المستثمرون يحذرون من مخاطر القروض ذات الرافعة المالية

مباشر- حذر المستثمرون في سوق القروض ذات الرافعة المالية التي تبلغ قيمتها 2 تريليون دولار من أن الانهيار المفاجئ لمجموعة فيرست براندز هو علامة مبكرة على وجود مشكلة في سوق أصبحت فيه الصفقات المتسرعة والعناية الواجبة المتسرعة أمرًا شائعًا.

كانت شركة فيرست براندز من بين أكبر الجهات المصدرة للقروض التي يتم شراؤها من خلال التزامات القروض المضمونة، وهي أدوات استثمارية تشتري شرائح صغيرة من مئات القروض الفردية للشركات.

أصبحت CLOs شائعة بين شركات التأمين والمستثمرين الكبار الآخرين الذين يراهنون على أنه من خلال توزيع قروضهم على العديد من الشركات المختلفة فإنهم محميون من آلام التخلف عن السداد في شركة أو اثنتين.

لكن الإفلاس السريع لشركة فيرست براندز، المُصنِّعة لمواد مانعة للتجمد، ومساحات الزجاج الأمامي، ووسادات الفرامل، أثار مخاوف بشأن النمو السريع لسوق سندات القروض المضمونة، الذي وفّر طلبًا يكاد يكون لا يُقهر على القروض ذات الرافعة المالية التي غالبًا ما تستخدمها شركات الاستثمار الخاص لتمويل حملات الاستحواذ. ويخشى بعض مديري الصناديق من أن تؤدي موجة خسائر سندات القروض المضمونة إلى تعطل آلية توريق الأوراق المالية في وول ستريت.

وقال أندرو ميلجرام، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة ماربلجيت لإدارة الأصول، وهي شركة تستثمر في الديون المتعثرة: 'داخل أسواق الائتمان منذ أكثر من عام، كان هناك اعتراف متردد بأن هناك سلسلة من مشاكل الائتمان التي قد تكون كبيرة وخطيرة على الاقتصاد بشكل عام'.

وقد أدى سقوط شركة فيرست براندز، بعد أسابيع فقط من إعلان شركة تريكولور لقروض السيارات عالية المخاطر إفلاسها وسط مزاعم بالاحتيال، إلى إثارة المخاوف من أن حالات الفشل هذه من غير المرجح أن تكون حوادث معزولة.

وقال مسؤول تنفيذي في أحد البنوك المقرضة السابقة لشركة فيرست براندز: 'لا يتم الدفع لك مقابل القيام بالجهود الواجبة في هذا السوق'.

كانت شركة فيرست براندز قد أصدرت أكثر من 5 مليارات دولار من القروض العليا والصغرى، والتي تم شراؤها وحفظها في عشرات من CLOs التي أصدرها مديرو الأصول بما في ذلك PGIM، وFranklin Templeton، وBlackstone، وCIFC، وOaktree، وWellington، وفقًا لتحليل مورجان ستانلي.

لقد تكبدت معظم هذه المركبات خسائرها بالفعل، حيث باعت قروضها مع ظهور مشاكل شركة فيرست براندز خلال الأسبوعين الماضيين. ويتم تداول القروض الآن بسنتات فقط لكل دولار، مع خسارة ضمنية تتجاوز 4 مليارات دولار.

ستؤثر هذه الخسائر بشكل رئيسي على عوائد حاملي أسهم CLO، بمن فيهم مديرو أدوات الائتمان المهيكلة أنفسهم. غالبًا ما تكون سندات CLO ذات رافعة مالية تبلغ عشرة أضعاف، حيث تدعم 50 مليون دولار من الأسهم محفظة قروض بقيمة 500 مليون دولار، على سبيل المثال. يُقلل التخلف عن السداد، مثل تعثر شركة First Brands، من هامش رأس المال هذا، والذي يُستخدم لتغطية الخسارة الأولى وحماية شرائح سندات CLO ذات التصنيف الاستثماري الأعلى.

وتتسم تجارة تلك الشرائح من الأسهم بالغموض، لكن المستثمرين قالوا إنهم لم يروا حتى الآن مديري أموال يتخلون عن تلك المراكز في الصفقات الثانوية.

بدأت عمليات بيع ديون شركة First Brands في التأثير على السوق الأوسع، حيث أظهرت بيانات PitchBook LCD أن سوق القروض ذات الرافعة المالية في الولايات المتحدة تسير على الطريق نحو أكبر خسارة شهرية لها منذ عام 2022.

قال براتيك جوبتا، الخبير الاستراتيجي في بنك أوف أمريكا: 'إنّ التخلفين المتتاليين عن سداد ديون شركتي [فيرست براندز] و[تريكولور أوتو] سلّطا الضوء على المخالفات المحتملة وتحديات الاكتتاب في سوق الائتمان'. وأضاف: 'بدأ السوق يتبنى نظرة قاتمة لأساسيات الائتمان'.

وعلى الرغم من المشاكل التي تواجهها شركتا فيرست براندز وتريكولور وجيوب الضعف التي بدأت تظهر في الاقتصاد الأميركي، فإن الطلب القوي على الاستثمارات ذات العائد الأعلى مثل القروض ذات الرافعة المالية أبقى فروق أسعار الفائدة على ديون الشركات المحفوفة بالمخاطر عند مستويات منخفضة قياسية تقريباً.

بلغ إصدار القروض بالرافعة المالية رقمًا قياسيًا في الربع الثالث، حيث بلغ 404 مليارات دولار، وفقًا لشركة PitchBook LCD. ومع ذلك، يقول المستثمرون إن هذه الوتيرة المحمومة للإصدارات جعلت الصفقات - التي ربما كانت تستغرق أسابيع أو أكثر قبل بضع سنوات - تُبرم الآن بسرعة كبيرة.

عندما جمعت شركة فيرست براندز أكثر من 750 مليون دولار أمريكي في مارس 2024 لتمويل عملية استحواذ، أعلنت عن رغبتها في تمويل الدين صباح يوم الاثنين. وتم تخصيص القروض للمستثمرين قبل غداء يوم الجمعة من نفس الأسبوع. وفي المجمل، بلغ عدد الشركات التي تتعامل مع فيرست براندز أكثر من 80 شركة، وفقًا لتقارير الإفلاس.

للتداول والاستثمار في البورصة المصريةاضغط هنا

لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوباضغط هنا