اخبار الاردن
موقع كل يوم -الوقائع الإخبارية
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
الوقائع الإخباري : عليك توخي الحذر تجاه أي فيديو ينتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي هذه الأيام. وفيما يلي بعض النصائح لرصد الفيديوهات الزائفة.
لم يصبر مستخدمو الإنترنت طويلاً ليكسروا أحدث منتجات شركة «أوبن إيه آي»؛ إذ وبعد أيام قلائل من إطلاق برنامج «سورا 2» Sora 2 للذكاء الاصطناعي، حتى امتلأت قنوات «تيك توك» و«ريديت» و«يوتيوب» بدروسٍ تشرح كيفية محو العلامة المائية الصغيرة، وهي الدليل الوحيد على أن مقطع الفيديو جرى إنتاجه بالذكاء الاصطناعي.
وفي الواقع، فإن متابعة تلك الفيديوهات يحدث لحظةً بلحظة تربك العقل، خاصة وأن المستخدمين يجربون مرحلة اختفاء الخط الفاصل بين «الدهشة العظيمة» أو الفيديو «المذهل» وبين التوقف للحظة واحدة للتدقيق بأن هذا الفيديو مزيف.
فيديوهات مزيفة * عناصر مرئية مهندسة. إليكم مثالاً رائعاً: في مقطعٍ شاهده الملايين، تنقذ قطة منزلية صغيرة طفلاً من الوقوع في مخالب دبٍّ مندفع. والحقيقة، أن هذا فيديو نموذجي لمنصات التواصل الاجتماعي، بما يحويه من دراما، براءة، حيوانات أليفة، فيديو خطرـ لأنها كلها مُهندسة لتحصد ملايين النقرات على «فيسبوك» و«إنستغرام».
المشكلة أنه مزيف بنسبة 100 في المائة ويفتقد العلامة المائية الخاصة بـ «سورا».
وحتى الرئيس دونالد ترمب نشر حديثاً «فيديو مزيفاً مليئاً بالألفاظ النابية مع إيحاءاتٍ عنصرية»، وحصد نحو 38 مليون مشاهدة على منصة «إكس»، دون أي علامة تدل على أنه غير حقيقي.
* قدرات عظيمة ومقلقة. والآن، ماذا يحدث لنا عندما لم يعُد «المشاهَد» يُصدَّق؟ هنا، تكمن القوة المُقلِقة لـ«سورا 2»، فالتطبيق المرتبط بالدعوات على «آيفون» يحوّل أوامر من عشر ثوانٍ إلى مقاطع شديدة الواقعية، يكملها الآن صوتٍ وحوارٍ متزامنَين.
هناك حتى ميزة «الظهور المفاجئ»: (Cameo) تُثبت هويتك مرة واحدة، ثم تسمح للآخرين بإدراج وجهك في فيديوهاتهم بالذكاء الاصطناعي (بموافقتك). نظرياً، جرى تصميم هذا لمنع الانتحال. أما على الصعيد العملي، فقد سمح ذلك بالفعل في طمس الهوية والملكية بطرقٍ جديدة تماماً.
إنه رهانٌ واضح لجعل الذكاء الاصطناعي اجتماعياً، وهي خطوة مسببة للإدمان، وتستهلك الوقت، وليست سوى بداية السرعة التي يمكن أن تنزلق بها هذه الأدوات من المرح إلى التخويف والتهديد.
حقيقي أم مزيف؟
والآن، كيف أميّز إن كان الفيديو حقيقياً أم مولداً بالذكاء الاصطناعي؟
توخَّ الحذر تجاه أي فيديو منتشر على وسائل التواصل هذه الأيام، خاصة إن لم تكن تعرف مصدره. إليك قائمةً مفيدة بطرقٍ سهلة لاكتشاف المقاطع الزائفة، كما أوردتها جينيفر جولي في «يو إس إيه توداي»:
- تحقّق من المصدر: إن كان حقيقياً، ستؤكده عدة منافذ موثوقة أو شهود. إذا كانت كل الروابط تعود إلى منشور «تيك توك» نفسه، فالغالب أنه غير حقيقي. ولا تتوجه بالتأكيد، إلى أي «خبيرٌ عشوائي» على «يوتيوب» للتعرف على الحقيقة.
- هل ترى بقعةً «إسفنجية»؟ كثير من مقاطع «سورا» المزوّرة يجري تحريره لمحو العلامة المائية الأصلية. دقّق قرب الزوايا أو حواف الإطار، بحثاً عن بقعةٍ ضبابية، أو ضوءٍ مطموس، أو مربعٍ ناعم - هذا غالباً مكان العلامة المائية.
- راقب الكاميرا، لا الموضوع. بوجه عام، يعتبر الذكاء الاصطناعي بارعاً في الوجوه، سيئ في تصويرها. فالفيديو الحقيقي يهتز قليلاً بيد من يمسك الهاتف، أما مقاطع الذكاء الاصطناعي فتتحرك بسلاسة كأنها تنزلق على سكك. إن بدا كتصوير من طائرة مسيّرة لا هاتف، توقّف قبل أن تُصدّق.
- افحص الجانب الفيزيائي (المادي). هل يتصرّف الضوء والظل طبيعياً؟ هل ترفرف الأكمام مع هبّة الريح؟ هل تعكس الانعكاسات ما ينبغي لها أن تعكسه؟ غالباً يقترب الذكاء الاصطناعي من الصواب ـ لكن لا يصيبه تماماً.
- أصغِ جيداً. قد تخرج الخطوات أو الأصوات عن التزامن الطبيعي، أو يبدو همس الخلفية واضحاً أكثر من اللازم - كأن شخصاً ضغط زر «كتم» للواقع.
- ادرس الحسابات. إذا جاء الفيديو من حسابٍ غامض دون سيرة، دون تاريخ، دون موقع، فاعتبره خيالاً حتى يثبت العكس.
- انتبه للتنسيق. تزدهر مقاطع «الكاميرا المعلقة بالجسم» و«كاميرات المراقبة»، لأنها تُخفي عيوب الذكاء الاصطناعي عبر حالة من الفوضى. إن بدا كأنه من كاميرا شرطي أو جرس باب - فاطرح الأسئلة.
- أبطِئ التشغيل. المشاهدة إطاراً بإطار تكشف عثراتٍ مميزة: شعار يذوب، يد تختفي، نصوص لافتاتٍ مشوَّشة أو وميض نص يتبدّل.
خلاصة سريعة عليك أن تعتبر من الآن أن كل فيديو تراه على وسائل التواصل مزيف - إلى أن تغطيه وسائل إعلام موثوقة. ضع نصب عينيك حقيقة أنك لستَ مضطراً لاكتشاف كل مزيف - يكفي أن تُبطئ وتيرتك قليلاً لطرح أسئلة حول ما تراه. عام 2025، الشك ليس نتاجاً للتشاؤم، بل دفاعٌ عن النفس.
وتقول شركة «أوبن إيه آي» إنها تبني أنظمة وسمٍ أقوى وشراكاتٍ مع المنصات لتتبّع مقاطع «سورا» إلى مصدرها. كما تمنح الناس تحكماً في كيفية استخدام صورهم - مع أن إنفاذ حقوق النشر لا يزال يعتمد على شكاوى أصحاب الحقوق.
وقد أطلقت «غوغل» للتو نموذجها الأحدث لتوليد الفيديو بالذكاء الاصطناعي Veo 3.1، بينما تسابق «ميتا» لعرض منصتها الاجتماعية الخاصة بفيديوهات الذكاء الاصطناعي، وسيلحق آخرون قريباً.
اليوم، لا يجري السباق حول من يصنع المقاطع الأكثر واقعية فحسب؛ بل حول من يسيطر على الانتباه الذي تحصده. وعليه، أصبح التشكك بمثابة محو الأمية الجديد. انظر مرتين، وفكّر طوال الوقت، وتذكّر: حدسك هو العلامة المائية التي لا يمكنهم محوها.












































