اخبار الاردن
موقع كل يوم -سواليف
نشر بتاريخ: ١١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
#سواليف
قال تقرير لصحيفة “ذا تايمز” البريطانية إن عددا من #المسافرين في #العالم وقعوا ضحية ما وصفوها بـ” #هلوسات ” #الذكاء_الاصطناعي، بعد أن خطط لهم #عطلات إلى أماكن ومطاعم ووجهات لا وجود لها على أرض الواقع.
وفي وقت يتزايد فيه اعتماد كثيرين، وخصوصًا من الشباب، على الذكاء الاصطناعي في أدق تفاصيل حياتهم، يبدو أن السفر هو المجال الذي لا يزال يحتاج إلى قليل من “التحقق البشري”.
رحلة إلى “لا مكان”
ونقل تقرير الصحيفة عن الأمريكية ماديسون رولي، وهي مؤثرة مهتمة بالسفر، كيف استعانت بتطبيق “تشات جي بي تي” لتنظيم رحلة لمدة أسبوعين في أوروبا بميزانية لا تتجاوز ألف دولار.
وقالت رولي (27 عامًا) إن التطبيق قدَّم لها جدولًا دقيقًا للمدن والمعالم والمقاهي “الأجمل”، لكن عندما وصلت إلى أحد تلك المقاهي في مدينة سبليت الكرواتية لتناول الفطور، وجدته مغلقًا نهارًا، ولا يوجد به سوى عمال التنظيف.
وأوضحت رولي “اتضح أنه مطعم للعشاء فقط. كان الموقف محرجًا جدًّا”.
وتشير دراسة لإحدى الشركات المتخصصة في قطاع السياحة إلى أن أكثر من نصف جداول الرحلات السياحية التي يولدها الذكاء الاصطناعي تتضمن زيارات في أوقات إغلاق المعالم، بينما يقترح ربعها أماكن أُغلقت نهائيًّا.
وعود خادعة
وفي ماليزيا، قطع زوجان مسنان نحو 290 كيلومترًا لزيارة “تلفريك” جبلي “ساحر”، اكتشفا لاحقًا أنه لا وجود له سوى في خيال خوارزميات التطبيق “الذكي”.
أما المؤثرة المغربية شيماء لبيّد، فقد دفعت ثمن ثقتها في “تشات جي بي تي” عندما صدَّقت إجاباته بأن دخول فيجي لا يتطلب تأشيرة لحاملي جوازها.
وقالت لبيّد “قبل يومين فقط من رحلتي اكتشفت العكس، واضطررت لإلغاء الرحلة”، مضيفة أنها ما زالت تستخدمه “للتخطيط العام” لكنها تتحقق من التفاصيل الدقيقة عبر السفارات والمصادر الرسمية.
جيل يعتمد على الذكاء
وفق تقرير اتحاد وكالات السفر البريطانية، تضاعفت نسبة البريطانيين الذين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي لتخطيط رحلاتهم خلال عام واحد، وبلغت النسبة 18% بين الفئة العمرية من 25 إلى 34 عامًا.
لكن الثقة المفرطة ليست دون عواقب، فقد انتشر مقطع مصور للأسترالي مارك بولارد (47 عامًا)، يروي فيه كيف حُرم من دخول تشيلي بعد أن وثق بتوصية “تشات جي بي تي” بأنه لا يحتاج إلى تأشيرة.
وقال بولارد “كنت في طريقي من المكسيك لإلقاء محاضرة مدفوعة، ثم اكتشفت في اللحظة الأخيرة أنني بحاجة إلى فيزا من القنصلية. أصابتني نوبة هلع”.
مدن من الخيال
شركة “سيرش أتلاس” للتسويق الرقمي قررت اختبار مدى قابلية الذكاء الاصطناعي لتصديق الأكاذيب، فابتكرت مدينة وهمية باسم “سناكاشوسيتس”، وخلال أسبوع واحد فقط، بدأت المدينة المزعومة بالظهور في نتائج البحث عبر أنظمة الذكاء الاصطناعي -من بينها “جيميني” التابع لغوغل- باعتبارها وجهة حقيقية!
وقال المدير التنفيذي للشركة مانيك بهان “المثير أن النماذج في البداية تعاملت مع المدينة كأنها حقيقية تمامًا”. وبعد تدخُّل أنظمة التحقق، تم تصحيح المعلومة، لكن التجربة أثبتت كيف تنتشر الأكاذيب الرقمية بسرعة مذهلة عندما تنسخها الخوارزميات بعضها عن بعض.
بين الواقع والوهم
الباحث أنيل دوشي من جامعة لندن فسَّر الثقة العمياء في الذكاء الاصطناعي بأنها “نزعة نفسية طبيعية، فحين ينجح في مهمة ما، نميل إلى منحه صلاحيات أوسع، معتقدين أنه قادر على كل شيء”.
لكن دوشي يرى أن التطور التقني يسير نحو تقليل هذه الأخطاء، وأضاف “نقترب من مرحلة يصبح فيها الذكاء الاصطناعي قادرًا على الوصول إلى بيانات حقيقية في الزمن الفعلي، بل وربط المستخدم بخدمات حجز الرحلات مباشرة”.
أما مايكل ريس، مدير التسويق في وكالة بيركلي للسياحة، فيرى أن “الذكاء الاصطناعي نقطة بداية ممتازة لتصميم جدول الرحلة، لكنه لا يمكن أن يحل محل الخبرة والعلاقات التي تميز وكلاء السفر البشر”.
ويختتم تقرير “ذا تايمز” باقتباس من الباحث أنيل دوشي، الذي حذّر ساخرًا من الثقة المطلقة بالذكاء الاصطناعي، قائلًا “آخر ما تريده هو أن تكون في إسبانيا تبحث عن فندق في شارع ليس شارعًا”.












































