اخبار الاردن

وكالة الحقيقة الدولية الاخبارية

سياسة

اختيار التخصص بعد الثانوية مسؤولية الطالب والتوجيه مسؤولية الدولة

اختيار التخصص بعد الثانوية مسؤولية الطالب والتوجيه مسؤولية الدولة

klyoum.com

كتب المحامي حسام حسين الخصاونة

مع اقتراب إعلان نتائج الثانوية العامة يقف آلاف الطلبة الأردنيين على أعتاب مرحلة مصيرية وهي مرحلة اختيار التخصص الجامعي هذه الخطوة التي قد تبدو بسيطة للبعض هي في الحقيقة قرار مفصلي قد يرسم ملامح مستقبل الطالب إما نحو فرص عمل واعدة أو نحو الوقوف في طوابير البطالة

في ظل واقع سوق العمل المتغير أصبح من الضروري أن يتحمل الطالب مسؤوليته في الاختيار الواعي وأن لا ينجر خلف التخصصات التقليدية المزدحمة أو رغبات اجتماعية مفروضة وفي المقابل تقع على عاتق الدولة مسؤولية كبيرة الآن تتمثل في توفير التوجيه والإرشاد المهني وتكثيف الجهود التوعوية لضمان أن يكون اختيار الطالب مبنيًا على معايير علمية وواقعية

كثير من التخصصات الأكاديمية باتت مشبعة وفيها ركود واضح بينما تظهر في المقابل تخصصات جديدة ومطلوبة في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي والطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال إن التوجه نحو هذه التخصصات لا يفتح فقط آفاقًا أفضل للشباب بل يسهم بشكل مباشر في تخفيف البطالة مستقبلًا ويمنح الاقتصاد الوطني دماء جديدة

وفي هذا السياق لا بد من التأكيد على أهمية التدريب المهني والتقني كمسار وطني يحمل فرصًا كبيرة للشباب وقد كان سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني أول الداعمين لهذا التوجه حين دعا إلى تغيير النظرة المجتمعية للتعليم المهني والعمل على تطويره وتوجيه الحكومة إلى توفير بيئة حاضنة تحفز الشباب على الانخراط فيه ومواكبته للمتطلبات الحديثة لسوق العمل من خلال تخصصات فنية وتقنية نوعية

كما أن المسؤولية لا تقع فقط على الوزارات التعليمية بل تشمل أيضًا وزارة الشباب التي تستطيع من خلال مراكزها وفرقها الميدانية أن تنفذ ورشات ولقاءات توعوية مباشرة مع الشباب في كل المحافظات وكذلك وزارة الأوقاف التي يقع على عاتقها دور كبير في استخدام منابر الجمعة والمنصات الدينية لتوجيه رسائل هادفة تعزز ثقافة العمل وتشجع على اختيار التخصصات النافعة وتكسر ثقافة العيب المرتبطة ببعض المهن

لذلك على مؤسسات الدولة والجامعات ووزارة التربية والتعليم ووزارة العمل ووزارة الشباب ووزارة الأوقاف ومؤسسات المجتمع المدني والأحزاب أن تبادر سريعًا لعقد ندوات توجيهية وورشات حوارية وحملات إعلامية موسعة تصل إلى كل طالب وأسرة في كل محافظة وتقدم لهم الصورة الحقيقية عن التخصصات والفرص والتحديات

إن اختيار التخصص المناسب ليس مجرد خيار فردي بل هو قرار وطني أيضًا لأنه كلما وُجه الطالب إلى الطريق الصحيح قلت فجوة البطالة وتحسن واقع الاقتصاد وأصبح المستقبل أكثر وضوحًا

الفرصة لا تزال ممكنة ولكنها تحتاج تحركًا جادًا الآن حتى لا نظل نخرج طاقات بلا أفق ولا نترك أبناءنا يواجهون شبح البطالة وحدهم

*المصدر: وكالة الحقيقة الدولية الاخبارية | factjo.com
اخبار الاردن على مدار الساعة