اخبار الاردن

جريدة الغد

سياسة

ما بعد الدخول إلى رفح

ما بعد الدخول إلى رفح

klyoum.com

بقلم: آفي يسسخروف 19/3/2024

المشكلة الأمنية الكبرى لدولة إسرائيل في قطاع غزة ليست رفح بل ما بعد رفح، كما يقولون بالعربية. "آجلا ام عاجلا"، إذا لم يخف نتنياهو من رد فعل الأسرة الدولية، سيبدأ الجيش الإسرائيلي بإخلاء السكان المدنيين من المدينة ومحيطها، بكل الـ 1.5 مليون فلسطيني الذين يجدون فيها ملجأ.

ليس واضحا متى تبدأ العملية العسكرية نفسها، بمعنى العملية البرية التي تستهدف تطهير المدينة من وجود كتائب حماس النظامية. يحتمل أن يكون الدخول البري المكثف سينتظر حتى نهاية رمضان والإخلاء فقط يبدأ الشهر الحالي، يمكن التقدير بأن الأمر منوط بنتائج المفاوضات مع حماس حول الصفقة. العملية في رفح هي إحدى العصي القليلة التي لدى إسرائيل لتلوح بها فوق رأس حماس وعليه، فيحتمل أن يسرع تفجير المحادثات الاستعدادات لرفح مثلما سيسرع العملية نفسها أيضا.

إذا نجح إخلاء السكان، فإن الدخول البري سيكون أقل تعقيدا من ذاك الذي كان في خان يونس، حيث عملت الكتائب الأكثر نخبوية لحماس وهناك كانت منظومة دفاعها كثيفة على نحو خاص. أما في رفح، فالقصة مختلفة قليلا. الكتائب تعد نخبوية أقل، السكان المحليون معروفون بانتمائهم العشائري والتنظيمي الأقل، بعض من العشائر بدوية ومنطقة الحدود على الأقل سيئة السمعة بسبب كونها مركزا لنشاط جنائي ولا سيما، في التهريب. بمعنى انه يمكن الأمل هنا في عملية عسكرية تصطدم بمقاومة أقل من تلك التي كانت في خان يونس أو الشجاعية.

وعندها يطرح التساؤل، ماذا إذن؟ عمليا الحسم العسكري لحماس كمنظمة حرب عصابات شبه عسكرية، سينتهي بعد رفح. ولن تكون لحماس كتائب قتالية للصدام مع الجيش الإسرائيلي. إسرائيل ستجد قطاع غزة عديم الأهداف الواضحة للاحتلال والتطهير وستنشغل بإدارة قتال ضد مقاومين يطلون بين الحين والآخر ومحاولة ملاحقة القوات المقاتلة وكل هذا، من دون أن تكون إسرائيل نجحت في أن تخلق على الأرض بديلا حقيقيا لحماس.

إن تصميم رئيس الوزراء للامتناع عن بحث حقيقي، واقعي، في "اليوم التالي" لرفح، من شأنه أن يدخل إسرائيل في مشكلة سياسية وعسكرية، والحل ليس واضحا كيف ستخرج منه. بدلا من أن يبني منذ الآن بديلا لحكم حماس، في شكل قوى من السلطة الفلسطينية إلى جانب قوى حفظ نظام عربية ودولية، نتنياهو يقود إسرائيل إلى طريق مسدود، إلى حائط سنصطدم بها عاجلا أم آجلا. لن يكون من يدير الكهرباء، المياه، المجاري والرفاه لمليوني فلسطيني، وإلى داخل هذا الفراغ ستسير مرة أخرى حماس أو جماعات مسلحة أخرى، إلى جانب الكثير من مؤشرات الفوضى. هذا هو الواقع الذي يسجل الآن في شمال القطاع، هذا هو الواقع الذي أعاد الجيش الإسرائيلي للعمل في نطاق مستشفى الشفاء في غزة. حماس تعود إلى الأماكن ذاتها التي خرج منها الجيش الإسرائيلي وتستعرض حوكمة في هذه المناطق، قوات حفظ النظام من حماس تعمل في هذه المقاطع بل وتحاول التحكم بتوزيع المساعدات. بمعنى أن إسقاط حكم حماس لم يتحقق وأساسا في ضوء حقيقة أن إسرائيل لا تحاول حتى طرح بديل لحماس.

الهدف من عملية مجمع الشفاء كان ضرب بعض المسؤولين الكبار بمن فيهم فائق المبحوح، المسؤول الكبير في جهاز الأمن الداخلي وشقيق محمد المبحوح الذي صفي في بداية العام 2010 في دبي. التقيت فائق المحبوح في العام 2007 في السجن الإسرائيلي قبل لحظة من تحرره. بعد أن عثر على جثة أخيه ولم يكن يقينا إذا كان صفي ومن صفاه، أقام فائق المبحوح معي اتصالا وروى لي أن شقيقه اجتاز في الماضي محاولات تصفية عدة. ادعى بأنه تبينت على جثة أخيه علامات عنف رغم أنها بالفعل لم تكن كهذه. بعد تصفية الشقيق رفع بسرعة في أجهزة أمن حماس وبات مسؤولا من المنظمة عن الإشراف على المساعدات في شمال القطاع. في نهاية الأمر، نجح الشاباك والجيش في الوصول إليه أيضا.

*المصدر: جريدة الغد | alghad.com
اخبار الاردن على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2024 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com