اخبار الاردن

وكالة الحقيقة الدولية الاخبارية

سياسة

الصحافة في مرمى الاستهداف.. والحباشنة من سرير المشفى: "تضامنوا.. فالمهنة في خطر"

الصحافة في مرمى الاستهداف.. والحباشنة من سرير المشفى: "تضامنوا.. فالمهنة في خطر"

klyoum.com

الحقيقة الدولية - أمينة عوض - حين يُستهدف الصحفي، لا يُستهدف شخصه فحسب، بل تُغتال الحقيقة، وتُهدد حرية التعبير، ويُمسّ بجوهر المجتمع وهيبته. فالاعتداء على من يحمل القلم و"الميكروفون" ليس مجرد تجاوز فردي، بل جريمة مزدوجة: جريمة بحق مهنة تُعدّ ضمير المجتمع، وجريمة بحق المجتمع التي يفترض أن يكون حارس للكلمة وحامي لحرية الرأي. في لحظة يُضرب فيها الصحفي أو يُهان أو يُمنع من أداء عمله، تهتز أركان العدالة، ويُبعث برسالة خطيرة مفادها أن السلطة فوق القانون، وأن الكلمة الحرة تُقمع حين تُزعج. فهل يُعقل أن تتحول السلطة من راعٍ للصحافة إلى خصم لها؟ وهل يُعقل أن تُقابل الأسئلة الصعبة بالهراوات بدلًا من الإجابات.

في هذا السياق، نسلط الضوء على حادثة تعرض لها الزميل الصحفي فارس الحباشنة، خلال فترة فجر اليوم الثلاثاء، اذ تعرض لاعتداء غاشم من قبل مجموعة من الأشخاص الملثمين أمام باب منزله .

ونقل الزميل لمشفى ابن الهيثم وحالته متوسطة .

وقال الحباشنة في تصريح خاص لـ "الحقيقة الدولية" انه أثناء عودته لمنزله عبر أحد التطبيقات النقل الذكية تعرض له 4 ملثمين واعتدوا عليه بالضرب أمام منزله ولاذوا بالفرار.

وأضاف بأن الحادثة وقعت ليلة الإثنين الثلاثاء وهو عائد ليلاً إلى منزله، اذ اصطفت السيارة التي كان بداخلها وبدأ بالنزول منها وفي هذه اللحظة وقفت سيارة آخرى "بوسط الشارع" ونزل منها 3 ملثمين وبقي الرابع داخل السيارة.

وبين أنّ الأشخاص الثلاثة قاموا بضربه بـ "القناوي"، مشدداً على أن التحقيقات الأمنية جارية، كما أنه بانتظار ما ستفضي عنه النتائج من ضبط للجناة والمجرمين.

"مهنة الصحافة مهنة المتاعب وهذا ليس جديدأً أوغريبًا، ولكن في الأردن هناك شكل جديد من المضايقات والضغوط على الصحفي بدت واضحة و"تطفو على السطح" لكثير من القضايا والإنتهاكات والملاحقات القانونية والإدارية والإعتداءات بحق الصحفيين"، بحسب فارس الحباشنة.

وختم برسالة قائلاً:" تضامنوا وكونوا على قلب رجل واحد بما يخص قضاياكم وحماية المهنة والحرية والكلمة والرأي".

واستعرضت "الحقيقة الدولية" آراء عدد من الصحفيين بخصوص حادثة الإعتداء على الزميل الحباشنة، حيث تساءل الصحفي خالد الخواجا عن هيبة الصحفيين بعد ما جرى، واصفاً الحادثة التي وقعت بحق الزميل الحباشنة بأنه "عمل دموي"، مؤكداً على أن الصحفيين ليس لديهم أي مصلحة بشيء، وإنما يعملون لمصلحة الوطن.

كما وتساءل عن المصلحة التي تقف وراء الاعتداء، مشدداً على أنه يجب أن يكون هناك تصعيد، وعلى المجلس الحالي بنقابة الصحفيين أن يتحرك.

"الصحفي قلم وحقيقة ينقل الأمر الصحيح"، وفقاً للخواجا، الذي أشار، إلى أنّه يجب التحرك بشتى الطرق، مضيفاً بأنه لا يجوز ضرب الزميل الحباشنة وتهديده بهذه الطريقة و"هذا غير مقبول على الإطلاق".

وأوضح خلال حديثه، بأنّ الكثير من الصحفيين تراجعوا عن الكتابة خوفاً من المحاكم والتهديدات، مؤكداً بالقول: "مهنة الصحافة مهنة المتاعب".

ووجه رسالة للشعب والحكومة قائلاً: "نحن دعاة الحق ونبحث عن الحقيقة ونهتف لتصويب الأوضاع الخاطئة والفساد والإختلالات المالية وما وصفه بـ "توريث المناصب".

عضو مجلس نقابة الصحفيين الزميل موقف كمال، أكد بأنّ التحقيقات جارية ومن المبكر أن نحكم على سبب الاعتداء على الزميل الحباشنة إلاّ بعد ان تتوصل الاجهزة الأمنية للفاعلين.

ونوه إلى أنّ هناك أشخاصاً لا يؤمنوا بالعمل ضمن سيادة القانون ودائماً يأخذون حقوقهم بقوة الأيدي بعيداً عن العدالة، مشدداً على أن نقابة الصحفيين بدورها أدانت الإعتداء، مطالباً الأجهزة الأمنية "وثقتنا بهم عالية" أن يتوصلوا للفاعلين وكشف ملابسات الحادثة ومبررات الإعتداء.

ووفقاً للزميل كمال، فإنّ أي مادة صحفية سواء مقال أو تقرير لها مؤيدين ومعارضين، مؤكدأً على أنه لا يستطيع أحد في الوقت الحالي أن يربط الاعتداء على الزميل الحباشنة بالخلاف مع وزير الزراعة، "فهذا شيء مربوط بالتحقيقات وهل هناك فعلا أشخاص او فئة تقف وراء الاعتداء".

وختم بالقول:" نحن كنقابة الصحفيين نرفض اي اعتداء على الصحفيين أو أي تهديد له ونطالب الأجهزة الأمنية بتوفير الحماية اللازمة للزميل الحباشنة وتحقيق العدالة وكشف ملابسات التحقيق وملاحقة الفاعلين ومحاسبتهم لضمان عدم تكرار الأحداث التي تمس الصحافة والحرية.

الهجوم على الزميل فارس االحباشنة هو اختبار حقيقي لهيبة القانون، ولصدق الالتزامات الرسمية بحماية الصحفيين، لا بالكلمات والبيانات، بل بالفعل والمحاسبة. والمطلوب اليوم ليس فقط إدانة الاعتداء، بل ملاحقة مرتكبيه ومحاسبتهم دون تردد، ووضع حد لسلسلة المضايقات التي باتت تحاصر الأقلام وتُكمم "الميكروفونات".

*المصدر: وكالة الحقيقة الدولية الاخبارية | factjo.com
اخبار الاردن على مدار الساعة