بارزاني يلوّح بانهيار النظام السياسي في العراق: تحذيرات كردية غير مسبوقة
klyoum.com
25 غشت، 2025
بغداد/المسلة: أطلق الحزب الديمقراطي الكردستاني عبر منصاته الرسمية تحذيرات اعتبرت غير مسبوقة من حيث النبرة والمضمون، حين صاغ قادته خطاباً يلامس جوهر أزمة النظام السياسي في العراق، متجاوزين لغة التوصيف التقليدي إلى مفردات الانهيار والتحلل البنيوي.
وأكدت خالدة خليل، بصفتها متحدثة باسم مقر بارزاني، أن التآكل المؤسساتي يفتح الطريق إلى سقوط لا مرد له، مستعيدة قاموس الشرعية والسيادة بوصفهما محددين أساسيين لأي نظام سياسي.
واستندت في تدوينتها إلى معادلة سياسية واضحة: غياب المشروعية يضعف السلطة، وسوء الإدارة يفقد الدولة وظائفها الحيوية، ووجود الدولة الموازية يقوّض القرار المركزي. وهي معادلة تنقل الخطاب الكردي من موقع الشريك الناقد إلى موقع المستشعر لخطر الانهيار الشامل، في لحظة إقليمية ملتهبة.
واستحضر ماجد شنكالي في مداخلته على منصة "أكس" السياق الإقليمي حين ربط الأزمة العراقية بارتدادات الحرب في غزة والتوتر في لبنان وسوريا، ليؤطر هشاشة النظام في شبكة تهديدات عابرة للحدود. ولم يكتف بتوصيف الوضع، بل ذهب إلى التحذير من فشل الاستحقاق الانتخابي نفسه، وهو ما يمثل خطاً أحمر ضمن قواعد الشرعية الدستورية.
وتكشف هذه التصريحات، إذا ما قُرئت في ضوء مسار العلاقة بين بغداد وأربيل، عن خطاب مزدوج: خطاب تحذيري يسعى لإيصال رسالة إلى الداخل العراقي بأن الخلل لم يعد شأناً محلياً، وخطاب مصلحي يريد تثبيت وزن الإقليم كفاعل لا يمكن تجاوزه في أي تسوية مقبلة.
وتبرز هنا إشكالية أساسية تتعلق بجدلية الشراكة والتنافس؛ فالإقليم يدرك أن ضعف المركز قد يمنحه مساحة تفاوضية أوسع، لكنه في الوقت نفسه يرى أن انهيار الدولة المركزية يهدد وجوده ومكتسباته. ومن هذه الجدلية بالذات تنبثق نبرة التصريحات الأخيرة: تحذير لا ينفصل عن المصلحة، وقلق لا ينفصل عن الحسابات الاستراتيجية.
About Post Author
Admin
See author's posts