صناديق الاقتراع تتحول إلى رهائن لرؤوس الأموال الإقليمية والمحلية

21 شتنبر، 2025

بغداد/المسلة:  يدفع المشهد الانتخابي في العراق نحو ساحة شديدة التعقيد حيث تتقاطع التدخلات الإقليمية والدولية مع مصالح القوى الداخلية، فيتحول صندوق الاقتراع إلى ساحة اختبار لإرادات عابرة للحدود أكثر من كونه انعكاساً لإرادة الناخبين.

المال السياسي كأداة نفوذ

ويكشف تدفق الأموال الضخمة عن طبيعة التنافس غير المتكافئ بين المرشحين، إذ لا تعود الكلمة الفصل لبرامج انتخابية أو كفاءات شخصية بل لحجم الدعم المالي الذي يحمله المرشح خلفه، بما يفتح الباب واسعاً أمام صعود شخصيات محسوبة على مموليها لا على جمهورها.

التدخل الخارجي ومخاطر السيادة

ويثير دخول رؤوس الأموال الأجنبية إلى مسرح الانتخابات سؤال السيادة الوطنية، حيث يتحول الاستحقاق الديمقراطي إلى وسيلة لتثبيت نفوذ إقليمي أو دولي، فينعكس ذلك على توجهات السياسة الخارجية والخيارات الاقتصادية للبلاد بعد الانتخابات.

انعكاسات أمنية واجتماعية

ويهدد هذا المسار بعودة أجواء عدم الاستقرار، إذ أن تكريس معادلة النفوذ المالي قد يولد حالة من الإحباط الشعبي ويغذي شعوراً بفقدان الثقة بالمؤسسات، وهو ما ينعكس في شكل احتجاجات أو مقاطعة انتخابية، الأمر الذي يعمق من هشاشة البيئة الأمنية والاجتماعية.

جدلية الإصلاح والديمقراطية

ويطرح هذا الواقع جدلية معقدة حول إمكانية إصلاح النظام السياسي من داخله في ظل سطوة المال السياسي، حيث تبدو الديمقراطية العراقية محاصرة بين مطلب الشارع في التغيير وبين قوة شبكات التمويل التي تفرض إيقاعها على العملية برمتها.

تداعيات المستقبل

ويفتح استمرار هذه الدينامية الباب أمام إعادة إنتاج النخب نفسها بوجوه جديدة لكنها مرتهنة للجهات الممولة، ما يعني أن التغيير الحقيقي يظل مؤجلاً، فيما يبقى النظام السياسي رهينة التوازنات الإقليمية والدولية أكثر من استجابته لتطلعات المواطنين.

About Post Author

moh moh

See author's posts

اخبار العراق على مدار الساعة