اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ٢ كانون الأول ٢٠٢٥
السوسنة - في خطوة تاريخية، قيدت الحكومة في سجلاتها 'عمرة' كأول ولادة لمدينة ذكية خضراء بالكامل، تعيش وسط الصحراء، وقودها الشمس والرياح وتوفر الأمان البيئي والصحي لسكانها من ملوثات الوقود الأحفوري.
وجاءت عمرة لتؤكد أن الاستدامة ليست رفاهية، بل ضرورة اقتصادية وبيئية، وأن الطاقة المتجددة هي المستقبل الذي سيقود العالم نحو الازدهار المستدام.
وبحسب ما هو مخطط لهذه المدنية، 'ستكون خضراء بالكامل لا دخان فيها ولا فواتير كهرباء ثقيلة ولا مركبات تعمل بالوقود التقليدي وستكون أنموذجا يحتذى به في الشرق الأوسط تعكس رؤية وطنية لمستقبل الأردن في عام 2050 وتنسجم مع توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ورؤية التحديث الاقتصادي'.
ورحب خبيرا الطاقة، أمين عام الهيئة العربية للطاقة المتجددة المهندس محمد الطعاني وهاشم عقل، بإطلاق مشروع مدينة عمرة، كخطوة مهمة في مسار تطوير المدن الحديثة وتعزيز التحول نحو الطاقة المتجددة وبناء المدن الخضراء.
وأكدا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، مدينة عمرة ستكون جزءا من مشروع وطني استراتيجي كبير يضع الأردن على طريق مستقبل واعد لأجيالنا القادمة، بما ينسجم مع الرؤية الملكية السامية في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، مشيرين الى أن 'عمرة' تعد المشروع الحضري الأول في تاريخ المملكة، مصممة من اليوم الأول لتعمل اعتمادا كليا على الطاقة النظيفة دون أي استخدام للوقود الأحفوري.
وقال الطعاني، إن هذا المشروع جاء لإحداث نقلة نوعية تعيد توزيع النمو السكاني والعمراني عبر إنشاء مدن ذكية حديثة مخططة بعناية، مبينا أن المدن الذكية الجديدة ستسهم بتخفيف الضغط عن الأحياء المكتظة وتحسين جودة الحياة وزيادة الترابط الاجتماعي.
وعن البعد الاقتصادي للمشروع، أوضح الطعاني، أن المشروع وبحسب ما اعلن عنه سيكون استثماريا بالكامل عبر نماذج شراكة مع القطاع الخاص واستثمارات محلية وعالمية، لافتا الى ان إنشاء مدن ذكية حديثة سيكون محركا للاقتصاد الوطني من خلال خلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة وتنشيط قطاع الطاقة المتجددة والنقل الذكي وإعادة توزيع التنمية بين المحافظات وحماية الأراضي الزراعية وتعزيز الأمن الغذائي وجذب الصناعات التكنولوجية والخدمات الرقمية.
واكد، أن مشروع المدن الذكية الاستراتيجي سيكون أحد أهم الأدوات العملية لتحقيق أهداف الرؤية الملكية في الأمن الطاقي، الأمن الغذائي، الأمن المائي والتحول الاقتصادي.
من جهته، قال خبير الطاقة عقل، إن 'عمرة' ستكون أول مدينة -أردنية تعمل 100بالمئة بالطاقة المتجددة، مرحبا بفكرة المجلس الاستشاري الشبابي في إعطاء الشباب دور مهم وفاعل في بناء المدن الحديثة، لا سيما وأن المشروع يحظى بدعم مباشر من جلالة الملك ورعاية سمو ولي العهد، ويعد أنموذجا لمشروعات 'الأردن 2025–2033' في التنمية الحضرية المستدامة.
وأضاف، إن هذه ليست مجرد مدينة جديدة، بل هي رؤية وطنية لمستقبل الأردن في عام 2050، من حيث الوصول الى 'صفر' انبعاثات كربونية من إنتاج الكهرباء، صفر محطات ديزل، صفر غاز طبيعي للتدفئة أو التبريد داخل حدود المدينة.
وأشار الى أن وثائق المشروع كشفت عن خطة متكاملة تجمع بين أحدث التقنيات العالمية والخبرة الأردنية المتراكمة في قطاع الطاقة المتجددة منذ 2012، لافتا الى ان الانتقال إلى الطاقة المتجددة يمتد عبر المناظر الطاقوية الحضرية بأكملها، من المباني إلى النقل، إلى الصناعة والطاقة، حيث يمكن للطاقة المتجددة أن تجلب الفوائد الهائلة للمدن، بما في ذلك هواء أنظف وخدمات حديثة ومساحات معيشية محسنة.
وبين عقل، أنه سيتم تخصيص 12 ألف دونم لمحطات شمسية مركزية بقدرة إجمالية 800 ميغاواط، بالإضافة إلى تركيب ألواح فوتوفولطية على أسطح كل مبنى سكني وتجاري وصناعي, منوها بان الدراسات تشير إلى أن إشعاع الشمس في موقع عمرة يصل إلى 2300 كيلوواط ساعة للمتر المربع سنويا، حيث يعد من أعلى المعدلات في العالم.
وأضاف، إنه سيتم أيضا تنصيب 120 توربينة رياح بارتفاع 150 مترا في المناطق المكشوفة شرقا، بقدرة إجمالية 400 ميغاواط، مستفيدة من الرياح الشرقية القوية التي تهب معظم أيام السنة.
وأوضح ضرورة بناء محطة تخزين بطاريات ليثيوم-أيون بقدرة 600 ميغاواط/4.200 ميغاواط ساعة، لضمان استمرارية التيار ليلا أو في الأيام الغائمة، إضافة إلى مشروع تجريبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 50 ميغاواط لتخزين الطاقة طويل الأمد.
وقال إن كل مبنى في عمرة سيصمم وفق معيار(LEED)البلاتيني أو أعلى، مع عزل حراري فائق، نوافذ ثلاثية الطبقات، أنظمة تبريد حرارية أرضية، وإضاءة LED موفرة ، إضافة الى عدم السماح بدخول سيارة تعمل بالبنزين أو الديزل إلى داخل المدينة بعد عام 2035، حيث ستغطى الشوارع بمحطات شحن سريعة وسيعتمد النقل العام على حافلات وقطار خفيف كهربائي بالكامل.
ولفت الى أن المنطقة تمتلك خططا طموحة للاستثمار في الطاقة المتجددة، مدفوعة بحاجة تلبية الطلب المتزايد على الطاقة وتعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق أهداف خفض الكربون.
وقال: 'نحن لا نبني مدينة فقط، بل نصنع اقتصادا جديدا، فكل دينار نستثمره في الطاقة المتجددة سيوفر للمواطن ثلاثة دنانير على مدى 20 عاما، والمواطن في عمرة لن يدفع فاتورة كهرباء تتجاوز 15 دينارا شهريا مهما كان استهلاكه لأن الشمس والرياح ستدفع عنه'.












































