ادعاء "طلب السعودية دعم أمريكا ضد صدام حسين".. جدال فقهي بين رجل دين مغربي وأكاديمي سعودي
klyoum.com
أخر اخبار العراق:
تحالف العزم يحصد 17 مقعدا في عموم العراقدبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أشعل رجل الدين المغربي، الحسن بن علي الكتاني، تفاعلا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تدوينة ادعى فيها طلب المملكة العربية السعودية الدعم من الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق على حد تعبيره، قبل أن يرد عليه الأكاديمي السعودي، عبدالله الجديع، فيما استشهد آخرون بتدوينات سابقة له عن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان واعتبار تركيا حليفا لأمريكا إلا أن موقفه منها مختلف.
جاء ذلك في منشور للكتاني على صفحته بمنصة إكس (تويتر سابقا) حيث قال: "عندما استنجدت المملكة العربية السعودية بالتحالف الأمريكي ضد العراق انبرى طائفة من المشايخ وأتباعهم يفتون بجواز ذلك وصوروه بصورة نص عليها العلماء وهي الاستعانة بالكافر ضد الكافر، والكافر الأول هو التحالف والثاني هو حزب البعث العربي الاشتراكي الذي كان يقوده الرئيس العراقي صدام حسين.. فانقسم المسلمون وعلى رأسهم الحركة الإسلامية قسمين: قسم عارض هذا واحتج بما تعلموه من تحريم مظاهرة الكفار على المسلمين، وردوا عليهم بأن هذا ليس استعانة بل هو احتلال من أكبر قوة عسكرية لبلاد الحرمين، وتزعم الرد الشيخ سفر الحوالي فك الله أسره وكتب كتابه النفيس "كشف الغمة عن علماء الأمة" ووجهه لمفتي المملكة الشيخ عبد العزيز بن باز، غفر الله له، كما ألقى محاضرتين الأولى: بعنوان "ففروا إلى الله" والثانية بعنوان "فستذكرون ما أقول لكم". وأيده التيار الإصلاحي كله، وخالفه العلماء الرسميون وتزعم الخلاف الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، الذي لج في الخصومة وجعلها دينا وسنة وطاعة لولي الأمر. وتطور الأمر لمناقشة أمور كانت من بدهيات منهج أهل السنة والجماعة وهي وجوب تحكيم الشريعة الإسلامية وأن تعطيلها يعد من نواقض الإسلام الكبرى، وتحريم مظاهرة وموالاة الكفار على المسلمين وأن ذلك من نواقض التوحيد. ثم تطور الكلام لمناقشة مفهوم الإيمان عند أهل السنة والجماعة وهل يدخل العمل في مسمى الإيمان أم لا؟".
وتابع رجل الدين المغربي قائلا: "كانت المملكة العربية السعودية تعد عند كثير من الناس بلاد التوحيد والحاكمة بالشريعة ومشايخها هم الممثلون لمنهج أهل السنة والجماعة، فلذلك أدى التعاون مع التحالف الأمريكي لفتنة عظيمة وانقسام كبير بين الناس.. واليوم يعيد التاريخ نفسه لكن بشكل جديد، وبكلام عاطفي لا يمت للنصوص والأدبيات الإسلامية بصلة، بل الغريب أن يكون النقاش داخل التيار الجهادي الذي ما قام إلا على أدبيات الحاكمية والولاء والبراء.. وبعد، فإن العلماء ورثة الأنبياء والمرسلين عليهم السلام فإن بقوا صامتين وآثروا السلامة فلا يلومن بعد ذلك الشباب.. والله الموفق".
ورد الأكاديمي السعودي بتدوينة نشرها على صفحته بمنصة إكس، قال فيها: "هذا الكلام لا يمت للفقه الإسلامي بصلة، فقد ذكر الفقهاء استعانة الإمام بغير المسلمين على البغاة، وهي مسألة فقهية خلافية، وذكروا أيضًا استعانة البغاة بالكفار، ولم يقولوا هذه ناقض، فمثلًا قال ابن قدامة في المغني: (وإذا استعان أهل البغي بالكفار ، فلا يخلو من ثلاثة أصناف ; أحدهم : أهل الحرب ، فإذا استعانوا بهم ، أو آمنوهم ، أو عقدوا لهم ذمة ، لم يصح واحد منها ; لأن الأمان من شرط صحته إلزام كفهم عن المسلمين ، وهؤلاء يشترطون عليهم قتال المسلمين ، فلا يصح .) ثم قال: (الصنف الثاني: المستأمنون، فمتى استعانوا بهم فأعانوهم، نقضوا عهدهم، وصاروا كأهل الحرب; لأنهم تركوا الشرط، وهو كفهم عن المسلمين، فإن فعلوا ذلك مكرهين، لم ينتقض عهدهم ; لأن لهم عذرا، وإن ادعوا الإكراه، لم يقبل قولهم إلا ببينة ; لأن الأصل عدمه. الصنف الثالث: أهل الذمة، فإذا أعانوهم، وقاتلوا معهم، ففيهم وجهان، ذكرهما أبو بكر; أحدهما، ينتقض عهدهم ; لأنهم قاتلوا أهل الحق، فينتقض عهدهم، كما لو انفردوا بقتالهم. والثاني: لا ينتقض; لأن أهل الذمة لا يعرفون المحق من المبطل)".
وتابع الجديع قائلا: "فانظر هذا التفصيل، ولم يقل إنَّ المستعين بغير المسلمين يضحي مرتدًا، وفي قصة الصحابي حاطب بن أبي بلتعة -ومنها أخذ الفقهاء حكم الجاسوس- بيان لهذا، فليس حاطب بمرتد، ومن فعل فعله دخل في المعصية لا الردة، فإنما الردة بمن أعان على المسلمين لأجل الإسلام، لأجل دين المسلمين، فهذا حاقد على الإسلام، أما من كان في صراع مع فئة وأعان على مسلم خصمًا له مسلمًا أو كافرًا فإن كان بباطل فهي معصية لا ردة، بخلاف إن كان بحق كاستعانة المقيم في الدول الغربية اليوم بالشرطي الكافر على المعتدي المسلم فهذا جائز بل قد يكون واجبًا! لكن الكتاني ورفاقه من الإخوانيين قوم غلاة منطقهم كداعش تمامًا".
واستشهد صاحب حساب يحمل اسم صافي، بتدوينات سابقة للكتاني تبين دعمه لأردوغان في الانتخابات، حيث قال: "تركيا في التحالف الدولي، مع ذلك: اللهم انصر حزب أردوغان .. سوريا أو أي دولة عربية في التحالف دولي .. اتخذتم دين الله هزوا وعبثًا وتقلّبًا مع الأهواء السياسية.. أَلا باعَدَ اللَهُ أَهلَ النِفاقِ.. وَأَهلَ الأَراجيفِ وَالباطِلِ".