اخبار العراق

قناه السومرية العراقية

سياسة

اعلان يقلب حياته رأسا على عقب.. قصة عراقي من زبون في مطعم الى جبهات القتال

اعلان يقلب حياته رأسا على عقب.. قصة عراقي من زبون في مطعم الى جبهات القتال

klyoum.com

السومرية نيوز – دولي كان العراقي عباس المناصر يتصفح هاتفه داخل مطعم في مدينة موسكو، الا ان اعلان لفت نظره يحمل رمزا إلكترونيا.

ووفق الحرة فان "رابط الإعلان قاد إلى ملصق باللغة الروسية يدعو الأجانب للانضمام إلى الجيش الروسي مقابل راتب وجنسية".

ولم تكن تلك الفكرة قد خطرت في باله حين غادر العراق، مع مجموعة من الشبان، بفيزا سياحية إلى روسيا بحثا عن منفذ للعبور نحو أوروبا، لكن الإعلان اثار فضول الشاب ورفاقه.

.ad_unit_height341{min-height:250px} @media(max-width:1200px) { .ad_unit_height341{min-height:250px} } @media(max-width:768px) { .ad_unit_height341{min-height:250px} } window.googletag = window.googletag || {cmd: []}; googletag.cmd.push(function() { googletag.defineSlot(/18294456/AlSumaria_300x250_InsideArticle, [300, 250], div-gpt-ad-1755514370107-0).setTargeting(Alsumaria_Category, [newsdetails-local]).addService(googletag.pubads()); googletag.pubads().enableSingleRequest(); googletag.enableServices(); }); googletag.cmd.push(function() {googletag.display(div-gpt-ad-1755514370107-0); }); وإذا كان طريق المناصر إلى الجبهة قد بدأ بمسح رمز على شاشة هاتف، فإن طريقنا للوصول إليه استغرق أياما من البحث.

من هو عباس

اسمه الحقيقي عباس حمدالله، لكنه يعرف نفسه على صفحات التواصل الاجتماعي بـ"عباس المناصر"، وهو أول عراقي ينضم إلى الجيش الروسي.

حكاية المناصر مدخل لظاهرة أخذت بالاتساع منذ بدء الغزو الروسية لأوكرانيا في 2022.. حيث ان مكاتب سفر تحوّل التأشيرات السياحية إلى عقود تجنيد، وسماسرة يتصيدون الشبان العراقيين الحالمين بمستقبل خارج بلدهم عن طريق الهجرة السرية".

ونقلت الحرة عن عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية اسكندر وتوت قوله ان "اللجنة لم يصلها حتى الآن أي تقرير مفصل عن الموضوع".

وتابع "لنفترض أن هناك عراقيين يقاتلون في صفوف القوات الروسية، فليس لدينا القدرة على منع اي مواطن يرغب بزيارة روسيا لأغراض الدراسة او السياحة ومن ثم يقرر الانضمام للجيش هناك، نحن لا نعرف انه سوف يذهب هناك بنية الانضمام للقتال"، لافتا الى انه "وفقا للمعلومات المتوفرة لدينا، فالذين يقاتلون مع القوات الروسية لديهم دوافع اقتصادية وليست عقائدية".

وفي البداية، كانت خطة المناصر، و15 شخصا من رفاقه، العبور من روسيا إلى بيلاروسيا، ومنها إلى بولندا وصولا إلى ألمانيا بحثا عن حياة أفضل.

لكن وجودهم في موسكو أوحى لهم بطريق آخر، رسمت ملامحه إعلانات التجنيد التي ملأت كوداتها الشوارع والباصات وحتى كراسي المطاعم وطاولاتها في العاصمة الروسية.

وعند مسح أحد الرموز ظهر عرض مغر، يعد بـ"راتب 500 دولار" لمن يخدم داخل روسيا، ويصل إلى ثلاثة آلاف دولار على الجبهات، مع وعد بالحصول على الجنسية الروسية.

الفضول دفعهم للاستفسار من صاحبة الفندق، فكتبت لهم عنوان مكتب التطوع.

وعندما قصدوه انتهى بهم المطاف في مبنى وزارة الدفاع ذاتها.

وداخل المبنى، شرح المناصر للضباط عبر تطبيق ترجمة أنهم شبان عراقيون يرغبون في التطوع.

وبعد سلسلة مقابلات وفحوصات طبية وتحقيقات أمنية، حصل هو ورفاقه على الموافقة.

ثم نُقلوا إلى معسكر تدريب تلقوا فيه دروسا عسكرية ولغوية استمرت 27 يوما.

ويقول المناصر: "كان علينا أن نتعلم الأوامر العسكرية بالروسية حتى نندمج".

واضاف "بعد ذلك أُرسلونا إلى معسكر ثان، حيث استمر التدريب شهرا إضافيا قبل أن يتوزعوا على الجبهات".

المدينة الأنقاض

مدينة باخموت شرقي أوكرانيا، كانت وجهة المناصر وثلاثة من رفقه، والتي تحولت إلى أنقاض تحت القصف.

ووجدوا أنفسهم هناك ضمن كتيبة روسية يقودها ضابط شيشاني، لكن المفاجأة أنهم لم يُكلفوا بأي مهمة قتالية في الأسابيع الأولى.

وذكر ان "القائد قال لنا أنا كنت أتابعكم وأعلم أنكم قلقون ومحتارون وخائفون، لكن انا أبلغكم انني مسلم مثلكم وأعلم جيدا أنكم أتيتم إلى هنا وأنكم لا تعلمون كيف هي الأمور".

وبقي العراقيون يستمعون إلى روايات الجنود العائدين من الخطوط الأمامية على طبيعة المعارك.

وبعد أسابيع بدأوا بمهام بسيطة مثل حفر الخنادق ومواقع الطائرات المسيّرة على بعد عشرة كيلومترات من الجبهة.

ومع الوقت كُلّفوا بمهام أشد خطورة، شأنهم شأن الجنود الروس.

وإلى جانب العراقيين، هناك أعداد كبيرة من المصريين والجزائريين. والعديد منهم، وفق المناصر، كانوا موجودين في روسيا قبل الحرب وهم من الخريجين والطلبة الذين يدرسون في روسيا، وكانوا يتحدثون الروسية بشكل جيد.

نسبة الموت

المناصر لم يكتفِ بالدور العسكري، حيث يقول إنه "بدأ بتوثيق يومياته في المعسكر عبر مقاطع فيديو وصور، يتحدث فيها عن التكنولوجيا الحربية والطائرات المسيّرة".

وبين ان "المحتوى جعلني معروفا داخل الجيش الروسي. بدأت أبث مباشرة وأشرح للشباب كيف تسير الأمور هنا، وأنصحهم بأن يكونوا مستعدين".

وتابع "قلت لهم إن من يلتحق بالحرب يواجه احتمال موت بنسبة 99 بالمئة".

لكن بالتوازي، لاحظ كيف دخل السماسرة على الخط. بعضهم عرب يقيمون في روسيا، يعرضون على القادمين فرص عمل كسائقين أو طباخين، ثم يزجّون بهم في جبهات القتال.

وآخرون يستولون على المكافآت المالية عبر عقود مكتوبة بالروسية. وبين المناصر "كنت أسأل الشباب: كيف ستعملون طباخين وأنتم لا تعرفون الروسية؟ الروس لا يتحدثون الإنكليزية أيضا".

وبحسبه، ارتفعت المكافآت من أربعة آلاف دولار عند بداية خدمته إلى ما بين عشرة وعشرين ألفا، بحسب قانون المقاطعة الروسية التي يتطوعون للقتال فيها.

ويعد الجيش الروسي المتطوعين بدفع راتب شهري مدى الحياة لذويهم في حال قتلوا، وتعليم مجاني لأبنائهم، إضافة إلى الجنسية.

ويقدّر المناصر أن نحو ألف عراقي التحقوا بالجيش الروسي منذ بداية حرب أوكرانيا، قُتل منهم قرابة مئتين.

نخشى أن يعودوا جثثا

كما تم التوصل مع عائلات ثلاثة شبان من بغداد وديالى والبصرة، تراوحت أعمارهم بين 18 و22 عاما، حيث ان جميعهم غادروا بتأشيرات سياحية عبر مكاتب سفر، وتحدثت العائلات بشرط عدم كشف هوياتها.

واكدوا "أبناؤنا ذهبوا على أمل العمل في معسكرات خلفية، لكنهم وجدوا أنفسهم جنودا في الخطوط الأمامية. نخشى أن يعودوا إلينا جثثا".

وأكدت احدى العوائل ان "بعض الجثامين وصلت بالفعل إلى العراق وسط تعتيم رسمي".

وفي 5 ايلول، أصدرت السفارة العراقية في موسكو بيانا نفت فيه إصدار أي سمات دخول، ووصفت ما يروَّج على مواقع التواصل بالادعاءات المضللة".

وشددت السفارة على أن الجهة الوحيدة المخوّلة هي السفارة الروسية في بغداد وقنصلياتها.

وحذرت العراقيين من الانجرار وراء محاولات استدراجهم للحرب، وجددت التأكيد على موقف بغداد الثابت على الحياد.

لكن خبراء يرون أن "هذه التحذيرات لا تكفي".

وقال رئيس مركز العراق لحقوق الإنسان، علي العبادي، إن "التحاق العراقيين بالحرب خرق للدستور الذي يمنع التدخل في الحروب الخارجية"، واتهم شركات سياحية باستغلال الشباب.

"فكروا ألف مرة"

بعد عام من الخدمة سُرّح المناصر، لكنه جدد عقده مع الجيش الروسي.

ويقول: "لن أعود للعراق، لأنه لم يوفر لي شيئا".

وبعد إتمامه الخدمة العسكرية في الجيش الروسي التي استمرت سنة كاملة، سُرح المناصر وفق الاتفاق الذي وقعه مسبقا مع الروس، لكن الاستخبارات الروسية طلبت رؤيته.

ويروي المناصر تفاصيل ما جرى له مع الاستخبارات، "أبلغوني أنني مشهور وأن كثيرا من الشباب العراقيين والعرب وغيرهم تعرفوا عبر متابعتهم لمحتواي على الجيش الروسي، وكيف يستقبل الملتحقين إلى صفوفه. وسألوني لماذا أذكر في الفيديوهات التي أقدمها أن نسبة الموت 99 بالمئة لمن يقبل على الخدمة في الجيش الروسي واردة، فأجبتهم أنه من الضروري أن يعلم من يريد الالتحاق في الجيش الروسي ما هو مقبل عليه".

وخاطب المناصر العراقيين بالقول "فكّروا ألف مرة قبل أن تخطوا هذه الخطوة".

window.googletag = window.googletag || {cmd: []}; googletag.cmd.push(function() { googletag.defineSlot(/18294456/AlSumaria_300x250_InsideArticle, [300, 250], div-gpt-ad-1755514370107-0).setTargeting(Alsumaria_Category, [newsdetails-local]).addService(googletag.pubads()); googletag.pubads().enableSingleRequest(); googletag.enableServices(); }); googletag.cmd.push(function() {googletag.display(div-gpt-ad-1755514370107-0); });

window.googletag = window.googletag || {cmd: []}; googletag.cmd.push(function() { googletag.defineSlot(/18294456/alsumaria_300x250(3), [300, 250], div-gpt-ad-1754470501163-0).setTargeting(Alsumaria_Category, [newsdetails-local]).addService(googletag.pubads()); googletag.pubads().enableSingleRequest(); googletag.enableServices(); }); googletag.cmd.push(function() { googletag.display(div-gpt-ad-1754470501163-0); });

*المصدر: قناه السومرية العراقية | alsumaria.tv
اخبار العراق على مدار الساعة