"صرخة" الفنانين بإجتماع اعضاء نقابة الفنانين الأردنيين مع لجنة التوجيه الوطني و الإعلام في البرلمان
klyoum.com
#سواليف
" #صرخة " #الفنانين بإجتماع اعضاء نقابة الفنانين الأردنيين مع لجنة التوجيه الوطني و الإعلام في البرلمان
بقلم #فراس_الور
منذ عشرين سنة…او اكثر…و نفس مطالب #الفنانين_الأردنيين تتكرر لدى ادارة المسؤولين و المعنين بمؤسسات الدولة و بمؤسسات #الإذاعة_والتلفزيون، بأننا نريد للإنتاج المحلي ان يتحرك من جديد، نريد للتلفزيون الأردني ان يكون فاعلا اكثر و يتحرك بصورة مستمرة لتصبح عملية إنتاج الملسلات تتكرر بصورة طبيعية و على مدار السنة ، و لتحمل للمواطن الأردني دراما تعكس واقعه و همومه و لتكون ترفيهية و مسلية ايضا، و ليصبح لدينا دراما معاصرة تحاكي مشاكل مجتمعنا و ليتم اثراء ارشيفنا الأردني بصناعة الدراما التي صنعت في سوريا نجوم مشهورين، و التي اصبحت موروث يتم توريثها من جيل الى جيل في مصر و في بلاد عربية ثانية،
و لكن لا نسمع الا اصداء اصواتنا…لا نسمع الا رنين صرخاتنا تعود الينا و كأننا نكلم حجار من الكونكريت المسلح لا تشعر معنا و لا تشعر مع معاناة الفنان الأردني، اذكر انه كانت تصلنا رسائل من الوسط الفني خلال العقود الماضية ان هنالك فنان فلاني لا يستطيع شراء دجاجة لإطعام اولاده، و اذكر اننا كنا نسمع ان فلان هجر كاره و اصله كفنان ليعمل بمهن ثانية…و أذكر ان هنالك مَنْ كان مِنْ الموسيقيين اعضاء النقابة و من معارفنا انا و اسرتي و لكنه توفي لأنه لم يستطيع شراء زجاجة دواء لمرض يعاني منه قلبه، ليدخل الحزن الشديد الى قلبنا انا و اسرتي، و اذكر ان هنالك من هاجر الى بلاد فيها هذه الحركة ليوفقه الله فكلٌ له نصيبه من الله و لكن لينطبق هنا المثل القائل لا كرامة لنبيٍ بوطنه…او بالأحرى لا كرامة لفنان بوطنه…و هنالك العديد الذين توفوا من كثرة القهر و لم يورثوا للأجيال التي تبعتهم ارشيف درامي مع كل اسف…بل لا شيء الا القهر و الدموع و اللوعة على بلدي و على فنها…
هذا واقع نعيشه وسط تجاهل كامل من المسؤلين بالقطاعات المعنية الذين يفضلون السير بمشاريع صغيرة ضيقة الأفق لا تستوعب كمية الأيادي العاملة بكافة الفئات الفنية التي توفر نقابة الفنانين فرص الإنتساب اليهم…بلد فيها نسمة بالملايين يوجد فيها مواهب لو فُـتِـحَ لها المجال سيكون لدينا صناعة مسلسلات و انتاج للفنون و منتوج فني نغطي به عين الشمس…و لكن تلك الفئة من المسؤلين لا تطالب بأي دعم من الدولة لصناعة المسلسلات المحلية و دعم قطاعات الفنون بالمملكة، نحن احد عشر مليون اردني لا نصنع اية مسلسلات و المحاولات تقتصر على مشاريع فردية لأفلام، و نشكر أكيد صناعها عليها…و لكن هل هذا منطق و معقول ان تقتصر مهنة الفن ببلد حجمه مثل الأردن على فلم هنا او فلم هناك فقط؟
منذ عام 2011 الى هذه اللحظة و انا اركز بمقالاتي كناقد فني و كاتب على السينما المصرية التي يتدفق انتاجها كالشلال في كل عام ليغرق الوطن العربي من المحيط الى الخليج، و اركز من حين لآخر على الفن السوري و اللبناني ايضا، و لكن قليلا ما تكلمت عن اللوعة التي كنت اشعر بها بقلبي و انا ارى فراغ ضخم في بلدي لا يحاكي حتى واحد بالمئة من الذي يتم انتاجه بتلك البلاد العربية، هل نحن اقل منهم قدرا كي لا ننتح فنوننا و مسلسلاتنا؟ كنت اموت قهرا و انا ارى فنانين عرب و شخصيات ادبية اثناء زيارتهم الى بلادنا ليشاركوا بمهرجان درامي يهزون رؤسهم وترتسم على وجوههم الشفقة علينا…ليقولوا بالإعلام "نتمنى ان تنهض الدراما الأردنية من جديد"…و لكن لأرى نفس الشخصيات تسير مرفوعة الرأس في بلادنا لان بلادهم تنتج من الدراما الكثير و الكثير، و نجن نجلس في بيوتنا و كحضور نستمع الى شفقتهم علينا لا حول لنا و لا قوة، كفى يا اخوان، وصلت الأمور الى مستويات لا يمكن السكوت عنها، و هذا الإنتاج البدوي الذي اغرق السوق لأن بعض من دول الخليج تشتريه بسبب تراث بدوي مشترك بيننا، انه جيمل و لكن لا يعبر عن حاضر المملكة الأردنية المعاصر و لا يعالج اهتمامات و هموم و مشاكل المواطنينن، بل لا يَـشُـدْ المواطن الأردني بشيئ…ليقف مواطننا يشاهد دراما عربية لأن الدراما الأردنية قد ماتت….نعم اقول ماتت و القاتل كل مدير و مسؤول تسلم مركزا بمؤسسة ىالإذاعة و التلفزيون او في منصب بمؤسسات ثانية كان يستطيع دعم الإنتاج و لم يفعل…كلكم قتلتم قلبنا بالقهر و دفنتم مواهبنا باعماق الرمال بقلة شعوركم مع الفنانين و قتلتم براعم تخرجت من كليات الدراما والمسرح و لم تجد في بلدها قوتها و قتلتم امل اجيال اتنتظرت ان تتحركوا في مناصبكم لفعل شيئ…و لكنكم لم تعطوا الفنان مناديل حتى ليمسح دموعه من القهر على ما وصلنا اليه…كلكم استسهلتم استيراد المسلسلات عوض عن تخصيص ميزانيات لإنتاجها محليا….اتعلمون لماذا اقول انها ماتت…لأن من لا يتحرك فهو متوفي…ميت…لا تنبض فيه الحياة…الدراما الأردنية التقطت انفاسها الآخيرة منذ مدة طويلة مع قهر و لوعة قلب الفنان الأردني على الفن في بلده…و انتم لم تعطوا الفنان متنفس و لا حتى منديلا ليعض من الألم على ما وصلت اليه بلادنا…أأكمل…فلو بقيت اكتب للصباح ستطل عليا ثريات الفجر الوضاءة و لم يطفئ لهيب قلبي شلال من كلمات العتب و القهر و اللوعة على بلدي….
هل هنالك من ينبض في قلبه الوطنية ليقف في مجلس البرلمان ليحكي وضع الفنان الأردني…اترك الحلول للسادة النواب الذين تلقوا اوجاع فنانينا مع سعادة النقيب محمد العبادي في لجنة التوجيه المعنوية و الإعلام منذ يومين…فاطلقوا الفنانين صرخة على امل ان تحرك الضمير و الوجدان القومي و الوطني لدى المسؤولين…فنحن بحاجة لتشعر معنا مؤسسات الدولة لتنهض بالدراما من جديد، فنحن نقول ان الدراما توفيت لأن لا إنتاج يحاكي طاقات الموارد البشرية الكامنة عند نقابة المهن التمثيلية، و لكن ان تحرك الإنتاج سيعيش الفن الأردني من جديد…فلو آمنا بالله و راعينا ضميرنا و تحرك من تقع هذه المسؤلية بين يديه نستطيع فعل الكثير…أيستجيب اي مسؤول نشمي فيه نخوة و شهامة لصرخة الفنانين و يخرج الفن الأردني من تراب الأرض و ينفض عنه هذا التراب الذي تراكم عليه لسنين و لسنين و يعيد تألقه من جديد…اتسمعوا صرخة الفنانين…؟