتدادًا لحركة وطنية سورية، بينما جاءت الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية متأثرة بشكل مباشر بـ الإخوان المسلمين في مصر، والحركات اليسارية والاشتراكية تأثرت بشكل كبير بـ المد السوفيتي في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
وأضاف: "في السابق، كان بعض اليساريين يعتبرون الرئيس السوفيتي قائدًا لحزبهم، والإسلاميون ينظرون إلى مرشد الإخوان في مصر كزعيم لهم، لا كجزء من دولة أخرى، وهذا يؤكد أن الأحزاب لم تكن يومًا صناعة أردنية خالصة".
وشدد العياصرة على أن مشروع التحديث السياسي الذي أطلقته الدولة الأردنية خلال السنوات الأخيرة، يهدف إلى تصحيح هذا الخلل التاريخي، من خلال خلق بيئة حزبية نابعة من رحم المجتمع الأردني، تعكس تطلعات الناس وتعبّر عن همومهم، بدلاً من أن تكون مجرد قنوات لأفكار مستوردة.
وأشار إلى أن التشريعات الناظمة للعمل الحزبي والسياسي في المملكة، وعلى رأسها قانون الأحزاب الجديد وقانون الانتخاب، تمثل نقطة تحول جوهرية نحو برلمان حزبي بالكامل، ما يعني الدخول في مرحلة جديدة يكون فيها الحزب جزءًا من أدوات الحكم وصناعة القرار.
واستذكر العياصرة المرحلة التي أعقبت أحداث "الربيع العربي"، مشيرًا إلى أن سقف الطموحات حينها لم يتجاوز إيصال صوتين أو ثلاثة إلى قبة البرلمان، فيما يشهد الأردن الآن تطورًا لافتًا تمثل في إنشاء أحزاب سياسية حديثة تضم شخصيات شبابية ونسائية وأكاديمية، وسط دعم رسمي واضح.
وقال: "التحول السياسي الذي نراه اليوم لم يكن واردًا قبل عشر سنوات، والرهان على أن نخوض انتخابات 2026 ببرلمان حزبي كامل هو تقدم نوعي لا يمكن التقليل من أهميته".
وختم العياصرة حديثه بالتأكيد على أن نجاح التجربة الحزبية الأردنية الجديدة يتطلب أمرين أساسيين: إرادة سياسية صادقة من الدولة، ومشاركة حقيقية من المواطنين، وخاصة فئة الشباب، الذين يجب أن يكونوا في مقدمة العمل السياسي لا في هوامشه.
ودعا العياصرة القوى السياسية المختلفة إلى ترك الحسابات القديمة، والعمل على تقديم برامج قابلة للتطبيق، تُعبر عن أولويات الناس وتلامس واقعهم المعيشي، بعيدًا عن الخطابات النظرية أو الولاءات الخارجية.