ثلاث سنوات من المعاناة.. وشبح "السرطان" يختفي بقرار واحد!

#سواليف

ثلاث سنوات من #المعاناة.. و #شبح ' #السرطان ' يختفي بقرار واحد!

كتب الدكتور .. #حسام_ابوفرسخ

هل تتخيل أن تعيش لثلاث سنوات كاملة وأنت تشتكي من كل شيء تقريباً، دون أن تعرف السبب؟

هذه قصة مريضة تبلغ من العمر 60 عاماً، زارتني بعد #رحلة_عذاب طويلة في أحدى أكبر المراكز الطبية في البلد. كانت حالتها لغزاً محيراً؛ #فقدان_شهية، #صداع_مستمر، #طفح_جلدي، #ضيق_تنفس، حكة، آلام مفاصل، نزول في الوزن، وحتى ضبابية في الرؤية!

التشخيص المرعب والباب المسدود: الفحوصات السابقة (CT scan) أظهرت تضخماً في #العقد_الليمفاوية في الصدر وفى الطحال. الأطباء هناك حاولوا أخذ خزعة من الصدر لكنها لم تكن كافية، ومع ذلك كان الشك الأكبر يتجه نحو ' #سرطان_الغدد_اللمفاوية ' (Lymphoma)، وهو ما جعل المريضة تعيش في قلق ورعب حقيقي رغم عدم ثبوت الدليل.

نقطة التحول (اللمسة التشخيصية): عندما راجعتُ صور المسح الذري (PET scan)، لفت انتباهي شيء مثير جداً: نشاط المرض في الطحال كان مرتفعاً جداً (FDG 16)، بينما في عقد الصدر كان أقل (FDG 4).

هنا كان القرار الحاسم.. بدلاً من إعادة محاولة أخذ خزعة صعبة من الصدر، فكرتُ بمنطق مختلف: 'إذا كان المرض يضرب الطحال بهذه الشراسة، فلا بد أن له أثراً في مصنع الدم (نخاع العظم)'.

قررت فوراً إجراء خزعة من نخاع العظم من الجانبين (Bilateral bone marrow biopsies).

المفاجأة السارة: النتيجة لم تكن سرطاناً! تحت المجهر، وجدنا أوراماً حبيبية (Granulomas).. التشخيص النهائي هو مرض الساركويد (Sarcoidosis)، وهو مرض حميد قابل للعلاج تماماً.

مكالمة الفرح: بعد ثلاثة أسابيع من بدء العلاج الصحيح، رن هاتفي. كانت المريضة على الطرف الآخر، صوتها يحمل امتناناً لا يوصف.. اختفت الأعراض، وعادت لها حياتها التي فقدتها لثلاث سنوات. وقالى لى بالحرف الواحد: وين كنا وين صرنا.

العبرة: التشخيص الدقيق، وقراءة ما بين السطور في الفحوصات، هو المفتاح لإنهاء معاناة السنين.