اخبار الاردن
موقع كل يوم -هلا أخبار
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
هلا أخبار – أجمع منتدون على ضرورة إدماج الشباب في صنع القرار المتعلق بمواجهة التحديات عبر الفضاء الرقمي، مؤكدين الحاجة إلى ضرورة إدخال المفاهيم الرقمية في المناهج الدراسية في المدارس والجامعات لتقويض الثقة بين المعلومات وما يمكن للشباب فعله تجاهها.
وقالوا خلال الجلسة الحوارية التي نظمتها، اليوم الخميس بفندق 'فيرمونت' في عمان، منظمة 'ماجنتا' بعنوان ' استجابات المجتمعات للمخاطر الرقمية في الأردن'، إن الحكومة وحدها لا تستطيع توفير السلامة الرقمية للشباب، فالموضوع بحاجة إلى تكاتف جهود الجميع للحد من المخاطر الموجودة عبر الفضاء الرقمي، فلا يمكن تجاهل رأي الشباب لأنهم يعتقدون أن التحدي هو الأفضل.
وأضافوا: إذا أردنا أن يكون لدينا مستقبلٌ رقميٌّ أكثر أمانًا، فيجب أن نضمن أن تخدم التكنولوجيا الناس لا أن تُفرّقهم.
وقال وزير الاتصال الرقمي والريادة السابق أحمد الهناندة، خلال الجلسة التي أدارتها خبيرة التغيير السلوكي الاجتماعي في منظمة 'ماجنتا' جود خلف، إنه بقدر ما أن هذا العالم الجديد مليء بالفرص إلا أنه متقدم أيضًا بالجريمة الإلكترونية، فإذا قارناها بالناتج المحلي الإجمالي للدول، فإن اقتصاد الجريمة الإلكترونية هو السابع عالميًا، وهو ينمي الحاجة إلى رأس المال البشري اللازم لمواجهة نمو الجرائم الإلكترونية، 'وهو بالملايين والملايين من الأفراد الذين يحتاجون إلى رفع مهاراتهم وترقيتهم على الفور لتلبية الطلب'.
وحول كيفية حماية الحكومة للمواطنين بشكل أفضل، وخاصة الشباب من الأضرار عبر الإنترنت، مع تمكين الابتكار والشمول، قال: لا أعتقد أن الحكومات وحدها يمكنها فعل شيء، فنحن نتحدث عن مستقبل تحولي بالكامل ومواطنين جدد، مواطنين رقميين بالكامل، وعن تحول القطاعات، سواء أكانت السياسية أو الاقتصادية أو الصناعية أو الوظائف، وعن توقف الناس للعثور على مظلة لأي شيء يريدون القيام به، والبحث عن منصات لإشباع رغباتهم وحاجاتهم، وعن عالم مفتوح، فهنالك أهمية أقل للإطار التنظيمي؛ لأن الإنترنت يدور حول إلغاء القيود التنظيمية للأنشطة.
وأضاف الهناندة : يبدو أنه اقتصاد ينتمي الشباب فيه إلى مجموعات، بناءً على الاهتمام، ويجري استهدافهم بناءً على الاهتمام والتحليلات السلوكية، فالتحليلات السلوكية عبر الإنترنت قوية جدًا، وبالتالي، يمكنها دائمًا العثور على أضعف نقطة للفرد أو قوة كل فرد، فنحن نتحدث عن أدوات لم تكن مألوفة من قبل، مشيرًا إلى قانون الجرائم الإلكترونية وضرورة بذل المزيد من الجهد في هذا الشأن.
وقالت الرئيسة التنفيذية السابقة لقناة المملكة الإعلامية والخبيرة الاستراتيجية دانا الصياغ، إن الأردن اتخذ خطوات جادة نحو إدخال لوائح جديدة كحماية البيانات الشخصية، فبقدر ما يتطلب الأمر حماية الناس في العالم الحقيقي، فإن ذلك يتطلب أيضًا حمايتهم في العالم الرقمي.
وأشارت إلى أن الشمولية تعني إيجاد الشركاء المناسبين، وهذا يعني أننا منظمات نستمع إلى مجموعات من الواضح أنها تخضع لإشراف من لجان الجمهور، وتشرك جمهورها بانتظام وتستمع لملاحظاتهم، فأهم شيء هو الجمهور، فطالما تتفاعل مع الجمهور، ويقدم الجمهور ملاحظاته، وتأخذها المنظمة على محمل الجد، فإن ذلك مثير للاهتمام.
وقالت الصياغ: يتعين علينا كمستهلكين للأخبار اتخاذ خيارات أكثر مسؤولية بشأن من نثق بهم ونتابعهم، وكيفية محاسبتهم، مشيرة إلى أن أمامنا طريقًا طويلًا لنقطعه، فالأردن بحاجة إلى إنشاء تنظيم يجمع المؤسسات الإعلامية لتنظيم الفضاء الإعلامي.
وأكدت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة 'أجيال من أجل السلام' لمى حتاحت إنه لا توجد في هذا العصر قطيعة بين الشباب والانترنت، فالشباب موجودون في الفضاء عبر الانترنت، مشيرة إلى أن المنظمة دمجت في استراتيجيتها الحالية بناء السلامة الرقمية انطلاقا من إدراكها أهمية بناء تلك المرونة لدى الشباب.
وأشارت أيضا إلى بعض التحديات في الفضاء الرقمي، والتي شهدتها بالفعل من خلال برامج المنظمة مع آلاف الشباب في جميع أنحاء الأردن، و 52 دولة حول العالم.
وبينت حتاحت، أهمية أن يفرق الشباب بين المعلومات المضللة والمعلومات عن بعد، فالمعلومات عبر الإنترنت مثقلة للغاية، وفي بعض الأحيان يمكن أن تتضمن محتوى يلحق الضرر بالشباب، مؤكدة أن تقويض الثقة بين المعلومات وما يمكن للشباب فعله تجاهها أمر بالغ الأهمية.
وذكرت تجاربها مع المشاركين في احد برامج المنظمة، فخلال الأزمات والصراعات تتوقف الفتيات عن تصديق المعلومات التي يسمعنها أثناء النزاع، ويظهر عدم التكيف والحيرة الشديدة عليهن، فلا يستطعن فهم ما هو صحيح وما هو خاطئ، وخاصةً مع كثرة منصات التواصل الاجتماعي.
وأشارت حتاحت إلى أمر آخر، وهو التحرش الجسدي عبر الإنترنت، فإذا لم تكن المساحة الرقمية للفتيات خاضعة للسيطرة، فإنها يمكن أن تكون ضارة للغاية، وغالبًا ما تكون مصدر قلق كبير لمعظم الفتيات، فهنالك إهانة جسدية، وتهديدات وتحرش إلكتروني تؤثر بشدة على الفتيات.
وقالت، إن هناك ثلاثة أمور رئيسة ومهمة لا يمكننا تجاهلها، وهي ضرورة وجود السلامة والمساءلة في الفضاء الرقمي، ومحو الأمية الرقمية، إذ يتوجب تضمين المجال الرقمي في مناهجنا، فالأمر لا يتعلق فقط بكيفية إنشاء المنصة، بل أيضًا بكيفية ربط ذلك بالجانب العاطفي وتحديد المخاطر وبين مهارات الذكاء العاطفي والتفكير النقدي إلى جانب مهارات أخرى مختلفة تسمح للشباب وتساعدهم على تحديد أنواع الضغوط منذ الصغر والتنقل في المساحات عبر الإنترنت بطريقة أكثر أمانًا وحكمة، بالإضافة إلى ضرورة إدماج الشباب في صنع القرار، فعادةً لا يتم إشراكهم بشكل كافٍ، إذ تتخذ القرارات في كثير من الأحيان دون مساهمة الشباب.
وأشارت حتاحت إلى أن مساحات الألعاب الرقمية صعبة التعامل للغاية، ولدينا تعليم جيد جدًا، فعندما لا تتوفر لدينا فرص عمل كافية ويلجأ الناس إلى مواقع الألعاب، تصبح هذه المواقع منصة جاذبة للتوظيف.
وبينت الصحفية والباحثة الرقمية في مجال الابتكار الاجتماعي الرقمي يارا الرافعي، إن الضرر الرقمي ليس جديدًا، وقد كان موجودًا في مجتمعنا ويتغير بسرعة.
وحول كيف يمكن للابتكار الاجتماعي الرقمي أن يساعد المجتمعات والمؤسسات في الأردن على الاستجابة للأضرار الرقمية الناشئة وما هي الفرص المتاحة لإعادة تصور أنظمة بيئية رقمية أكثر أمانًا وشمولًا من خلال مناهج مبتكرة يقودها المجتمع، قالت الرافعي: بالنسبة لنا في الجمعية الأردنية للمصدر المفتوح (جوسا) ، نؤمن بأنه من أجل توفير نظام بيئي رقمي سليم، نحتاج إلى عنصرين، هما المنافع العامة الرقمية وتقنيات المصدر المفتوح، وبناء أدوات ومنصات لا تستبعد المستخدمين، بل تُمكّنهم من معرفة كيفية عمل النظام الذي يستخدمونه، ومكان معالجته، وكيفية استخدامه، وهذا مهم جدًا لخصوصيتهم وأمنهم.
وأضافت أن المنصات مفتوحة المصدر تسمح بالشفافية ومشاركة المجتمع، فنحن بحاجة إلى المزيد من الشفافية والانفتاح والمساءلة.
وقالت: لقد صمد الابتكار الرقمي ويجب أن يكون محليًا ومجتمعيًا وعالميًا واعيًا بالأضرار الناشئة، كما يجب أن نستثمر في تقنيات المصدر المفتوح والبنية التحتية مفتوحة المصدر، وقوة البقاء، والبحث العقلي، ومساءلة القطاع.
وفيما يتعلق بدور الإعلام الاستقصائي في مواجهة التحديات عبر الفضاء الرقمي، قالت المديرة العامة لشبكة الصحفيين العرب للصحافة الاستقصائية (اريج) روان الضامن إن منصات التحقق تلعب دورًا في بناء القدرة على مواجهة التلاعب الإلكتروني وخطاب الكراهية، وفي التحديات التي تواجه الإعلام المستقل في هذا المجال.
وأشارت إلى أن الشبكة تقدم التدريب الرقمي والعيادات الرقمية الفردية وتعمل على ربطها بالعناصر الخمسة للسلامة الرقمية، فقد أضافت الشبكة السلامة المهنية ، مبينة أن العمل على الحماية الرقمية وحده لا تحدث تأثيرًا حقيقيًا، فيما العمل ضمن العناصر الخمسة في المجال الرقمي قد يكون أحد الحلول الرئيسة.
وأضافت الضامن، أنه من المهم أحيانًا مراعاة أنه عند محاولة الحفاظ على السلامة الرقمية، خاصةً في الميدان أو مناطق النزاع، قد يرتفع مستوى التوتر لدى الصحفي لأنه يحاول حماية نفسه وعائلته ومصادره ومعلوماته، بل حماية كل شيء، عقليًا ورقميًا؛ لذلك نقدم هذه العيادات الرقمية المجانية بشكل فردي، ودعمًا رقميًا للمنظمة مع سياسات وإجراءات للتعامل مع الانزعاج، مؤكدة ضرورة التركيز على المدارس والجامعات، وهو أمر بالغ الأهمية.
وقالت الضامن، إن الشبكة لديها ثالث أكبر مجتمع في الأردن، المجتمعين الأكبر مصر واليمن، ومؤسسو شبكة مدققي المعلومات العرب، وهي مجتمع حيوي عمره خمس سنوات، يضم 34 مبادرة مختلفة، ومنظمة تضم حوالي 300 مدقق معلومات من 16 دولة عربية.
وفي ختام الجلسة، دار حوار بين الشباب والمتحدثين، حيث أجاب المتحدثون عن استفسارات الشباب ومسؤولي المشاريع الشبابية في الأردن وعدد من المختصين في هذا المجال.