حدادين يكتب: واقعية تقود الأردن بثقة نحو المستقبل
klyoum.com
أخر اخبار الاردن:
تحذيرات أممية ودولية من توسيع إسرائيل عملياتها البرية في غزةمرّت مئتا يوم على تشكيل الحكومة الأردنية في مشهد لم يتسم بالضجيج المعتاد أو الخطاب السياسي الصاخب، بل جاء محمّلًا بإشارات إلى نمط حكم جديد يركّز على الأداء الهادئ والانضباط المؤسسي. هذا التحول لا يبدو عابرًا، بل هو مقصود ومدروس، ويعكس إدراكًا عميقًا لطبيعة المرحلة وتعقيداتها، سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي. في بيئة سياسية معتادة على الاستعراض الإعلامي وصناعة الكاريزما السياسية، تميّزت هذه الحكومة بصمتها اللافت وابتعادها عن المعارك الشعبوية، الأمر الذي قد يُفهم على أنه إما استراتيجية نضج أو مخاطرة حسابية تُختبر على المدى الطويل.لقد أظهرت الحكومة بقيادتها الحكيمة فهمًا عميقًا لطبيعة الأزمات المعقدة التي تحيط بالدولة، من ضغوط اقتصادية مزمنة إلى إقليمٍ متقلّب لا يرحم، فآثرت أن لا تبيع الوهم ولا أن تجامل المزاج العام على حساب المصالح العليا. هذا الخيار، وإن لم يكن طريقًا سهلًا، إلا أنه يعكس شجاعة سياسية نادرة، تنحاز إلى الصدق مع المواطن وتغليب المصلحة العامة على الشعبية المؤقتة. الحكومة تعمل بمنطق الدولة لا بمنطق الحملات، وبأسلوب التخطيط لا بردود الأفعال، مما أعاد الهيبة للفعل التنفيذي، وجعل مؤسسات الدولة تظهر أكثر انضباطًا وفاعلية.النجاح الذي تحققه الحكومة لا يُقاس فقط بعدد الإنجازات، بل بأسلوب الإنجاز ذاته. لقد استطاعت خلال 200 يوم أن ترسي نموذجًا جديدًا في العمل العام، حيث يعلو صوت المؤسسات على الأفراد، وتُبنى الثقة من خلال الاتساق في الأداء لا من خلال الحضور الإعلامي. هذا الانضباط المنهجي لم يكن ضعفًا في التواصل، بل رسالة قوية بأن الأردن يقاد اليوم بمنطق العقول الهادئة لا الحناجر المرتفعة. الحكومة برهنت أنها تدير المخاطر بحكمة، وتضع مصلحة المواطن فوق كل اعتبار، وتحرص على أن تكون قراراتها منسجمة مع رؤية وطنية شاملة، تتجاوز اللحظة إلى المستقبل.إقليميًا، تحاول الحكومة أن تحافظ على موقع الأردن كطرف متماسك وسط مشهد شرق أوسطي متغير. التحديات الأمنية في الجوار، والملف الفلسطيني، والتقاربات الجديدة بين الفاعلين الإقليميين، كلها عوامل تضغط باتجاه تحصين الداخل. ولذلك، فإن الحكومة تُدرك أن نجاحها الاقتصادي لا يُقاس فقط بالمؤشرات الرقمية، بل أيضًا بقدرتها على تكريس الاستقرار السياسي والاجتماعي، وتعزيز الثقة في الدولة كإطار جامع. في هذا الإطار، فإن المشاريع التنموية، وتسهيل بيئة الأعمال، وجذب الاستثمارات، تتحول من سياسات اقتصادية إلى أدوات سياسية لصيانة الاستقرار، وهو ما يعطي لهذه الحكومة بُعدًا استراتيجيًا يتجاوز إدارة الملفات اليومية.بكل جدارة، تستحق هذه الحكومة أن تُمنح شهادة امتياز عن أدائها خلال أول 200 يوم من عملها، لا لأنها أنجزت كثيرًا فحسب، بل لأنها أنجزت بأسلوب يليق بالدولة الأردنية: بحكمة، واتزان، ورؤية بعيدة المدى. فهي حكومة تعمل بعقل الدولة لا بمنطق اللحظة، وتبني للمستقبل دون أن تثقل كاهل الحاضر. ورغم أن التجربة لا تزال في مراحلها الأولى، فإن ما ظهر حتى الآن من مؤشرات يبعث على الثقة بأننا أمام حكومة تعكس تطلعات الأردنيين بصدق: بسيطة في حضورها، كبيرة في أثرها، عميقة في فهمها للمسؤولية. إنها حكومة تستحق الدعم والثقة، لأنها اختارت أن تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وسارت في طريق الإصلاح بثبات، بعيدًا عن الصخب، قريبًامنجوهرالدولة.
مرّت مئتا يوم على تشكيل الحكومة الأردنية في مشهد لم يتسم بالضجيج المعتاد أو الخطاب السياسي الصاخب، بل جاء محمّلًا بإشارات إلى نمط حكم جديد يركّز على الأداء الهادئ والانضباط المؤسسي. هذا التحول لا يبدو عابرًا، بل هو مقصود ومدروس، ويعكس إدراكًا عميقًا لطبيعة المرحلة وتعقيداتها، سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي. في بيئة سياسية معتادة على الاستعراض الإعلامي وصناعة الكاريزما السياسية، تميّزت هذه الحكومة بصمتها اللافت وابتعادها عن المعارك الشعبوية، الأمر الذي قد يُفهم على أنه إما استراتيجية نضج أو مخاطرة حسابية تُختبر على المدى الطويل.
لقد أظهرت الحكومة بقيادتها الحكيمة فهمًا عميقًا لطبيعة الأزمات المعقدة التي تحيط بالدولة، من ضغوط اقتصادية مزمنة إلى إقليمٍ متقلّب لا يرحم، فآثرت أن لا تبيع الوهم ولا أن تجامل المزاج العام على حساب المصالح العليا. هذا الخيار، وإن لم يكن طريقًا سهلًا، إلا أنه يعكس شجاعة سياسية نادرة، تنحاز إلى الصدق مع المواطن وتغليب المصلحة العامة على الشعبية المؤقتة. الحكومة تعمل بمنطق الدولة لا بمنطق الحملات، وبأسلوب التخطيط لا بردود الأفعال، مما أعاد الهيبة للفعل التنفيذي، وجعل مؤسسات الدولة تظهر أكثر انضباطًا وفاعلية.
النجاح الذي تحققه الحكومة لا يُقاس فقط بعدد الإنجازات، بل بأسلوب الإنجاز ذاته. لقد استطاعت خلال 200 يوم أن ترسي نموذجًا جديدًا في العمل العام، حيث يعلو صوت المؤسسات على الأفراد، وتُبنى الثقة من خلال الاتساق في الأداء لا من خلال الحضور الإعلامي. هذا الانضباط المنهجي لم يكن ضعفًا في التواصل، بل رسالة قوية بأن الأردن يقاد اليوم بمنطق العقول الهادئة لا الحناجر المرتفعة. الحكومة برهنت أنها تدير المخاطر بحكمة، وتضع مصلحة المواطن فوق كل اعتبار، وتحرص على أن تكون قراراتها منسجمة مع رؤية وطنية شاملة، تتجاوز اللحظة إلى المستقبل.
إقليميًا، تحاول الحكومة أن تحافظ على موقع الأردن كطرف متماسك وسط مشهد شرق أوسطي متغير. التحديات الأمنية في الجوار، والملف الفلسطيني، والتقاربات الجديدة بين الفاعلين الإقليميين، كلها عوامل تضغط باتجاه تحصين الداخل. ولذلك، فإن الحكومة تُدرك أن نجاحها الاقتصادي لا يُقاس فقط بالمؤشرات الرقمية، بل أيضًا بقدرتها على تكريس الاستقرار السياسي والاجتماعي، وتعزيز الثقة في الدولة كإطار جامع. في هذا الإطار، فإن المشاريع التنموية، وتسهيل بيئة الأعمال، وجذب الاستثمارات، تتحول من سياسات اقتصادية إلى أدوات سياسية لصيانة الاستقرار، وهو ما يعطي لهذه الحكومة بُعدًا استراتيجيًا يتجاوز إدارة الملفات اليومية.
بكل جدارة، تستحق هذه الحكومة أن تُمنح شهادة امتياز عن أدائها خلال أول 200 يوم من عملها، لا لأنها أنجزت كثيرًا فحسب، بل لأنها أنجزت بأسلوب يليق بالدولة الأردنية: بحكمة، واتزان، ورؤية بعيدة المدى. فهي حكومة تعمل بعقل الدولة لا بمنطق اللحظة، وتبني للمستقبل دون أن تثقل كاهل الحاضر. ورغم أن التجربة لا تزال في مراحلها الأولى، فإن ما ظهر حتى الآن من مؤشرات يبعث على الثقة بأننا أمام حكومة تعكس تطلعات الأردنيين بصدق: بسيطة في حضورها، كبيرة في أثرها، عميقة في فهمها للمسؤولية. إنها حكومة تستحق الدعم والثقة، لأنها اختارت أن تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وسارت في طريق الإصلاح بثبات، بعيدًا عن الصخب، قريبًامنجوهرالدولة.