شراكة مستدامة: التحالف الدولي يتحول من مقاتل إلى مستشار
klyoum.com
أخر اخبار العراق:
إيطاليا تعتقل مهاجرا جزائريا متهما بقتل عراقي في ليون بدافع ديني3 أكتوبر، 2025
بغداد/المسلة: أشارت الحكومة العراقية إلى أنها بصدد مرحلة جديدة من الشراكة الدفاعية مع دول التحالف الدولي، في خطوة تستند إلى تجربة سنوات من الحرب على تنظيم داعش، وتنسجم مع الرغبة الوطنية في إعادة ضبط العلاقات مع القوى الكبرى بما يوازن بين الأمن والسيادة الوطنية.
ويمكن قراءة التقليص الأميركي على أنه أكثر من مجرد انسحاب جزئي للقوات، فهو مؤشر على تحول استراتيجي في طبيعة الوجود العسكري الأجنبي بالعراق، من دور قتالي مباشر إلى شراكة استشارية وبناء قدرات، ما يتيح للعراق مساحة أكبر لتحديد أولوياته الأمنية والسياسية.
وأوضح مراقبون أن هذا التحول يعكس نجاح العمليات المشتركة خلال السنوات الماضية، لكنه في الوقت نفسه يفتح الباب أمام تحديات سياسية داخلية، إذ يبقى التوازن بين الحاجة إلى دعم التحالف الدولي والحفاظ على استقلال القرار العراقي مسألة حساسة، خاصة مع وجود فصائل وشخصيات سياسية تؤكد سيادة العراق على كامل أراضيه.
وأشار خبراء إلى أن الانسحاب الجزئي يترك القوات الأميركية في قواعد استراتيجية محددة، وهو ما يحافظ على عنصر الردع ويؤكد استمرار دور واشنطن كمستشار وشريك تقني، بينما يسمح للعراق بإعادة توزيع قواته المحلية على النقاط الساخنة، وتعزيز سيطرته على المناطق المتضررة من النزاعات السابقة.
وتشير تحليلات الى أن هذه المرحلة الجديدة تحمل أبعاداً اقتصادية وثقافية مهمة، إذ يرتبط تقليص الوجود العسكري الأميركي بزيادة فرص الاستثمار الأجنبي، ودعم مشاريع التنمية، وهو ما يظهر اهتمام الحكومة العراقية بإدماج الجانب الأمني ضمن رؤية شاملة للنمو المستدام.
وتشير المصادر الحكومية والاعلام التابع لها الى أن بغداد تسعى إلى تأسيس شراكة مستدامة مع واشنطن ولندن، تشمل جميع المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية، وهو ما يمثل تحوّلاً في صياغة العلاقات الثنائية، من شراكة قتالية محددة زمنياً إلى شراكة استراتيجية متكاملة، تسعى لضمان استقرار طويل الأمد في العراق والمنطقة.
و النجاح في هذه المرحلة يعتمد على قدرة الحكومة العراقية على إدارة التحولات الداخلية، والتوازن بين الضغوط المحلية والدولية، ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بما يحفظ مصالح العراق ويعزز موقعه الإقليمي.
وتمثل هذه التحولات اختباراً حقيقياً لقدرة بغداد على الاستفادة من الإنجازات السابقة في مكافحة الإرهاب، وتحويل الشراكة العسكرية إلى تحالف متكامل يضم أبعاداً اقتصادية وتنموية وسياسية، بما يضمن أمن العراق واستقراره في السنوات المقبلة.
About Post Author
moh moh
See author's posts