والد زهران ممداني: غزة غيّرت العالم.. ولهذه الأسباب خاض ابني الانتخابات
klyoum.com
أخر اخبار الاردن:
فيروز تحتفل بعيد ميلادها التسعين بغياب زياد الرحباني#سواليف
في مقابلة خاصة مع الجزيرة مباشر هي الأولى لوسيلة إعلام عربية منذ فوز #زهران_ممداني بمنصب #عمدة_نيويورك كشف والده المفكر والأكاديمي البارز #محمود_ممداني أنه فوجئ بوصول ابنه زهران إلى هذا المنصب الرفيع، مؤكدا أن دخوله السباق لم يكن بهدف الفوز.
وقال ممداني إنه “لا يعتقد أن ابنه خاض السباق وهو يعتقد أنه سيفوز. بل خاضه لإيصال رسالة”.
وتابع: “كانت هناك أمور قريبة جدا من قلبه: #العدالة_الاجتماعية و #حقوق_الفلسطينيين. وقد تمسك بهذين الأمرين ولم يكن مستعدا لمقايضتهما أو التقليل منهما”.
وأضاف أن هذا الثبات لم يكن جديدا عليه، “وهذا لم يفاجئني لأنني رأيت ذلك فيه منذ أيام المدرسة الثانوية”، على حد تعبيره.
“لهذا السبب كان زهران مختلفا”
ويرى ممداني أن تربية ابنه لعبت دورا أساسيا في تكوين شخصيته، قائلا: “زهران لم يكبر داخل أسرة صغيرة، بل نشأ داخل أسرة تضم أجداده ووالديه. وكان لجدته الأثر الأكبر في تعليمه القيم الروحية والدينية”.
وأرجع الأب تعلم ابنه الصبر واحترام الاختلاف إلى نشأته داخل عائلة تضم أجيالا متعددة، وأضاف موضحا: “زهران تعلم أن يكون صبورا جدا مع الأشخاص الأبطأ ومع من يختلفون عنه”.
وأشار إلى اختلاف هذه التربية عن النموذج الأمريكي السائد قائلا: “كان مختلفا عن الأطفال الأمريكيين الذين نادرا ما يرون أجدادهم”.
وشرح ممداني كيف خاض زهران حملته بطريقة غير تقليدية كشفت فشل أموال أثرياء نيويورك في التأثير على مسار الانتخابات، وأضاف: “منافسوه كانوا ينفقون أموالهم على شراء مساحة تلفزيونية باهظة بينما لم يكن لديه عُشر هذا المال، هو فقط استغل ما لديه مع مصور واحد وصنع مقاطع لمنصات التواصل الاجتماعي. وفي الحقيقة، لقد سخر منهم وكشف فشل المال”.
“أخشى عليه مما هو قادم لكنه سيتعلم سريعا”
واعترف محمود ممداني أنه يخشى على ابنه مما يمكن أن يحدث بعد الانتخابات ووصوله إلى منصبه، حيث يمكن تسخير المال لشراء الناس وترهيبهم وخداعهم.
وتابع: “لست متأكدا من أنه يعرف هذا العالم جيدا لكنه تلميذ سريع التعلم”.
ووازن ممداني بين القلق والثقة في ابنه قائلا: “أقلق من ضخامة المهمة، ولكنني أرتاح حين أعلم أنه لا يستخف بحجمها”.
“أمريكا وطن للمهاجرين”
وانتقل ممداني إلى تحليل أوسع لطبيعة المجتمع الأمريكي موضحا أن “الهجرة قضية كبيرة، لكن هناك حقيقة لن تتغير وهي أن كل شخص في الولايات المتحدة هو مهاجر”.
وأضاف أن ادعاء “الأحقية بالأرض” ادعاء هش، قائلا: “لا أحد يستطيع ادعاء ملكية هذا البلد. أقصى ما يمكنهم قوله: ’كنت هنا قبلك‘، لكنه ادعاء سطحي ويعكس انعدام الأمان”، وهو ما يظهر بوضوح في طريقة التعامل مع الوافدين الجدد، على حد تعبيره.
“كتاباتي تدور حول فكرة رئيسة واحدة”
يعد محمود ممداني واحدا من أبرز المفكرين في دراسات ما بعد الاستعمار والهوية السياسية، وهو أستاذ في جامعتي كولومبيا وماكيريري سابقا، وصاحب مشروع فكري يمتد لعقود من البحث في العلاقة بين الدولة والمواطن والدراسات الأفريقية وتاريخ ما بعد الاستعمار.
وولد ممداني الأب لأبوين مهاجرين من أصل هندي في أوغندا، قبل أن يغادر البلاد خلال فترة حكم عيدي أمين التي شهدت اضطهادا للمهاجرين الآسيويين.
وقد شكل هذا المسار الشخصي المبكر من الهجرة والإقصاء أساسا لفكره الذي سيظهر لاحقا في كتبه الشهيرة مثل “المواطن والرعية” و”لا مستوطن ولا مواطن” وكتابه الجديد “السم البطيء: عيدي أمين، يويري موسيفيني، وصناعة الدولة الأوغندية”.
وقال ممداني للجزيرة مباشر إن ثمة فكرة مركزية تمثل عاملا مشتركا بين كتبه، وهي أن “الحياة السياسية في كل دولة تقريبا بعد الاستعمار تقسم السكان إلى مجموعتين: سكان أصليين وغير أصليين”.
وفي بحثه عن جذور هذا التصنيف قال ممداني: “كنت دائما أتساءل: من أين جاءت فكرة أن لكل شخص وطنا؟ وفي ذلك الوطن هناك من هو أصيل ومن هو غير أصيل؟”.
وأجاب: “أعتقد أن هذه الفكرة جاءت من الاستعمار، الذي كان يكره المهاجرين، لأنه لا يستطيع السيطرة عليهم أو فرض الضرائب عليهم”.
وبهذا الطرح، يرى ممداني أن الهوية القومية الحديثة لم تُبنَ على التاريخ، بل على “منطق السيطرة”.
“غزة حدث تجاوز الحدود”
واختتم محمود ممداني تحليله بالعودة إلى الحرب على غزة، معتبرا أن تأثيرها عالمي وأنها قضية “أدخلتنا مرحلة جديدة في تاريخ العالم”.
وتابع: “لن يعود الزمن إلى اللحظة التي كان العالم يصدق فيها أن إسرائيل تدافع عن نفسها.. هناك ثمن مروع دفعه أهل #غزة، لكن يجب أن نعرف أنه لم يكن بلا معنى”.