اخبار العراق

المسلة

سياسة

من قاتل السادات إلى شهيد المقاومة.. كيف غيّرت إيران اسم شارع لتصلح علاقة عالقة منذ 1979؟

من قاتل السادات إلى شهيد المقاومة.. كيف غيّرت إيران اسم شارع لتصلح علاقة عالقة منذ 1979؟

klyoum.com

15 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: في قلب طهران، حيث تتقاطع السياسة بالرمزية، أعلنت السلطات الإيرانية عن خطوة حملت بين سطورها تحولاً في المزاج الدبلوماسي، إذ أزالت لافتة "خالد الإسلامبولي" بعد أربعة وأربعين عامًا من رفعها، ووضعت مكانها اسم "الشهيد حسن نصر الله".

وبهذا التغيير، لم تعد الذاكرة الرسمية الإيرانية تحتفي باسم قاتل الرئيس المصري أنور السادات، بل تعلن انحيازًا لخطاب جديد، يُقرّب لا يُباعد، ويقايض التاريخ بالواقع السياسي.

وفتحت هذه الخطوة بابًا لتحليل دلالات الاستبدال، لا كمجرد تعديل بلدي، بل كمؤشر على إعادة ضبط بوصلة العلاقات الإيرانية-المصرية، التي ظلت لعقود عالقة بين ميراث الثورة الإسلامية واستحقاقات الحاضر الإقليمي، فاسم الإسلامبولي لم يكن مجرد عنوان شارع، بل تعبيراً عن موقف استراتيجي اتخذته طهران بعد كامب ديفيد، حين نظرت إلى اغتيال السادات كضربٍ "للتطبيع"، فجعلت من قاتله رمزًا، ومن قطيعة العلاقات مع القاهرة عقيدة دبلوماسية.

وانطوى استبدال الاسم على تسوية ناعمة، تمّت بصيغة تكرّم حليفاً محورياً في مشروع "الممانعة" هو نصر الله، دون أن تُدين الإسلامبولي صراحة. وبين السطور، بدا وكأن طهران تحاول إرسال إشارات مزدوجة: خطاب تطميني لمصر، يرافقه تثبيت لرمزية حزب الله في وجدان الجمهورية الإسلامية.

واستقبلت القاهرة الخطوة بتحفّظ محسوب، حيث وصفها وزير الخارجية المصري بأنها "جيدة"، دون أن يغفل الإشارة إلى "الشواغل الإقليمية"، في تذكير بأن عودة العلاقات ليست مجرد مسألة رمزية، بل مشروطة بملفات تتعدى تسمية الشوارع، إلى عمق النفوذ الإيراني في الخليج، وسلوك الحرس الثوري، ودور طهران في ساحات مشتعلة من صنعاء إلى دمشق.

وجاء هذا التطور بعد زيارات غير مسبوقة لمسؤولين إيرانيين إلى مصر، ولقاءات رئاسية في محافل دولية عكست تغيراً في المزاج السياسي لدى الطرفين.

وكان لافتًا أن قائد الثورة الاسلامية في إيران، علي خامنئي، نفسه، أبدى دعماً علنيًا لاستئناف العلاقات مع القاهرة، وهو تصريح نادر يشي بإرادة سياسية أعلى لتغيير قواعد الاشتباك مع النظام المصري.

ومع أن هذا التحول ليس قطيعة مع الماضي بقدر ما هو إعادة صياغة له، فإنه يعكس استعداد إيران لمراجعة بعض رموزها من أجل مصالحها الاستراتيجية، في زمن يتغير فيه الإقليم تحت ضغط التسويات لا الثوابت.

About Post Author

Admin

See author's posts

*المصدر: المسلة | almasalah.com
اخبار العراق على مدار الساعة