الملك "يوجه رسالة".. والأردنيون يسألون "أين الأمير حمزة؟"

قبل ساعات من 'رسالة' يوجهها الملك، عبد الله الثاني، للأردنيين، يسأل ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي: 'أين الأمير حمزة؟' الذي نشر الديوان الملكي الأردني، قبل يومين، رسالة موقعة بخط يده، في منزل عمه الأمير، الحسن بن طلال، معلنا أنه يضع نفسه 'بين يدي الملك' بعد أزمة أثارت الرأي العالم المحلي والعالمي.

قبل رسالة الأمير حمزة التي أعلن فيها أنه يساند الملك، عبد الله الثاني، والبقاء 'على عهد الآباء والأجداد' والالتزام بدستور المملكة، كان قد قال في تسجيل صوتي تناقله الأردنيون، الاثنين، عبر تويتر:  'لن التزم بالأوامر' في إشارة إلى طلب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الأردنية، يوسف الحنيطي، للأمير بعدم التغريد والنقد والمشاركة في اجتماعات تنتقد الحكومة.

ومنذ تلك اللحظة، لم يظهر الأمير حمزة إلى العلن، أو يصدر تصريحا أو بيانا بخصوص وضعه أو مكانه، مما دفع مغردين أردنيين إلى تدشين وسم '#أين_الأمير_حمزة'، الذي أصبح متداولا بشكل واسع داخل الأردن.

وكانت السلطات في المملكة اعتقلت عددا من الشخصيات رفيعة المستوى في إطار تحقيقها بـ 'مخطط يستهدف أمن الممكلة'، وقالت السلطات إن قوات الأمن ألقت القبض على نحو 14 و16 شخصا على صلة بـ 'المؤامرة'، مشيرة إلى أن أجهزة الأمن طلبت إحالتهم إلى محكمة أمن الدولة.

وأضافت السلطات أن من بين هذه المخططات، 'اتصال وكالة مخابرات أجنبية بزوجة الأمير حمزة لترتيب طائرة للزوجين لمغادرة الأردن'.

ومن أبرز الأسماء المعتقلة، باسم عوض الله، رئيس الدوان الملكي السابق، والشريف حسن بن زيد.

يقول المحلل السياسي الأردني، مالك العثامنة، إن الغموض بشأن وضع الأمير حمزة، وعدم ظهوه حتى الآن، يعود إلى 'غياب الشفافية و ترهيب الإعلام وترويضه، حد حشوه بالشخصيات الفاقعة والفقاعية'، على حد وصفه.

وأضاف العثامنة، 'منذ الصباح تردني أسئلة عن وضع الأمير، وجوابي ببساطة، الأمير إما في بيته، أو حديقة منزله، أو في غرفة جلوسه، أو في أي احتمال من عشرات الاحتمالات أنه بخير، أو ربما غادر الأردن على متن طائرة خاصة كما أفادت تسريبات'.

وأوضح الكاتب الأردني في حديث مع موقع 'الحرة'، بأنه في حال صحة هذه التسريبات، فإن هذا سيكون 'خرقا للدستور والقوانين بشكل فاضح، ولا أحد يستطيع أن  يجزم (بمكان الأمير) لأن التعتيم ممنهج برعاية رسمية'.

وعن أنباء إذاعة خطاب متلفز للملك بخصوص الأمير حمزة، قال العثامنة إن كل الاحتمالات قائمة، لافتا إلى أنه حصل على معلومات من مصادره، بخصوص 'تأجيل' الخطاب الملكي، إلا أن وسائل إعلام محلية أعلنت مؤخرا عن كلمة مرتقبة للملك. 

وأوضح العثامنة أنه 'قد يستعاض عنه (الخطاب المتلفز) برسالة من الملك أو توجيه بخطاب منه يتم توزيعه من خلال الديوان الملكي، كما لم تنف ذات المصادر أن يتوجه الملك بخطاب متلفز قبل نهاية الأسبوع،  لكن بمضمون مختلف عن الخطاب الذي كان ينوي التحدث فيه' اليوم.

ويستبعد العثامنة حدوث أذى بالأمير حمزة، لأنه كما يقول ' الأخ غير الشقيق للملك وابن ملك ببساطة، وتلك ميزة يتحرك هو شخصا من خلالها، ولأن الأردن على كل ما فيه من أزمات عنقودية متوالدة، لكن لم يحدث أن كان في سيرته الذاتية كدولة أي حالة من حالات العنف الدموي السياسي أو الإخفاء القسري'.

وأعرب العثامنة عن 'أسفه' لحالة 'التعتيم' التي تسود الأردن، والتي تتسبب في تحويل الفراغ إلى ماكينة إنتاج إشاعات تتحول إلى حقائق بالتداول المستمر'، على حد وصفه.

ويقول العثامنة لموقع 'الحرة' إن 'مشكلتي الوحيدة في أن الدستور حتى الآن مبعد وبعيد، ليس من قبل الدولة وأجهزتها فقط، بل من الناس المنجرة والمندفعة كذلك عاطفيا وراء أمنيات تتغذى على القهر، فتنتهي بهم في حالة هستيرية من التساؤلات والارتباك والبحث بل خلق الأجوبة التي تعطيهم شعور التخدير المطلوب'.

الكاتب الأردني، عريب الرنتاوي، يقول لموقع 'الحرة' لا يوجد أحد يعلم وضع الأمير حمزة بالضبط، بعد البيان الملكي الأخير'.

وأعاد الكاتب سبب 'حالة الغموض' هذه إلى حظر النائب العام الأردني، حسن العبداللات، نشر أي معلومات على جميع وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، تخص الخلافات بين الملك عبد الله والأمير حمزة.

وكان نائب عام عمان، حسن العبداللات، أعلن، الأربعاء، إن حظر النشر في الموضوع المرتبط بالأمير حمزة، 'يشمل كل ما يتعلق بمجريات التحقيق وسريته وسلامته والأدلة المتعلقة به وأطرافه وكل ما يتصل بذلك'.

وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن 'الحظر يستثنى منه ما يعبر عن الآراء وحرية الرأي والتعبير ضمن إطار القانون'.

وأشار إلى أن 'الحظر يستثني أيضا التصريحات الصادرة عن الجهات الرسمية بهذا الخصوص، ويبقى القرار نافذا وساري المفعول حتى يصدر ما يقرر خلاف ذلك'.

ويقول المحلل السياسي الأردني، نضال منصور في مقال له نشر على موقع الحرة إن 'الموجع أيضا في المشهد كان الغياب الكبير للإعلام الوطني، فهذه الأزمة عجلت أكثر بإضعاف مصداقيته، ووضعته في مهب الريح، فمن بعد اليوم سيُصدق روايته للأحداث؟ ومن سيقبل للحظة بفرضية استقلاليته؟'.

وتابع منصور في مقاله 'وقد تسابقت المؤسسات الإعلامية في بقاع العالم كله لنقل المعلومات والتحليلات عمّا يحدث، إلا هو (الإعلام) ظل صامتا لا يعرف ماذا يقول لجمهوره، مُكرسا بغيابه حضور الأصوات الصادقة والكاذبة، وفاسحا المجال ليستدير ويبتعد عنه الجمهور وإلى الأبد'.

ويقول منصور إن 'مخاوفه' زادت بعد البيان الرسمي الصادر عن زيارة قائد الجيش، وطلبه من الأمير حمزة أن يوقف نشاطاته التي تضر بالأمن الوطني، 'وقلت إن 'النفخ في الكير' سيفاقم الأزمة ويعقدها، وجوقة المتصيدين ممن يقفون ناقدين ومتهمين في الاتجاهين لن يحصدوا إلا 'الأوهام'، وحل الأزمة سيكون بتطويقها داخل بيت العائلة مثلما فعلوا في الأزمات السابقة'.

ويختتم منصور مقاله بالقول 'إذا خرج الملك بعد أيام متوسدا ذراع أخيه الأمير حمزة، ماذا سيفعل ويقول الذين قطعوا شعرة معاوية، وأحرقوا سفنهم، وتجاوزوا الخطوط الحمراء؟!'