اخبار العراق

قناه السومرية العراقية

سياسة

القرى العراقية تتحول إلى مصانع صغيرة ومشاريع منزلية منتجة.. كيف؟

القرى العراقية تتحول إلى مصانع صغيرة ومشاريع منزلية منتجة.. كيف؟

klyoum.com

السومرية نيوز – محليات لم تعُد القرى مجرد أماكن للزراعة وتربية المواشي، بل بدأت تتحول إلى مصانع صغيرة ومنتجة تعتمد على الحرف البسيطة والمشاريع المنزلية. فمن مخلفات النخيل تصنع الأسر الريفية أثاثاً شعبياً، ومن روث الحيوانات يُنتَج غاز للطبخ والإنارة، بينما توفّر مشاريع الدواجن والألبان فرصاً سريعة للدخل.

هذه الأفكار، التي تدعمها وزارة الزراعة وخبراء الاقتصاد، لا تقلل من التلوث البيئي فحسب، بل تساعد أيضاً في تحسين معيشة العائلات الهشة وتفتح أبواباً جديدة للاستثمار في الريف.

منتجات حرفية

عن هذه الحرف تحدث مستشار وزارة الزراعة الدكتور مهدي القيسي قائلا: توجد منتجات حرفية شعبية مثل الأثاث، أسرة، كراسي، وغيرها من مخلفات النخيل السليلوزية، السعف والخوص والجذع، تنتجها الأسر الريفية، ولتنمية هذا النشاط ليكون إنتاجيا، يتم تشكيل جمعيات متخصصة في مجمعات الإنتاج ودعم تسويقها واستخدامها في المناطق السياحية والتراثية والمراكز التجارية وغيرها، وتشييد مجمعات سكنية وترفيهية سياحية وفلكلورية من القصب والبردي في منطقة الأهوار باستثمار المورث الشعبي والخبرة المتراكمة لدى سكان الأهوار، لتعظيم مواردهم المالية والارتقاء بمهاراتهم الفنية والمساهمة في إنعاش السياحة وتلبية رغبة السائح بالاطلاع على بيئة الأهوار، ومواهب ومهارات وتقاليد سكانها الأصلاء.

التوجه العالمي

وأضاف، أن استخدام مخلفات النخيل السليلوزية بضمنها الكرب ومخلفات البساتين ومخلفات المحاصيل الحقلية وجني الخضر، لإنتاج سماد عضوي بديل عن الأسمدة الكيميائية، ينسجم مع التوجه العالمي والقناعات الوطنية باعتماد الزراعة العضوية التي لها مردود مالي أعلى ومأمونة صحيا، واستثمار المخلفات يعطينا مردودا اقتصاديا آخر يتمثل بتنظيف بيئة البساتين وخاصة بساتين النخيل والحد من انتقال وانتشار الأمراض النباتية والبيئية.

سماد عضوي

وتابع القيسي، يتم إنتاج سماد عضوي وغاز للطبخ والإضاءة من مخلفات الحيوانات على مستوى القرى الريفية، وذلك بإجراء عملية تخمر لا هوائي بمنظومات خاصة وسهلة الاستخدام، وقد سبق لوزارة الزراعة أن أنجزت هذه التقنية من خلال دائرة الإرشاد والتدريب الزراعي ودائرة البحوث الزراعية ودائرة وقاية المزروعات، بالتعاون مع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والقاحلة ( اكساد )، وهذه التقنية مخرج بيئي يخلصنا من التلوث الحاصل من مخلفات أو فضلات حيوانات المزرعة، ويحولها إلى سماد عضوي وغاز يستخدم للطبخ والإضاءة، فمخرجاتها الاقتصادية والبيئية تشجع على نشرها في القرى والتجمعات السكانية في الأهوار، وتعزيز مبدأ المشاركة الجماعية بينهم لتحقيق منفعة مشتركة لتجمعاتهم المناطقية.

بلوكات علفية

ولفت إلى إنتاج البلوكات العلفية للثروة الحيوانية من المخلفات النباتية من أوراق الأشجار ومخلفات الحصاد والجني، واستخدام الدبس أو المولاس كمادة أولية رابطة للعليقة ومصدر للطاقة والتغذية.

وأشار القيسي إلى إنتاج علف للجاموس والأبقار متكامل غذائيا من القصب والبردي الجاف المطحون، بعد إضافة مكملات غذائية تلائم نوع الحيوان وفئته العمرية، وبهذا نضمن لهذه الحيوانات تغذية جيدة تنعكس إيجابا على صحتها وزيادة مناعتها ومقاومتها للأمراض وزيادة إنتاج الحليب وبناء اللحم.

إنتاج الشعير

واسترسل القيسي بالقول: يتم إنتاج الشعير المستنبت لتغذية الأبقار والجاموس والأغنام والماعز، بطريقة بسيطة واقتصادية تسيطر على الإنتاج في جميع أشهر السنة، بخلاف الطريقة التقليدية لزراعة الشعير كعلف أخضر، التي نحتاج فيها إلى مساحات زراعية واسعة، وكمية بذور كبيرة ومياه سقي كثيرة، وموسم زراعي طويل ومواعيد محددة للزراعة.

تصنيع الحليب

ولفت إلى إمكانية جمع وتصنيع الحليب ومنتجات الألبان في الريف بصورة عامة وبمناطق الأهوار بصورة خاصة، لوجود الجاموس الذي سيزيد إنتاجه من الحليب باعتماد طرائق التغذية المستحدثة، والتوسع بإقامة مراكز جمع الحليب موقعيا لتقليل التلف والمساهمة في خفض كلف الإنتاج، لكون التصنيع الموقعي يقلل من تلف المادة الأولية والمنتوج واستثماره بصورة أفضل، وهنا نحتاج إلى استخدام منظومات الطاقة الشمسية لتسيير ظروف التصنيع والإنتاج وحفظ المنتجات.

window.googletag = window.googletag || {cmd: []}; googletag.cmd.push(function() { googletag.defineSlot(/18294456/AlSumaria_300x250_InsideArticle, [300, 250], div-gpt-ad-1755514370107-0).setTargeting(Alsumaria_Category, [newsdetails-local]).addService(googletag.pubads()); googletag.pubads().enableSingleRequest(); googletag.enableServices(); }); googletag.cmd.push(function() {googletag.display(div-gpt-ad-1755514370107-0); });

المشاريع الصغيرة

ومن جانبها، قالت الخبيرة في الشأن الاقتصادي الدكتورة إكرام عبد العزيز: لم تعد القرى في وقتنا الحالي مناطق سكنية تقليدية تعتمد على الزراعة أو تربية المواشي فقط، بل تحولت إلى بيئة واعدة للاستثمار والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، لانخفاض التكاليف، ووفرة الموارد، وسهولة الوصول إلى الأسواق المحلية، وهذه جميعها عوامل تجعل من القرى أرضا خصبة لإطلاق مشاريع مربحة ومستدامة.

تربية الدواجن

وأضافت: من هذه المشاريع المربحة تربية الدواجن، ويعد هذا المشروع من أكثر المشاريع الناجحة والمنتشرة في المناطق الريفية، نظرا لسهولة تنفيذه وتوفر مقوماته الأساسية، ويمكن البدء بعدد بسيط من الدجاج وتوسيع المشروع تدريجيا، هذا المشروع لا يتطلب تجهيزات مكلفة، فحظيرة صغيرة، أو جزء من فناء المنزل يكفي كبداية، وتعتمد دورة الإنتاج على فترة قصيرة نسبيا قرابة 45 يوما، مما يعني سرعة في دوران رأس المال.

مشروع الألبان

وتابعت عبد العزيز، أنه يتوفر في القرى الحليب الطازج بسهولة، مما يتيح فرصة ممتازة لإنشاء مشروع إنتاج الألبان ومشتقاتها، ويمكن شراء الحليب من المزارعين المحليين وتحويله إلى منتجات مثل الجبن، الزبادي، اللبنة، والسمن البلدي، فالطلب مرتفع على هذه المنتجات سواء من سكان القرى أو من المدن المجاورة.

window.googletag = window.googletag || {cmd: []}; googletag.cmd.push(function() { googletag.defineSlot(/18294456/alsumaria_300x250(3), [300, 250], div-gpt-ad-1754470501163-0).setTargeting(Alsumaria_Category, [newsdetails-local]).addService(googletag.pubads()); googletag.pubads().enableSingleRequest(); googletag.enableServices(); }); googletag.cmd.push(function() { googletag.display(div-gpt-ad-1754470501163-0); });

*المصدر: قناه السومرية العراقية | alsumaria.tv
اخبار العراق على مدار الساعة