اخبار الاردن

وكالة جراسا الاخبارية

سياسة

العكور يكتب -أنس الشريف .. شهيد الصحافة الذي عرّى الاحتلال وفضح جرائمه

العكور يكتب -أنس الشريف .. شهيد الصحافة الذي عرّى الاحتلال وفضح جرائمه

klyoum.com

كتب الصحفي باسل العكور - استهداف خيمة الصحفيين بجانب مستشفى الشفاء في قطاع غزة الصامد، هي جريمة مكتملة الأركان تمت مع سبق الإصرار والترصد؛ جيش الاحتلال يعرف إحداثيات الموقع جيدا، ويعرف أن الصحفيين أنس الشريف ومحمد قريقع وعدد من زملائهم كانوا بداخلها، الهدف كان مرصودا، والرسالة التي يريدون أن تصل إلى الجزيرة والعالم أن تغطية جرائم الاحتلال دونها الموت..

هذه عقيدة الصهاينة وديدنهم ومنهجهم، فإذا لم تنجح في شراء الذمم أو التهديد بفضح مستمسكات توثقها، تذهب نحو سيناريو التصفيات والقتل الوحشي دون أن يلقوا بالا لرود الفعل.. الموضوع بالنسبة لهم لا يخرج عن هذه الخيارات الثلاثة..

إن الصامتين من الساسة والإعلاميين حول العالم جميعهم -دون استثناء- قد وقعوا في واحد من هذه الفخاخ التي تنصبها الحركة الصهيونية؛ إغراء، تهديد، ترويع، مستمسكات أخلاقية أو مالية، ناهيك عن السيطرة الكاملة على مفاصل المال والأعمال وصندوق النقد والبنك الدولي والبنوك المركزية والإعلام والسينما والسوشيال ميديا وصناعة القرار في العواصم المؤثرة...

الحركة الصهيونية تحكم السيطرة على العالم، جميع الحكومات مرتهنة لهذه القوة الغاشمة، لقد تمكنت هذه الحركة الإرهابية من التغلغل في مسامات أنظمة الحكم في العالم المتقدم والعالم الثالث، وهي تعرف جيدا من أين تؤكل الكتف..

بعد هذا الانكشاف الكامل لسطوة هذه الحركة الوحشية، وأهدافها غير الشرعية، لم يعد لوجود الأمم المتحدة وجميع المؤسسات التابعة لها أي قيمة أو معنى، لقد شلّ الكيان الصهيوني أدوات الشرعة الدولية، وحولها لديكور فائض عن الحاجة في عالم لا يعترف إلا بمنطق القوة المطلقة والمؤامرات والضرب تحت الحزام...

الصمود الملحمي لشعب فلسطين في غزة، كشف المستور، ووضع شعوب العالم أمام حقيقة أنها جميعا مستعمرة ومستعبدة، وتعمل بالسخرة في خدمة ساسة وصناع قرار تمسك الحركة الصهيونية بخيوطهم، وتحركهم على الريموت كنترول.. ساسة أشبه بالفزاعات أو خيالات المآتة، خاوية قلوبهم، لا يفكرون إلا بشروط بقائهم في سدة القرار، وأي قرار هذا الذي يبيعون أرواحهم من أجله، وهو يأتيهم على شكل إملاءات، تنفذ بالإكراه...

الصحافيان انس الشريف ومحمد قريقع وزملاؤهم الاربعة الذين ارتقوا الى جوار ربهم، دفعوا ثمن تصدرهم لكشف جرائم الاحتلال ووحشيته للعالم ، دفعوا ثمن تعرية الوجه البشع الشيطاني والوحشي للحركة الصهيونية، وما استهدافهم في وضح النهار من قبل مرتزقة جيش الاحتلال الا دليل واضح على نجاحهم الاستثنائي في قلب المعادلة في عواصم العالم المؤثرة، نجاحهم في تحريك شعوب العالم الحر ضد هذه الطغمة المتوحشة، نجاحهم في اسقاط الاقنعة وتحطيم الاصنام والسرديات الصهيونية التي استوطنت هناك لعقود من الزمن ..

لقد نجح صحفيو فلسطين في احداث الفرق ،ولذلك يصب الكيان الصهيوني جام غضبه على حراس الحقيقة وحملة مشاعل الحرية والكلمة والصورة ..

دماؤكم الزكية ايها الاحبة لن تذهب سدا، وستظل عنوانا للبطولة والاقدام والمهنة والتضحية من اجل التنوير وانعتاق العالم من الظلم والاستبداد .. وعزاؤكم في غزة انه كلما سقط من صفوفكم شهيد من الصحفيين استلم الراية مئة صحفي جديد مستعدون تماما لاكمال المسيرة مهما عظمت الكلف وبلغت التضحيات .. هذه غزة يا سادة ، وهناك فقط لن تسقط الراية ولن يسلم المجاهدون والاطباء والصحفيون اسلحتهم ابدا ..

اما نحن ، فلا حول لنا ولا قوة ، لا اعرف ما الذي حصل لنا ، وكأننا نتعاطى الافيون ونتنفس المثبطات ، هي حالة غير مفهومة من اليأس والقنوط .. اللهم فرجك فلقد بلغ السيل الزبا ..

رحم الله الزملاء الستة ، رحم الله شهداء غزة ، الى جنات الخلد ،هناك حيث ستختصموننا جميعا امام الله ..

*المصدر: وكالة جراسا الاخبارية | gerasanews.com
اخبار الاردن على مدار الساعة