اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٧ كانون الأول ٢٠٢٥
الحورات: الإقليم على فوهة بركان.. والتهديدات تحيط بالأردن من الشمال والشرق والغرب #عاجل
مالك عبيدات – حذّر المحلل السياسي الاستراتيجي الدكتور منذر الحورات من خطورة المشهد الإقليمي الذي يشهد، وفق وصفه، 'انفلاتاً استراتيجياً” مع اتساع شهية إسرائيل للتوسع وغياب الحسم في عدة جبهات، الأمر الذي ينعكس مباشرة على أمن الأردن ومصالحه العليا.
وقال الحورات لـ'الأردن 24' إن كثيراً من الملفات في المنطقة ما تزال غير محسومة، بينما تبدو إسرائيل في حالة اندفاع قصوى نحو فتح جبهات جديدة وتغيير الوقائع على الأرض، مستفيدة من حالة الضعف الاستثنائية التي تمر بها دول الجوار.
التمدد نحو سوريا.. وتهديد مباشر للشمال الأردني
وبيّن الحورات أن الوضع في سوريا ينذر بتطورات خطيرة، خصوصاً بعد إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إقامة 'منطقة عازلة' تمتد –وفق الطرح الإسرائيلي– من حدود دمشق وحتى الجولان.
وأوضح: «إذا حصل هذا المخطط، فإن إسرائيل ستسيطر على مساحة واسعة مكشوفة بالكامل أمامها، ما يعني أنها ستصبح على تماس مباشر مع الساحة الشمالية للأردن، وبذلك تحيط به من الغرب والشمال، وهو خطر استراتيجي بالغ يدركه الأردن جيداً».
غزة.. محاولة فرض وقائع جديدة
وأشار الحورات إلى أن غياب الحسم في غزة يُستخدم من جانب إسرائيل لفرض أجندتها، عبر السعي لاقتطاع جزء من القطاع ووضعه تحت إدارة ومراقبة إسرائيلية مُغلّفة بتسميات دولية.
وأضاف أن إسرائيل تريد استبدال المواجهة مع حماس بقوات دولية، وهو تطور يحمل تداعيات سياسية على المنطقة وعلى الأردن تحديداً، خصوصاً أن المبادرة الأميركية التي يفترض أن تصب في مصلحة الفلسطينيين «تُحوِّلها إسرائيل إلى مصلحة خاصة بها لأنها تعتبر نفسها الطرف المنتصر على الأرض».
في الضفة الغربية.. خطوات تنسف حل الدولتين
وتوقف الحورات عند القرار الإسرائيلي الأخير بالسماح للمستوطنين بتملك الأراضي في الضفة الغربية، معتبراً إياه تحولاً استراتيجياً خطيراً يلغي القرار الأردني لعام 1953 بشأن الملكية.
وقال إن هذا القرار يمس مباشرة المصالح الأردنية المرتبطة بحل الدولتين، ويخلق واقعاً جديداً يتيح لإسرائيل ادعاء حماية 'ملكية مواطنيها' في أراضٍ تعتبرها الأردن خطوطاً حمراء، ما يهدد أيضاً الوصاية الهاشمية على المقدسات.
محاولة نقل الصراع إلى الداخل الأردني
ولفت الحورات إلى أن إسرائيل تعمل على «نقل المعركة إلى الداخل الأردني» من خلال خلق بيئات توتر أو ضغط، بهدف إضعاف الأردن وإيجاد مبررات لاحقة للتدخل في شؤونه.
إلا أنه شدد على ثقته بأن الدولة الأردنية «تقرأ بعمق» التحولات الإقليمية، وتتعامل معها بمنهج يجمع بين التكيّف والمواجهة بما يضمن منع أي ارتدادات أمنية أو سياسية أو اقتصادية على الداخل الأردني.
إقليم مشتعل.. وتحديات تتساقط على الأردن
وقال الحورات إن المحيط الإقليمي لا يبشر بالاستقرار؛ سوريا في حالة اضطراب، ولبنان يعيش فراغاً وتوتراً دائماً، وفلسطين تشهد صراعاً مفتوحاً، والعراق يواجه تحديات جديدة مرتبطة بتصنيف بعض التنظيمات، وكل ذلك، وفق الحورات، يحمل مخاطر متتالية على الأردن.
استقرار داخلي يعزز الموقف الأردني
ورغم المشهد القاتم، يؤكد الحورات وجود عناصر قوة مهمة في الداخل الأردني، أبرزها وجود استقرار سياسي ولحمة مجتمعية، وعدم وجود انقسام في الموقف الشعبي والرسمي تجاه القضايا الكبرى، وهو ما يعزز قدرة الدولة على مواجهة التحديات.
وختم بالقول: «نأمل أن يعبر الأردن هذه المرحلة الخطيرة بأقل تكلفة ممكنة، فالتحديات كبيرة، لكن الدولة تمتلك القدرة على الاحتواء والتعامل مع المتغيرات بحكمة وانضباط».












































