العشي يكتب: الباشا أيمن العوايشة .. رجل الدولة الذي لا يغيب عن الذاكرة الوطنية
klyoum.com
زاد الاردن الاخباري -
بقلم الإعلامي الدكتور محمد العشي - في زمن تتسارع فيه المتغيرات وتتشكل فيه التحديات، تبرز أسماء تبقى ثابتة كجذور الوطن، لا تهتز أمام العواصف، بل تزداد رسوخًا كلما اشتدّ اختبار المسؤولية. ومن بين هذه الأسماء، يتقدّم اللواء المتقاعد أيمن تركي مصطفى العوايشة، الذي عادت الثقة لتستقر في موضعها الطبيعي مع صدور الإرادة الملكية السامية بتعيينه محافظًا في وزارة الداخلية الأردنية.
هذه الثقة لم تأتِ من فراغ، بل هي تتويج لعقودٍ من الأداء المتّزن، والحضور الأمني العميق، والنهج المؤسسي الذي اختطه العوايشة في كل محطة من محطات خدمته. فهو لم يكن مجرّد رجل أمن، بل كان رجل دولة بامتياز؛ جمع بين الحزم والحنكة، وبين المهنية العالية والتواضع المسؤول.
محطاتٌ من ذهب... ومسيرة عنوانها الإخلاص
من منصب قائد أمن إقليم العاصمة، إلى مواقع قيادية في محافظات استراتيجية كالكرك والزرقاء، وصولًا إلى منصبه الحساس كمساعد مدير الأمن العام للعمليات والتدريب، استطاع الباشا العوايشة أن يترك بصمة مميزة في كل موقع أوكل إليه. لم يكن حضوره أمنيًا فحسب، بل إنسانيًا وتواصليًا وإداريًا بامتياز.
كان يَعرفُ كيف يُدير القرار من الميدان، وكيف يحوّل التحديات إلى فرص، بأسلوبٍ لا يخلو من الحكمة والانضباط، وبعينٍ ترى أبعد من التفاصيل.
ثقة تُستعاد ومسؤولية تُجدد
إن تعيين الباشا العوايشة محافظًا، في هذه المرحلة الدقيقة من عمر الدولة، يحمل دلالات عميقة:
أولها أن الوطن لا ينسى أبناءه المخلصين.
وثانيها أن الحاكم الإداري اليوم يحتاج إلى من يفهم الأرض والناس، ويملك القدرة على إدارة الأمن بالتوازن مع التنمية.
وثالثها أن الكفاءة لا تموت، بل تُستعاد في الوقت الذي تكون فيه في أمسّ الحاجة.
قيادة بمفهوم الدولة... لا السلطة
لم يكن العوايشة يومًا باحثًا عن الألقاب، بل كان دائمًا مشغولًا بالواجب. تاريخه يشهد له لا عليه، ومجتمع الأمن العام – بما فيه من زملاء ومرؤوسين – لا يذكره إلا بكل تقدير واعتزاز.
إنه من طينة الرجال الذين يرون أن المنصب مسؤولية لا مزيّة، وأن صوت الضمير أقوى من أي صدى إعلامي. رجلٌ يُحسن الإنصات قبل أن يُصدر القرار، ويُجيد احتواء الأزمة قبل أن تتسع، ويؤمن أن هيبة الدولة لا تُفرض بالقوة بل تُبنى بالعدالة.
ختامًا: رجل المرحلة... بلا منازع
إذا كان لكل مرحلة رجالها، فإن المرحلة الحالية بحاجة إلى شخصيات بحجم أيمن العوايشة؛ رجال يمتلكون القدرة على الفهم لا فقط التنفيذ، على الحضور لا فقط الظهور، وعلى القيادة بمسؤولية لا بسطوة.
نبارك للباشا العوايشة هذه الثقة الملكية الغالية، ونتمنى له التوفيق والسداد في مهمته الجديدة، واثقين أنه سيكون – كما عهدناه – جزءًا من صمّام الأمان في البيت الأردني، ورمزًا للكفاءة والانتماء في سجل الدولة الأردنية الحديثة.