اخبار الاردن

الوقائع الإخبارية

سياسة

هوس "لابوبو" : الحمدلله البنفسجية من نصيبي!»، «وأنا الزهرية!» .. وخبراء أردنيين يحذرون!

هوس "لابوبو" : الحمدلله البنفسجية من نصيبي!»، «وأنا الزهرية!» .. وخبراء أردنيين يحذرون!

klyoum.com

الوقائع الإخبارية:الخزاعي: تقليد أعمى يدفع الانسان وراء «الترند»

الضامن: اشباع الحاجات الاجتماعية

تدخل إلى المنزل وهي تلوّح بعلبتين من الكرتون، وعلى وجهها ابتسامة المنتصر الذي نجح أخيرا في إحضار «المطلوب»، تستقبلها طفلتاها بقفزات فرح وعيون تتلألأ بالفضول.

تختار كل واحدة منهما علبة، وتجلسان على الأرض بسرعة، تبدآن بتمزيق الكرتون بفضول ولهفة، تتسابقان في فتح الأكياس المغلقة، وكل منهما تتمنى أن تحصل على اللون الذي تحبه.

تقولان بفرح وهما تتأملان الدمية الصغيرة، تمسكانها وتتفحصان ملامحها الغريبة وأذنيها الكبيرتين: «الحمدلله البنفسجية من نصيبي!»، «وأنا الزهرية!»، قبل أن تتسابقا لالتقاط صور معها.

هذا المشهد، الذي بدأ يتكرر في فيديوهات على منصات التواصل الاجتماعي، لا يوثق فقط لحظة رضوخ عائلة لإلحاح بناتها لامتلاك دمية كأقرانهن، بل يوثق إحساسا جماعيا بالانتماء إلى الترند.

لعبة لا تتحرك ولا تصدر صوتا، لكنها تصنع ضجة وتثير نقاشا حول: لماذا نشتري؟، هل لأننا نرغب فعلا؟ أم لأننا نخشى أن نفوت ما يخوضه الجميع؟ وهل ما نلاحقه هو منتج أم شعور بالانتماء؟.

ويرى أستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي، أن الإقبال الكبير على ترندات مثل «لابوبو» ناتج عن «الجهل، والتقليد الأعمى، وغياب الوعي بالأضرار المحتملة لهذه المنتجات، خاصة تلك الموجهة للأطفال»، مؤكدا أن كثيرا من العائلات تقدم على شراء ألعاب دون أن تطلع على مضمونها أو تأثيرها أو الفئة العمرية المناسبة لها.

ويضيف في تصريح: «من المفترض أن نقرأ ونتحقق قبل إدخال أي منتج إلى البيت، لا أن نتصرف بناء على ما اشتراه الآخرون، أو لأن الإعلان انتشر، لا يكفي أن نسمع، بل يجب أن نستخدم حاسة السمع والقراءة والمتابعة والاستزادة من المعلومات، خصوصا إذا كانت اللعبة موجهة لأطفالنا».

ويحذر الخزاعي من الانسياق خلف الدعاية التجارية أو الشائعات التي تروج لفوائد غير مثبتة، مؤكدا أن بعض الأمهات أو الآباء قد يتحولون–دون قصد–إلى وسيلة لنشر منتجات مضرة لمجرد أنهم تحدثوا عنها بعد تجربتها دون تمحيص.

ويضيف: «الوعي لا يقتصر فقط على الجانب التربوي، بل يشمل أيضا الوعي الاقتصادي. هل شراء لعبة بهذا السعر يتناسب مع دخلي؟ هل من الحكمة أن أشتري لعبة بـ150 أو 50 أو حتى 20 دينارا فقط لمجاراة الترند؟ لا بد أن نرتب أولوياتنا ونفكر بما هو أنسب لأطفالنا وبيوتنا».

ويشدد الخزاعي على أن كل لعبة يجب أن تحمل توضيحا دقيقا للعمر المناسب، متمنيا أن تكون هناك رقابة واضحة، لافتا في الوقت ذاته إلى ضرورة تحمل الأهل المسؤولية أيضا في التحقق من ملاءمة اللعبة لأعمار أبنائهم.

ويؤكد على أن «الجهل، والتقليد، والدعاية، والفضول، هي عوامل رئيسية تدفع الناس نحو الشراء العشوائي. فضلا عن رفع سعر المنتج، والمطلوب اليوم أن يكون لدينا جيل أكثر وعيا، لا ينخدع بموجة ترند أو إعلان، بل يسأل ويبحث ويقرر بناء على معرفة، لا على مجاراة لما هو شائع».

من جانبها، ترى رئيسة قسم الاتصال الرقمي في الجامعة الأردنية، الدكتورة ياسمين الضامن، أن انتشار ترندات مثل لعبة «لابوبو» وشوكولاتة «دبي» لا يعود فقط إلى شكل المنتج أو طعمه، بل يرتبط بعوامل نفسية وثقافية أعمق تعكس تحولا في سلوك المستهلك وتوقعاته.

وتوضح الضامن في تصريح لـ«$» أن واحدة من أبرز الظواهر التي تفسر هذا الانتشار هي ثقافة «الصندوق المفاجئ» أو Blind Box، كما تفعل شركة Pop Mart عند بيع «لابوبو»، حيث لا يعرف المشتري أي نسخة سيحصل عليها؛ ما يدفعه للشراء المتكرر بدافع الجمع، ويمنح اللعبة قيمة رمزية وجمالية تتجاوز وظيفتها الأصلية.

وتكمل: «تأتي لعبة «لابوبو» لتكسر معايير الجمال التقليدية؛ فهي ليست جميلة وفق المفهوم السائد، بل ملامحها غريبة وغير متناسقة، ما يلفت الانتباه ويثير الفضول. كذلك، «شوكولاتة دبي» تبتعد عن الشكل النمطي للحلوى الغربية بإدخال مكونات غير متوقعة كالكنافة، ما يجعلها منتجا فريدا».

وترى الضامن، أن الاستهلاك في مثل هذه الحالات لا يكون لحاجة مادية بقدر ما هو تعبير عن هوية واختلاف، مشيرة إلى أن نظرية » الاستخدامات والإشباعات» تفسر هذا التوجه، إذ توضح أن الناس يتفاعلون مع ترندات مثل «لابوبو» لأنها تشبع حاجات مختلفة.

وتتابع: «منها الفضول المعرفي (ما هذه الدمية؟ ولماذا هي منتشرة؟)، الترفيه (من خلال ردود الفعل المضحكة على شكلها)، التعبير عن الذات (كأداة لإظهار الذوق الفني أو الشخصي المختلف)، والتفاعل الاجتماعي (كموضوع للنقاش والمزاح بين الأصدقاء)».

وتشدد على أن الفكاهة والغرابة أصبحتا من أنجح أدوات الجذب في الفضاء الرقمي، لأنهما تلبيان حاجات نفسية وسلوكية لدى الجمهور. الفكاهة تثير المشاعر الإيجابية، والغرابة تخرق التوقعات وتحفز الفضول، ما يسهل ترسيخ المنتج في الذاكرة.

وتربط الضامن هذه الظواهر بنظرية «الاختلاف المثير للانتباه»، موضحة أن شكل «لابوبو» الغريب–من عيونها الكبيرة وابتسامتها المربكة إلى أسنانها البارزة–يولد استجابة بصرية وعاطفية متناقضة، بين الخوف والضحك، ما يجعلها تجذب الانتباه بقوة وتخلق حالة من الفضول المستمر.

أما دوافع مشاركة الأفراد في هذه الترندات، فترى الضامن أنها متعددة؛ أبرزها الانتماء والمتعة، فالترند يمنح الناس شعورا بأنهم جزء من «ظاهرة جماعية»، كما يوفر لهم مساحة للترفيه والتعبير عن الذات وإبراز ذوقهم الشخصي ومواكبة الجديد ليظهروا كأشخاص مطلعين ومواكبين للثقافة الرائجة.تالا أيوب

*المصدر: الوقائع الإخبارية | alwakaai.com
اخبار الاردن على مدار الساعة