القشة التي ستقصم ظهر أميركا
klyoum.com
أخر اخبار الاردن:
أتليتيكو يكتسح فرانكفورت بخماسية .. وغريزمان يحتفل بالهدف رقم 200السوسنة
بقيت قشة و"ينخ" البعير، فهو منذ ثمانين عاماً يجوب البلاد مثقلاً بالضغينة والحقد على كل العالم، على أصدقائه الماكرين (الغرب) وعلى أدواتهم التي تتنازعها أيدي الماكرين، صحيح أنه يستند الى قوة سلاحه المنتشرة في أسقاع العالم، بينما منافسوه يؤلبون عليه العالم، وهم مرتكزون وهو يطيش في العالم على غير هدى، يريد أن يستحوذ على كل موارده، ولا يلتفت الى حِمله الثقيل الذي زاد كثيراً عن حده ولم يبق إلا حزمة صغيرة من قش تلقى على حمله، حتى تنهار قواه ويُقصم ظهره.
أمام أميركا ملفات كبيرة تواجهها، ولا تدري بمن تبدأ وإلى أين سيجرها الصراع، فكل ملف أعند من الآخر !!، اليمن، العراق، ايران، أفغانستان، عدا عن غرقها في رمال غزة، وتأبى كبرياؤها أن تعترف بالفشل، رغم الخسائر المادية والسياسية التي تتكبدها، ناهيك عن المنافسين الكبار: الصين، روسيا، الاتحاد الأوروبي، الذي تتعارك معهم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية في منتصف القرن الماضي وهؤلاء لا يستهان بهم، فالاتحاد الأوروبي نفوذه متغلغل في البلاد التي تريدها أميركا، وثالثة الأثافي (الصين) تتغلغل بطرق لا تجيدها أميركا!! وهي الآن تمددت وقَوي عودها عندما كانت أميركا منشغلة في حروب الشرق الأوسط منذ ثمانينيات القرن الماضي، وغرها أنها فككت الاتحاد السوفييتي.. وقبل أن تأخذ نفساً عميقاً وترتاح وتدير العالم من الخلف، تفاجأت بأن عليها أن تبدأ من جديد، فالبيئة الدولية اصبحت غريبة عليها.
أما الدبلوماسية الأميركية فهي تنشط، لكن دون أفق أو مكاسب حقيقية تتعدى قوة السلاح الذي تنفق عليه أكثر مما تنهب به من الدول الخانعة لمنافسها!!، والأكثر بؤساً أنها تستعين بدولة الاحتلال المارقة التي هي أحوج منها للإعانة، بل هي من جعلت العالم يتحد ضد أميركا جراء الجرائم التي ترتكبها في فلسطين، والوقت يمضي والخسائر لا تتوقف، وشعوب العالم تنقلب ضدها من داخلها وخارجها..!!
أميركا أصبحت كحرباء أحاط بها الموت وليس لها من سلاح إلا أن تنفخ نفسها وتغيّر لونها لعل المفترس يتقزز منها أو يظنها ديناصوراً ويتركها، فهي قائمة الآن على التهديد والوعيد لكل أعدائها، وهم يتحدون، ويعرفرن حالها أكثر منها، القواعد العسكرية المنتشرة في العالم، ما هي إلا كصورة الديناصور في مخيلة الحرباء ونفختها الفارغة..
لذلك أي معركة حقيقية تتورط بها أميركا، ستكون هي (القشة) التي ستقصم ظهرها، وتكون هي القاضية، وسيغدو وضع أميركا أسوأ من وضع روسيا العالقة في أوكرانيا، على الأقل روسيا تتحرك ضمن مجالها، أما أميركا فحروبها خارجية لا يكاد شعبها يشعر بها، لكنها تنخر في الداخل الاميركي بصمت مخيف. وفي المعركة الأخيرة سيتكالب عليها الشرق والغرب، وتنهار...!! وستتفرق قواعدها بين الولايات، وتتحرر ألمانيا واليابان، وكوريا الجنوبية، وتركيا وسوريا، وسيختفي تحت ركامها الصهيونية ودولتها المارقة..!!.