اخبار الاردن
موقع كل يوم -سواليف
نشر بتاريخ: ١٩ تموز ٢٠٢٥
#سواليف
'كيف يخرج اليوم الصحفي أشرف أبو عمرة لا يستطيع الوقوف أمام الكاميرا، يبكي من شدة هذا #الجوع، ومن شدّة الحسرة؛ ويوم الجمعة، لم تقم مائدة طعام واحدة في كل قطاع #غزة' بكثير من الوجع والغصّة الباكية، وصف الباحث في الشأن السياسي والاستراتيجي واللاجئ الفلسطيني، سعيد زياد، الواقع الكارثي الذي يُعايشه الغزيين، قسرا، أمام مرأى العالم وسمعه.
وأضاف زياد، عبر تصريحات صحفية، جابت مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، في الساعات القليلة الماضية: 'هذا الجنون الذي نتحدّث به اليوم، عن أطفال يسقطون جوعا، يخرج الرجل في الشارع ويقول: لا أستطيع أن أوفّر #رغيف_خبز لإبني منذ أربعة أيام'.
وأكد المكتب الإعلامي في قطاع #غزة، ارتفاع عدد الوفيات بسبب نقص #الغذاء و #الدواء إلى 620 في ظل اشتداد #المجاعة ومنع توزيع المساعدات بطرق إنسانية.
وبحسب المكتب ذاته، فإنّ عدد الأطفال الذين توفّوا بسبب سوء التغذية في غزة قد ارتفع إلى 69 طفلا؛ فيما قالت حركة حماس إنّ: 'المجاعة التي يفرضها الاحتلال على القطاع جريمة متعمدة ضد الإنسانية'.
'الأمة صامتة'
اللاجئ الفلسطيني، سعيد زياد، استفسر: 'أين هذا المنطق الذي نتحدث به اليوم، لأول مرة بهذه الغصّة؟'، مردفا في السياق نفسه: 'أهل غزة أكرم الناس، وأعز الناس، وأكرم الناس وأعظم الناس، يستطيعون أن يضحوا بأنفسهم جميعا في سبيل تحرير هذه الأرض، ولا يمدّون أيديهم بالمناسبة لأحد، أن يعطيهم الطعام أو يقدّم لهم الطحين'.
'لا يقولون هذا واجب الأمة أن تقدّم هذا النصرة، وأن تقدم لنا حقنا، هذا واجب الأمة، وجميعكم ستقفون صفا، أحاججكم على هذا الظلم' تابع اللاجئ الفلسطيني، مسترسلا: 'هذه الشراكة في الدم، وهذه الشراكة في الخذلان، هذا التواطئ الذي تمارسه الأمة على شعب غزة، ستدفع ثمنه غاليا'.
وختم حديثه بالقول: 'ماذا يعني أن تُقصف أربعة دول عربية، اليمن تقصف وسوريا تقصف، ولبنان تقصف، وفلسطين تقصف، والأمة صامتة؛ الحملان لو وقفت أمام هذا المشهد، لن تقف عاجزة وتنتظر دورها في الذبح، لن تقف عاجزة أمام الجزار، فتحاول هذه الحملان عن نفسها'.
إلى ذلك، وخلال الساعات القليلة الماضية، فقط، قالت وزارة الصحة في غزة، إنّ: 'أعدادا غير مسبوقة من المواطنين المجوعين من كافة الأعمار تصل الى أقسام الطوارئ في حالات إجهاد وإعياء شديدين'. وحذّرت من أنّ: 'مئات من الذين نحلت أجسادهم سيكونون عرضة للموت المحتم نتيجة الجوع وعدم قدرة أجسادهم على الصمود'.
بدورها، قالت 'شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية' إنّ: 'قطاع غزة يمرّ حاليا بأسوأ مراحل الكارثة الإنسانية، نتيجة سياسة التجويع الإسرائيلية'. محذّرة من تسجيل وفيات، خاصّة بين الأطفال وكبار السن، نتيجة سياسة التجويع. وطالبت بإدخال المساعدات إلى غزة فورا، في ظل الانعدام الكامل للطحين في القطاع.
حراك شعبي.. هل من مستجيب؟
بهدف وقف جريمة الإبادة الجماعية البشعة التي تواصل عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي، في ضرب صارخ بعرض الحائط كافة القوانين الدولية والمواثيق المرتبطة بحقوق الإنسان، وإنقاذ مئات الآلاف من الجائعين المحاصرين، دعت حركة حماس إلى: 'حراك شعبي ورسمي عاجل'.
وعبر رسالة من الحركة إلى الصحفيين والإعلاميين في العالم العربي، قالت حماس: 'أيها الأحرار في ساحات الكلمة ومنابر الحقيقة، أنتم جبهة الصد الأولى في معركة الوعي. وغزة اليوم، تحت سيف التجويع والحصار، لا تطلب إلا أن يصل صوتها إلى الدنيا، وكشف ما يمارس بحقها من حرب إبادة صامتة'.
وأضافت: 'إننا نناشد ضمائركم المهنية والإنسانية لتكونوا في قلب معركة الحقيقة: سلطوا الضوء على مأساة المجاعة التي تحاصر مليونَي إنسان؛ أنقلوا صرخات الأطفال الذين يموتون من الجوع في القرن الـ21'.
وتابعت الرسالة نفسها، التي وصلت 'عربي21' نسخة منها: 'شاركوا بفعالية في حملات التواصل الاجتماعي وتصدروا المنصات بهاشتاغات: #غزةتموتجوعا #افتحوامعبررفح #أنقذواأطفالغزة'.
وأردفت: 'اجعلوا أقلامكم عدسة للمقهورين، وعدساتكم سيفًا في وجه الكذب والدعاية الصهيونية. أنتم صناع الرأي وأمناء الوعي، ودوركم الآن أعظم من أي وقت مضى. كونوا لسان غزة، ودرعها في معركة البقاء'.
'نُخاطب ضمائركم الحية'
'يا أهلنا في مصر العزيزة، يا من كانت غزة دومًا على عهدكم ووجدانكم، نناشدكم اليوم في لحظة مفصلية من تاريخ الأمة، وغزة تموت جوعًا وتحت الحصار، والأطفال يستغيثون وأناتهم تطرق أبواب الضمير والكرامة' هكذا استرسلت حركة حماس، خلال الرسالة نفسها، في شقّها المرتبط بمصر.
وتابعت: 'إن معبر رفح، شريان الحياة الوحيد، لا يزال مغلقًا أمام قوافل النجاة، بينما يتصاعد عدد الشهداء من الجوع والمرض. نُخاطب ضمائركم الحية ونقول: أنتم الأمل الأخير لإنقاذ شعبكم في غزة'.
وأبرزت: 'ندعوكم إلى تحرك شعبي واسع عبر كافة وسائل التواصل الاجتماعي، وأطلقوا حملات متواصلة بهاشتاغات: #افتحوامعبررفح #أنقذواأطفالغزة #غزة_تموت_جوعا'.
وأكّدت: 'انشروا صور المجاعة، وانقلوا صرخات الأطفال، وشاركوها في كل منصة وكل وسيلة، لتصبح قضيتنا صوتًا لا يمكن تجاهله. لتكن منصاتكم ميادين للحق، ولترتفع أصواتكم ضغطًا حقيقيًا نحو فتح المعبر فورًا، وإنقاذ شعب غزة من الموت البطيء'.
وختمت الحركة، رسالتها بالقول: 'يا شعب مصر، التاريخ يُسجل، فاصنعوا الموقف الذي تفخر به الأجيال. حراك عالمي يوم الأحد القادم 20/07/2025'.
تجدر الإشارة إلى أنّه منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ترتكب دولة الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أميركي مطلق، إبادة جماعية في كامل قطاع غزة المحاصر، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر أصدرتها محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 198 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح العديد من سكان القطاع.