اقتصاديون: حادثة العقبة قد تضعف ثقة المستثمر بحال تكرارها

عمون - قال خبراء اقتصاديون إن حادث تسرب الغاز السام في ميناء العقبة قد يكون له تأثير على الحركة الإستثمارية في الميناء، وخاصة إذا تكرر مثل هذا الحادث في المستقبل، والذي قد يجعل المستثمرين متخوفين من إنشاء مصانع أو نقل بضائعهم عبر ميناء العقبة.

وقال الخبير الاقتصادي حسام عايش إن مثل هذه الاحداث تعطي فكرة عن التنظيم والإدارة، وتقدم رسالة للمستثمر من داخل وخارج الأردن، بوجود مشكلة ما في الادارة، وفي طريقة التنظيم والمتابعة، وخصوصاً عندما نلاحظ هذه الفوضى مع اشخاص يفترض أنهم مدربين على التعامل مع مثل هذه الأحداث.

وبين عايش لـ عمون أنه عندما تقع مثل هذه الاحداث في الميناء الوحيد للاردن، ومنطقة العقبة الاقتصادية التي يعول عليها الاردن كثيراً للانتقال الى حالة اقتصادية متميزة، فذلك يعني أن الأمور تحتاج الى مزيد من المتابعة وتقييم الانشطة الاقتصادية في هذه المنطقة، وكيفية التعامل مع المخاطر المحيطة بأنشطة من هذا النوع.

وأضاف أن مثل هذا الحادث رغم السيطرة عليه بالنهاية، لكن نتائجه تظهر في التقييم النهائي للمستثمرين والذي يأتي لاحقا، إضافة الى تأثر الحركة في الميناء خاصة في الايام القليلة التي تتبع الحادث، ونحن في وضع اقتصادي ومعيشي يستدعي أن يبقى هذا الميناء عاملا على الدوام، وبأعلى مستويات الامان.

وأوضح أن تكرار مثل هذا الحادث يستدعي ضرورة مراجعة الطريقة التي تدار بها الأنشطة الاقتصادية، والمرافق الحيوية وعلى رأسها ميناء العقبة، حيث أن العقبة تعد جزء من التفكير في منظومة اقتصادية اقليمية اخرى، وهذه الأحداث تؤثر بشكل كبير على مثل هذه الافكار المتعلقة بربط العقبة بالمنطقة المحيطة.

ودعا عايش الى القيام بتحقيق شفاف يبين السبب الرئيسي وراء وقوع الحادث، وتحميل المتسببين كافة النتائج المترتبة عليه، ومراجعة الإدارة الخاصة بمنطقة العقبة عند وقوع مثل هذه الحوادث التي تعود بمنطقة العقبة خطوات الى الخلف، داعياً أيضا الى التأكد من سلامة الغذاء ومخزون الحبوب في صوامع الميناء.

وقال الخبير الاقتصادي مازن مرجي إن حدوث مثل هذا التسرب يعود الى وجود سوء إدارة وإهمال في مقاييس السلامة والتعامل مع المواد الخطرة، وهذه الأحداث ربما تضعف ثقة المستثمرين في ميناء العقبة، وخاصة أن غالبية الشركات العاملة في الميناء تعود لمستثمرين من خارج الأردن.

ولكنه أشار بذات الوقت في حديثه لـ عمون الى أن الأثر الاقتصادي لن يكون كبيراً، إلا اذا كان هناك أحداث مشابهة في المستقبل، تجعل المستثمرين مترددين في استخدام ميناء العقبة لإنشاء المصانع أو نقل بضائعهم.

ودعا مرجي الى فتح تحقيق ومحاسبة المتسببين، والتأكيد للجميع على أن هذا الميناء آمن ويعمل فيه أشخاص يتمتعون بمهنية واحترافية عالية، حتى تعود الثقة للمستثمرين، حيث يعد ميناء العقبة المنفذ البحري الوحيد للأردن والمنفذ الرئيسي للاستيراد والتصدير، خاصة مع صعوبة الأوضاع وإغلاق الحدود في المنطقة الشمالية.

وقال أستاذ علم الاقتصاد في جامعة اليرموك الدكتور عبد الباسط العثامنة، إن الحادث الذي وقع في ميناء العقبة يعد طارئا، وهذا الحادث قد يكون له بعض الانطباعات السلبية من قبل المستثمرين، ولكنها لن تتجاوز كونها مجرد انطباعات ولن يكون لها تأثير على المستوى البعيد، شريطة عدم تكرار مثل هذا الحادث في المستقبل.

وأوضح لـ عمون أن أداء ميناء العقبة كان ذو كفاءة عالية على الدوام، ولم يتخلل سلاسل الاستيراد والتصدير في الميناء أي مشاكل، مشيراً الى أن الاداء المتميز للمؤسسات العاملة في الميناء ستعمل على تجاوز هذا الحادث في أسرع وقت، وإعادة الثقة للمستثمرين في ميناء العقبة.