العراق يبني حصناً خرسانياً عملاقاً على حدود سوريا
klyoum.com
أخر اخبار العراق:
بكمين محكم.. الاطاحة بتاجر للمخدرات في الأنبار21 نونبر، 2025
بغداد/المسلة: في خطوة تبدو كاستجابة حاسمة للتهديدات الأمنية المتزايدة، يواصل العراق تعزيز تحصيناته على الحدود المشتركة مع سوريا، التي تمتد لمسافة 618 كيلومتراً، من خلال منظومة متكاملة تجمع بين الهندسة العسكرية والتكنولوجيا المتطورة.
و أنجزت قوات حرس الحدود ما يقارب 400 كيلومتر من الجدار الخرساني المسلح، المعروف بـ"الصبات الكونكريتية"، فيما تستمر الأعمال في مناطق حساسة مثل طريفاوي شمال القائم، لسد أي ثغرات محتملة أمام التسلل أو التهريب.
و شهدت الحدود العراقية السورية، على مدى السنوات الماضية، عمليات تسلل متكررة لعناصر تنظيم "داعش" النائمة، مستغلة الفوضى في المناطق الصحراوية الشاسعة.
و ساهمت بقايا التنظيم في تهريب الأسلحة والأفراد، مما أدى إلى هجمات متفرقة داخل العراق، رغم انخفاض نشاطه بعد هزيمته الإقليمية عام 2019.
كما أن الاضطرابات في سوريا، خاصة بعد سقوط نظام الأسد نهاية 2024، أثارت مخاوف من إعادة تجمع خلايا "داعش" ومحاولات تسلل جديدة عبر الشريط الحدودي.
وهذه التحصينات، التي وصفت بأنها الأكثر تقدماً منذ عام 2003، تشمل شق خندق هائل بعمق وعرض ثلاثة أمتار على طول الحدود بالكامل، إلى جانب ساتر ترابي مرتفع بنفس الارتفاع، مما يشكل حاجزاً مزدوجاً يصعب اختراقه.
على صعيد آخر، شكل تهريب المخدرات، خاصة حبوب الكبتاغون، تحدياً هائلاً، حيث كانت نحو 90% من المخدرات الداخلة إلى العراق مصدرها سوريا قبل التحصينات الجديدة.
وكانت شبكات تسيطر على طرق التهريب، مما يولد إيرادات تصل إلى ملايين الدولارات يومياً في بعض الفترات.
غير أن التحصينات الحدودية والتنسيق الأمني مع دمشق الجديدة أديا إلى توقف شبه كامل لعمليات التهريب والتسلل بنهاية 2025.
ويبدو أن بغداد تسعى لإنهاء أي مخاطر نابعة من الاضطرابات الإقليمية، خاصة مع استمرار نشاط خلايا تنظيم "داعش" النائمة، من خلال نصب 618 برج مراقبة مجهز بكاميرات حرارية تغطي نحو 99% من الشريط الحدودي، وتعزيز الدوريات بعشر طائرات مسيرة ثابتة الجناح قادرة على رصد أي حركة مشبوهة على مدار الساعة.
على صعيد آخر، تؤكد الإجراءات الاحترازية، التي تشمل أسلاكاً شائكة ونقاط تفتيش إضافية، تحول الحدود إلى خط دفاعي منيع، يهدف إلى القضاء التام على عمليات التهريب، بما في ذلك المخدرات التي انخفضت بنسبة كبيرة في السنوات الأخيرة. ومع اكتمال المشروع المتوقع بحلول منتصف 2025، يبرز هذا الجدار كرمز لسيادة عراقية متجددة في مواجهة التحديات عبر الحدود.
About Post Author
moh moh
See author's posts