ترامب يعيد إحياء أسطورة الحروب الصليبية
klyoum.com
أخر اخبار العراق:
3 حكام عراقيين لإدارة مباريات في بطولتين آسيويتين2 نونبر، 2025
بغداد/المسلة: ارتجّت المنصات الإلكترونية بعد تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنيجيريا بعمل عسكري “مدجّج بالسلاح”، بدعوى حماية المسيحيين من “إرهابيين إسلاميين”، كما قال في منشور على “تروث سوشل”.
واشتعل الجدل بين من رأى في التصريح محاولة جديدة لإحياء مفردات “الحملة الصليبية”، ومن اعتبره تصعيدا انتخابيا يستثمر المخاوف الدينية لتحقيق مكاسب سياسية.
وغرّد ناشطون غاضبون من “تسييس الدين”، فيما أعاد آخرون نشر صور لضحايا العنف الطائفي في ارجاء العالم، مذكرين بأن جذور الأزمة أعمق من الطائفية، وتتعلق بضعف الدولة وتغلغل الجماعات المسلحة وتنافس الزعامات المحلية على الموارد.
وكتب أحد المدوّنين: “ترامب لا يبحث عن العدالة.. إنه يبحث عن عدو جديد يلمّ حوله أنصاره في موسم الانتخابات”.
وأعاد تصريح ترامب إلى الأذهان ما وصفه المؤرخ الفرنسي فلوريان بيسون بـ“عودة خيال الحملات الصليبية إلى السياسة الحديثة”، إذ يربط المؤرخ بين الخطاب الترامبي وبين نزعة رمزية بدأت منذ تجمعات اليمين المتطرف في شارلوتسفيل عام 2017، حيث استُدعيت رموز الفرسان والأساطير الجرمانية كمفردات تعبئة.
ويرى بيسون أن هذا “الخيال التاريخي” يُستخدم لخلق هوية هجومية تستند إلى فكرة “صدام الحضارات”، بين الغرب “المسيحي” والعالم “الإسلامي”.
واستدلّ بيسون في حديثه لمجلة لونوفيل أوبسرفاتور بأن كثيرين في الدوائر الترامبية يتوشمون رموز الصليب وشعارات “الرب يريد ذلك”، في تعبير واضح عن التحام الرمزية الدينية بالخطاب السياسي.
ويضيف أن هذه الموجة تفرغ التاريخ من معناه، وتعيد توظيفه في حرب ثقافية داخلية، لا ضد “الشرق”، بل ضد “الأعداء من الداخل”، من المثقفين والنساء واليساريين، الذين يصوَّرون كخطر على “نقاء الأمة”.
ويحذر باحثون من أن الخطاب الترامبي يعيد إنتاج “العصر الوسيط” في ثوب انتخابي حديث، مستندا إلى رواية أسطورية عن التفوق الغربي، وهو ما يفسر الحنين الأميركي إلى رموز الفرسان والأبطال القدامى، لا كتاريخ، بل كحلم بالقوة الضائعة.
About Post Author
Admin
See author's posts