الكويت: حين تبكي على “الغزو” وتضحك على خراب العراق… الذاكرة الناقصة
klyoum.com
أخر اخبار العراق:
مجلس التعاون: ما يحدث في فلسطين تطهير عرقي.. ونطالب بموقف عربي موحدسكاي برس/ بغداد
بقلم/حسن ضمد
من يقف اليوم في قصور الخليج، ويتحدث عن “العدوان العراقي الغاشم” في 1990، عليه أن ينظر في المرآة جيدًا… ليرى أن أكثر مَن استثمر في دمار العراق ليس واشنطن، ولا طهران، بل العواصم الخليجية ذات الياقات البيضاء والولاءات المتقلبة.
أمير الكويت يقف أمام دونالد ترامب، ليس ليتحدث عن مستقبل المنطقة أو مآسي الشعوب، بل ليعيد تكرار الأسطوانة المشروخة: “لأمريكا فضل كبير لأنها حررت أرضنا من الغزو العراقي الغاشم.”
عبارة لا تزال تُردّد، رغم أن الغزو انتهى منذ أكثر من ثلاثة عقود، والعراق نفسه تحوّل من “غازٍ” إلى جريح، مسحوق، تتناوبه الجيوش والميليشيات، والمصارف الخليجية.
لكن المثير للشفقة – وليس فقط للسخرية – أن الأمير ارتكب “خطيئة لفظية”، حين ذكر “الحكومة اليمنية الشرعية”، فتم تأنيبه من محمد بن سلمان، ليُرسل مبعوثًا يعتذر عن “الزلة”… اعتذروا عن وصف حكومة بالشرعية، لكنهم لم يعتذروا يومًا للعراق عن 13 عامًا من الحصار، أو عن تمويل سياسي طائفي دمّر مجتمعه، أو عن إعلامٍ خليجي زرع الطائفية كالألغام.
الكويت لا تُخفي ضيقها من العراق، لا لأنها تخاف تكرار الغزو، بل لأنها تخشى أن يستعيد العراق عافيته ومكانته. فوجود عراق قوي يعني نهاية كل معادلاتهم الهشة. ولذلك، كانوا – وما زالوا – في مقدمة من يدفع باتجاه عراقٍ منقسم، مدجّن، مطيع، يستورد الأمن كما يستورد الإسمنت والماء.
يسمّون الغزو “عدوانًا غاشمًا”، لكنهم لا يسمّون احتلال العراق من قبل أمريكا “تحريرًا غاشمًا”، ولا يسمّون الطائرات التي أقلعت من قواعدهم لقصف بغداد “عدوانًا مشتركًا”. ذاكرة الكويت قصيرة، ومشاعرها مصنوعة في البنتاغون، وصراخها لا يُسمع إلا في حضرة البيت الأبيض.
أما في حضرة العراق؟
فهم يهمسون، يتحسّبون، يموّلون التخريب من خلف الستار، ثم يخرجون علينا بوجه “الأشقاء”.
وصدق من قال: “لا استقرار للعراق ما دام الخليج مرتعًا للنفط والنفاق معًا.