اخبار الاردن
موقع كل يوم -الوقائع الإخبارية
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
الوقائع الإخباري : يدعي جيل جديد من أجهزة العافية قدرته على تهدئة التوتر والقلق عبر إرسال نبضات كهربائية صغيرة إلى العصب المبهم (Vagus Nerve)، وهو أحد الأعصاب الرئيسة المسؤولة عن تنظيم التوتر والهضم والمزاج في الجسم.
وكانت تقنية تحفيز العصب المبهم (VNS) تُستخدم سابقًا في المستشفيات لعلاج الصرع والاكتئاب عبر أجهزة مزروعة جراحيًا، أما اليوم فقد أصبحت هذه التقنية متاحة على شكل أجهزة صغيرة يمكن ارتداؤها، تُسوَّق للمستهلكين كوسيلة سريعة لاختراق الجهاز العصبي بهدف تحقيق الاسترخاء والنوم الأفضل.
وبحسب 'ناشونال جيوغرافيك' يمتد العصب المبهم من جذع الدماغ إلى أعضاء رئيسة مثل القلب والجهاز الهضمي، ويُعد محور الجهاز العصبي اللاإرادي المسؤول عن 'الراحة والهضم'. وعند تحفيزه، يفرز ناقلًا عصبيًا يُسمى 'أسيتيل كولين' يساعد على خفض معدل ضربات القلب وضغط الدم، ما يساهم في تهدئة الجسم. ويُعتقد أن ضعف نشاط هذا العصب يرتبط بالقلق، وقلة النوم، وانخفاض الطاقة، ومشكلات الجهاز الهضمي.
وبدأت الأبحاث الطبية حول تحفيز العصب المبهم في الثمانينيات، وحصلت التقنية على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) عام 1997 لعلاج الصرع، ثم عام 2005 لعلاج الاكتئاب. أما النسخة غير الجراحية، المعروفة باسم التحفيز عبر الجلد (tVNS)، فقد تمت الموافقة عليها عام 2018 لعلاج الصداع النصفي، ثم لإعادة التأهيل بعد السكتة الدماغية عام 2021. ومنذ نحو خمس سنوات، دخلت إلى السوق أجهزة منزلية تُستخدم لبضع دقائق يوميًا عبر الأذن أو الرقبة، لتوصيل نبضات كهربائية خفيفة.
'أدلة محدودة'
لكن الأدلة العلمية حول فعاليتها ما تزال محدودة، فقد أظهرت بعض الدراسات الصغيرة أن التحفيز عبر الجلد يمكن أن يقلل من التوتر والقلق ويحسّن جودة النوم، إلا أن الباحثين يشيرون إلى أن أغلب النتائج تعتمد على تقارير المشاركين الذاتية وليس على قياسات فسيولوجية دقيقة. ومع ذلك، تُظهر دراسات حديثة أنه قد يعزز من فعالية تقنيات التأمل والتعاطف الذاتي.
ويؤكد الخبراء أن تحفيز العصب المبهم يجب أن يُستخدم كوسيلة مساعدة وليس بديلًا عن طرق إدارة التوتر التقليدية. ويقول الأخصائي نافاز حبيب إنه يستخدم الجهاز لبضع دقائق قبل العمل كأداة مساعدة، بينما ينصح الطبيب ميل إتيان بطرق طبيعية مثل التنفس العميق، أو اليوغا، أو الغناء، أو حتى الضحك.
ورغم أن هذه الأجهزة تُعد منخفضة المخاطر، إلا أن استخدامها غير آمن لمن لديهم أجهزة معدنية مزروعة أو للحوامل، وينصح الأطباء باستشارة مختص قبل الاعتماد عليها.












































