اخبار الاردن

وكالة رم للأنباء

سياسة

مهلا ً نتنياهو .. درع السماء الأردني بالمرصاد

مهلا ً نتنياهو .. درع السماء الأردني بالمرصاد

klyoum.com

رم -

*الأستاذ الدكتور لؤي بواعنه

من يعتقد أن القوات المسلحة الأردنية مرتهنةً ومقيدة ًببنود معاهدة السلام مع إسرائيل في ظل الأجواء المشحونة والمتوترة بين الأردن ودولة الكيان الصهيوني فهومخطىء.ومن يعتقد أن النظام السياسي الأردني سيلتزم ببنودإتفاقية وادي عربة بحذافيرها في حالة أخل ّبها الطرف الآخرفهومخطىء أيضا. ومن يعتقد أننا سنرضخ ونصمت إزاء سياسات إسرائيل البلطجية إرضاءً للولايات المتحدة الأمريكية مقابل حفنة دولارات يعطوننا إياها،أوخوفا أوإرضاءً لها فهو مخطىء أيضا.ومن يعتقد أننا في حالة سلام ووئام دائم مع دولة الكيان الصهيوني في ظل التوتربالمنطقة إزاء ما تمارسة إسرائيل من غطرسة عسكرية وحملات إعلامية ضد جيرانها فهو مخطىء أيضا.ومن يروّج ويحلوا لها أن يقول أن الأردن مطلوب منه تقليل عدد جنوده وضباطه وفق شروط إتفاقية السلام مع إسرائيل فهو مخطىء أيضا.وسبب تلك الأخطاء السابقة كلها،بسيط للغاية،لأننا في الأردن لدينا مصالح وطنية عليا تُقدم على كل مصلحة أخرى،ولدينا قيادة سياسية ملهمة تقرأ التاريخ وتستشرف المستقبل وتدرك الخطرالمحدق ببلادها وبالمنطقة نتيجة ما تمارسة إسرائيل من سياسة عربدة هنا وهناك،ضناً منها أنّها ترهبنّا بغطرستها تلك ،وبيمينهّا المتطرف الذي يرفض الامتثال لكل المجتمع الدولي .فنحن في الأردن مختلفون عن غيّرنا في سلوكنا السياسي وردةِ فعلنّا.وصَدق المثل الشعبي العربي الذي ينطبق علينّا،"مش كل طيربيتآكل لحمه.”

أن الأردن والقوات المسلحة الأردنية تمتلك عقيدة عسكرية ثابتة ترسخت عبرتاريخ طويل منذ نشأت الدولة،ولايمكن لهذه العقيدة أن تتغيّربسهولة لدواع سياسية.فقد خاضت هذه الدولة وهذا الجيش معارك شرسة ضد دولة الكيان،عرّف الكيان من خلالها أن الأردن وجيشها وقيادتها ليست فريسة سهلة،وتاريخ نضال الأردنيين والهاشميين في القدس يشهد والقائدعبدالله التل يشهد و"موشه روزنك " قائد قوات الهاجانة في القدس القديمة يشهد،على أول وثيقة استسلام لليهود،وقّعها اليهود أمام الجيش العربي الأردني .

فالنهج السياسي والأعراف السياسية للدولة بلاشك ضرورة أساسية للسياسة الخارجية للدولة .وهي متسقةً ومتناغمة مع رأي وموقف القيادة العسكرية في الدولة،ولكن عندما تشعرالقيادة السياسية أن هناك تهديدا للأمن الوطني،تعاد كل الحسابات بما يتماشى مع الوضع الجديد وفق مقتضيات البيئة الإستراتيجية الدولية والإقليمية،لتصب في مصلحة الأردن وشعبه وأمنه وحدوده.ويأتي هذا مصداقا للمثل الشعبي الأردني،" إن نجنّوا رَبعك عقلك ما ينفعك ". فالجيش الأردني على أهبة الاستعداد دائما وأبداً،ليلا نهاراً،وهو رهن إشارة جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم،القائد الأعلى للقوات المسلحة وهوصاحب السلطة في اعلان الحرب وعقد الصلح وفقا للمادة ( 33) من الدستور الأردني.فالجيش العربي الأردني جاهزللرد والردع وفق ما تقتضيه أي ظروف طارئة ومقلقة ومهددة لحدوده وسمائه،فأرض الأردن يحميها رِجاله ودباباته ومدرعاته وفق أحدث ألأساليب المواجهة العسكرية الحديثة،أما سماء الأردن فهي محمية بعد الله بدفاعاته الجوية المتطورة،ومُسيّراته الحديثة،وما تمرين القوات المسلحة قبل أيام بساحات التدريب بحضور جلالة الملك وولي العهد،والمسمى " بدرع السماء " يوم 29-9-2025 إلا دليلا على ذلك.

لقدغدت القوات المسلحة الأردنية تمثل قوة ردع في المنطقة لا يستهان بها،نظراً لما تمتلكه من قدرة على تطويرنفسها وبإستمرارمن حيث إدخال جميع أوجه التحديث والتطويرالعالمية وفق أعلى الأسس في علم التسيلح العسكري مستخدمة جميع أساليب الحروب الحديثة.وهذا دليل آخرعلى قدرة الأردن على حماية سمائه بجهود أبنائه من سلاح الجو الملكي ودفاعه الجو الميداني.وما ذلك إلا لثوابت القيادة السياسة الراسخة وقناعاتها بضرورة البقاء على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تهديد سياسي أوعسكري ممكن أن تقوم به دولة الكيان الصهيوني التي اعتادت أن تطلق تهديدات بين الحين والآخرضد الأردن عبررئيس الوزراء نفسه أوأذنابه المتطرفين،أمثال بن غفير وسموتريتش .

لقد جاء تمرين " درع السماء " التي نفذها جنود وضباط الدفاع الجوي الميداني الملكي الأردني في ساحات التدريب،والذي تضمن محاكاة معركة دفاعية والتعامل مع أهداف جوية متنوعة والتعامل والتعامل مع اعتراض طائرات مُسيّرة،ليحمل في طياته أهداف عسكرية بحته ضمن التدريب المعتاد ،وقياس الجاهزية المعتادة لقواتنا المسلحة،وليحمل أيضاً دلالات ورسائل سياسة وهي الأهم،موجه لإسرائيل تحديداً،وليس لأية قوة عسكرية أخرى في المنطقة،لأنها الأكثرتهديداً في الإقليم،ولأنها الوحيدة التي تعلن أطماعها في المنطقة والأردن جزءاً من تلك الأطماع .

الرسالة الأولى أن القيادة السياسة الأردنية تدرك أن الحرب القادمة هي حرب جوية تكنلوجية تعتمدعلى الذكاء الأصطناعي والحرب عن بعد من خلال الطائرات المُسيّرة وغيرها،وهذا ما تسعى الأردن لاكتسابه وإتقانه والتعامل معه وفق أعلى درجات الجاهزية والعمل على تحديث منظومتها الدفاعية الجوية على أساسه،وتعمل على تطوريه دوريا ً،ولها تجربة سابقة فيه من خلال قدرة دفاعاتها الجوية على صد كثيرمن الصواريخ والمسيّرات التي سقطت عبرسماء المملكة من خلال الحرب الإسرائيلية -الإيرانية مؤخراً.الرسالة الثانية،أن القيادة السياسية ممثلة بجلالة الملك وولي العهد يقودون تطويرالقوات المسلحة بأنفسهُما،ويسعون جدياً وبهمةعاليتين بهذا الخصوص،وأن الأردن تُعد العُدّة،وعلى أهْبَة الاستعدادِ لمواجهة أي خطر وتهديد غير محسوب ممكن أن تقوم به القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل.والرسالة الثالثة،أن الأردن ليست سوريا ودرعا والقنيطرة،أو جنوب لبنان أن تضرب ولا تردأو وأن تكتفي بالاِستنكار ،فالأردن شيئا مختلفاً فالأردن ،دولة متكاملة الأركان ،متلاحمةً بثلاثتها قيادة وشعبا وجيشا،ولها تاريخ عسكري مشرف في مواجهة إسرائيل ولا تخشى خوض المعارك دفاعا عن شرفها وكرامتها،كما دافعت عن شرف الأمة من قبل،وقادرة على ردع أي معتدٍ على سماء المملكة.والرسالة الرابعة وهي الأهم،أن الأردن دولة حرة قادرة على اتخاذ القرار السياسي الذي يتماشى مع مصالحها ويحمي أمنها الوطني دون أية اعتبارات لأية دواع أخرى.فالأردن دولة ذات تاريخ عسكري طويل ومشرف حيث مرت عليها حروب عديدة مع دولة الكيان الصهيوني بدءا من حرب 1948 مروراً بحرب ال 67 ومعركة الكرامة الباسلة . ولكننا نسأل الله العلي القديردائما أن يحفظ الأردن وقيادته وشعبه من أي سوء لا قدر الله .

*كاتب وباحث / جامعة البلقاء التطبيقية

*المصدر: وكالة رم للأنباء | rumonline.net
اخبار الاردن على مدار الساعة