متظاهرو البصرة في الشارع: لا نطلب المستحيل بل الماء والكهرباء والكرامة
klyoum.com
أخر اخبار العراق:
تحركات نيابية لإقالة رئيس البرلمان محمود المشهداني!14 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: ما إن بزغ صباح اليوم على قضاء الهارثة شمالي البصرة، حتى علت الأصوات وتكدست الأجساد في مشهد احتجاجي مألوف لكنه مختلف هذه المرة في توقيته ونبرته، إذ خرج العشرات من الأهالي محتشدين لا ليطالبوا بامتيازات، بل ليصرخوا في وجه الغياب المزمن للدولة.
الهارثة، ذلك القضاء المتروك على هامش التنمية منذ سنوات، لم يعد يحتمل وعودًا مؤجلة، ولا مسؤوليّن يجيدون فن الإنكار.
وما قاله ممثل التظاهرة، عباس التركي، لم يكن إلا مرآة لواقع يتكرر في أطراف العراق: لا بنى تحتية، لا مركز صحي متكامل، ولا حتى مشاريع خدمية تلامس حاجة السكان اليومية. ومع ذلك، فالمؤسسات قائمة من دون أثر، والمسؤولون يمارسون السلطة بظلّ إداري باهت، عنوانه الأكبر هو "التجاهل المتعمد"، كما وصفه بعض المغردين على منصة X.
وعلى الرغم من أن التظاهرات باتت حدثًا متكررًا في الخارطة السياسية العراقية، فإن مشهد الهارثة اليوم يعيد التذكير بأن السياسة ليست مؤتمرات فحسب، بل إدارة يومية لحياة الناس. فالمطلب الشعبي بإقالة القائممقام ليس نزوة احتجاجية، بل خلاصة إحباط متراكم من مسؤول يُتهم بالعجز عن تحريك الملفات الخدمية، أو على الأقل خلق مسار إصلاحي رمزي يعيد شيئًا من الثقة الشعبية.
وتدل مؤشرات الحراك أن الأمر لا يتعلق بفعل احتجاجي منعزل، بل بنذر تصدع في العلاقة بين المواطن والسلطة المحلية، وربما أيضًا المركزية.
فحين يفقد الناس إيمانهم بالنافذة الإدارية الأقرب إليهم، فإن الطريق إلى القطيعة مع مؤسسات الدولة يصبح أقصر، والبدائل اللاشرعية تصبح أكثر جاذبية.
وفي زاوية من المشهد، توالت التدوينات المتضامنة، كـما كتب الناشط فراس الحلفي: "ما يحدث في الهارثة ليس احتجاجًا عاديًا، بل محكمة ميدانية لمفهوم الدولة". فيما قالت الصحفية زهراء العكيلي: "تخسر الحكومة كلما أجبرت مواطنيها على الخروج للشارع كي يُسمع صوتهم.. أليس من المفترض أن تسمعهم دون ضجيج؟".
وهكذا تمضي البصرة، بوجهها المنهك وحقولها الغنية، في ازدواج غريب بين الثروة والإهمال. وما الهارثة إلا مثال مكثف لصراع يومي في مناطق الأطراف، حيث تكون التنمية ترفًا، والخدمات حلمًا مؤجلًا، والمسؤول "حاضرًا" بغيابه الإداري الموجع.
About Post Author
Admin
See author's posts