جدار سامراء يسقط.. نهاية أسوار المدن المكبلة بالعنف والانقسام
klyoum.com
أخر اخبار العراق:
كيف تفرغ سلة المهملات المخفية في واتساب؟12 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: ارتفعت الحناجر صباح السبت في أزقة سامراء القديمة، ترحب بشاحنات الهندسة العسكرية وهي تزيح آخر كتل الساتر الأمني، الذي ظل يُطوّق المدينة كما يطوّق الخوف الصدر، منذ تفجير المرقدين عام 2006.
وأكّد سكان محلّة الجبيرية أن رفع الساتر ليس مجرد إجراء أمني، بل لحظة نفسية وتاريخية تعني نهاية زمن العزل.
وقال "أبو كرار"، وهو صاحب متجر قرب الخط الأمني السابق: "ما كنت أتخيل اليوم اللي أقدر أشوف بيه أطراف المدينة من دون حواجز. هذا مو رفع ساتر، هذا فك أسر".
وانطلقت أعمال إزالة الساتر بتنسيق بين قيادة عمليات سامراء والجهات الإدارية، بعد سلسلة اجتماعات واجهت عراقيل إدارية تتعلق بتضارب الحدود بين ناحية المعتصم وقضاء الدور.
وتمخضت الجهود عن اتفاق شامل نقل الساتر إلى موقع خارجي يحافظ على الأمن، ويمنح المدينة فرصة للتنفس من جديد.
وانتشرت على مواقع التواصل صورٌ لأطفال يلعبون على الإسفلت الذي كان حتى الأمس خط تماس، وغرّد المدون "سامرائي حر" عبر منصة X قائلاً: "سامراء تعود من المنفى… الشوارع تتنفس، والناس تبتسم، وكأن المدينة بُعثت من جديد".
واستشهد مغرد آخر بخريطة عمرانية قديمة، موضحاً كيف كان الساتر يعوق نمو المدينة نحو الجنوب، ويحرمها من التوسعة السكنية والمشاريع الخدمية.
وقال المهندس "خالد الطائي": "الآن يمكن ضم أكثر من ١٢٠٠ دونم كانت محجوبة، وستُخصص لبناء مجمعات سكنية ومدارس ومستشفى جديد".
وأظهرت إحصائية من دائرة بلدية سامراء أن أكثر من ٢٧ مشروعاً خدمياً كان مجمّداً أو مؤجلاً بسبب تقييد المسارات الهندسية بالساتر، أبرزها شبكات الماء الحديثة والطرق الرابطة بالناحية الصناعية. وأضاف مدير الدائرة: "بدأنا فوراً بإعادة تصميم خط الطمر الصحي وإنشاء طرق فرعية تربط الأحياء بالمناطق الجديدة".
وأثار الحدث تفاعلاً واسعاً على مستوى البلاد، حيث أعادت قنوات عراقية وعربية نشر تقرير عن الساتر الإسمنتي الذي وصفته بأنه "قوقعة أمنية" حوّلت سامراء إلى مدينة معزولة. وكتب الصحفي حيدر الجبوري: "بقدر ما حمَى الجدار المدينة، كان يخنقها. الآن تتوازن الكفتان: أمان وانفتاح".
واعتبر ناشطون أن هذه الخطوة تمهّد لتحولات أشمل في المدن العراقية التي لا تزال محاصرة بجدران ما بعد 2006.
وقالت الناشطة "زهراء البدري": "سامراء بدأت، من التالي؟ بعقوبة؟ الموصل؟ نينوى القديمة؟".
واستبشرت العوائل العائدة إلى مناطقها القريبة من أطراف الساتر بموجة عمرانية قادمة.
وأعلنت بلدية سامراء عن نيتها تحويل المواقع المفككة إلى مساحات خضراء ومنشآت خدمية.
About Post Author
Admin
See author's posts