اليرموك ترتقي عالميًا وتعيد تعريف التميّز الأكاديمي
klyoum.com
أخر اخبار الاردن:
علامات فيروس a عند الأطفال وطرق العلاجاليرموك ترتقي عالميًا وتعيد تعريف التميّز الأكاديمي
الاستاذ #الدكتور_أمجد_الفاهوم
في مشهد أكاديمي دولي يزداد تنافسًا وتتسارع فيه وتيرة التغيير، تفرض #جامعة_اليرموك نفسها اليوم كمؤسسة قادرة على تحويل التحديات إلى منصّات ارتقاء. وما حققته الجامعة من قفزات نوعية في التصنيفات العالمية يعكس بوضوح أن الاستثمار في البحث العلمي والبنية الأكاديمية لم يعد خيارًا تجميليًا، بل أصبح استراتيجية راسخة لبناء جامعة ذات تأثير عالمي ومكانة رائدة.
وخلال عامي 2025–2026 شهدت اليرموك تقدمًا لافتًا في تصنيف QS العالمي، إذ انتقلت من فئة 951–1000 إلى فئة 851–900، وفق ما نشر في الصحافة المحلية. ويعكس هذا الانتقال تحسنًا في السمعة الأكاديمية، وفي شبكة الخريجين، وفي مستوى التأثير الدولي. كما عززت الجامعة حضورها في التصنيف العربي بالوصول إلى المرتبة الأربعين، وهو مؤشر إضافي على فاعلية منظومتها الأكاديمية وتطور أدائها البحثي. وفي سياق متصل، حققت اليرموك تقدّمًا مهمًا في تصنيف QS للاستدامة لعام 2026، حيث وصلت إلى المرتبة 721 عالميًا من بين 2002 جامعة، وتقدمت نحو 150 مرتبة على مستوى آسيا، ما يعكس اندماجًا أكبر بين التعليم البيئي والحوكمة الجامعية والأثر المجتمعي.
وعلى مستوى البحث العلمي متعدد التخصصات، ظهرت اليرموك على خريطة Times Higher Education ضمن فئات التصنيف المرتبطة بأداء البحث المتقاطع بين العلوم الطبيعية والاجتماعية والصحية والهندسية، وهو حضور يعكس نضج المنظومة البحثية فيها وقدرتها على إنتاج معرفة قابلة للتطبيق ومؤثرة عالميًا. ويوضح هذا التقدم أن الجامعة تسير في الاتجاه الصحيح نحو بناء قاعدة علمية قادرة على المنافسة في مجالات متعددة تزداد أهمية في العالم المعاصر.
ولا يمكن قراءة هذه الإنجازات بمعزل عن التراكم المؤسسي الذي صنعها؛ فهي ليست مجرد أرقام في تقارير دولية، بل ثمرة رؤية طويلة الأمد أسهمت في بناء مصداقية أكاديمية واضحة وهوية بحثية متماسكة. ويعكس هذا التراكم نضج فرق العمل البحثية، وتزايد التعاون بين التخصصات، ووجود سياسات داخلية تدعم جودة المخرجات العلمية وتعزز قدرة الجامعة على صنع معرفة جديدة تخدم الأردن والمنطقة والعالم.
ولتحويل هذا الزخم إلى أثر أكثر اتساعًا، تبدو الحاجة ماسة إلى تعزيز البنية التحتية البحثية واستمرار الاستثمار في المختبرات والمراكز العلمية، وإلى توسيع الشراكات الدولية مع الجامعات ومؤسسات الابتكار حول العالم، وإلى تطوير قدرات الباحثين والأكاديميين بما يمكّنهم من المنافسة في برامج تمويل البحث العالمية. كما يصبح من الضروري ترسيخ ثقافة بحثية قائمة على الاستقصاء والتجريب والنشر العلمي الرصين، بما يضمن استدامة الأداء وتراكم الخبرة.
ويتطلب تعظيم الأثر الدولي لليرموك بناء استراتيجية تواصل مؤسسية فاعلة تسلط الضوء على قصص النجاح البحثي، وتبرز دور الفرق متعددة التخصصات، وتقدم الأداء الأكاديمي والبحثي في تقارير احترافية تسهل مشاركتها مع الشركاء العالميين والجهات المانحة والجامعات الدولية. فالمؤسسات التي تمتلك القدرة على تقديم سردية معرفية قوية حول هويتها وإنجازاتها، هي المؤسسات التي تتمكن من تعزيز حضورها العالمي واستقطاب الطلبة والباحثين.
وفي المحصلة، فإن ما حققته جامعة اليرموك ليس حدثًا عابرًا، بل محطة تؤكد أن الجامعة تمتلك اليوم الأسس التي تؤهلها لتكون لاعبًا محليًا وإقليميًا ودوليًا مؤثرًا. وهذه القفزات تضعها على عتبة مرحلة جديدة تتطلب استمرار البناء على الخبرة المتراكمة، وتعميق منظومة التميز، وترسيخ موقعها كمؤسسة علمية تصنع المعرفة وتقدم نموذجًا رائدًا في بيئة أكاديمية تتغير بسرعة وتزداد متطلباتها. فاليرموك اليوم لا تقف فقط في موقع يليق بتاريخها، بل تشق طريقًا ينسجم مع طموحاتها ويضعها في قلب الحراك الأكاديمي العالمي.