في عيد ميلادها الـ 90: كيف تحدّت فيروز السلطة في بغداد ودفعت ثمن "الزعل السياسي"؟
klyoum.com
أخر اخبار العراق:
الصحة تعلق على قرار اغلاق مدرستين في الانبار: إجراءات عشوائيةفي 21 تشرين الثاني من كلّ عام، يستيقظ العالم العربي والعالم ليهنئوا سفيرة النجوم "فيروز" بعيد ميلادها. هي الّتي توقظهم كلّ يومٍ بصوتها العذب الّذي بات مرادفًا للصباح والأمل والزمن الجميل.
تقول السيرة الاكثر شيوعًا أنّ السيدة "فيروز" وُلِدت في 21 تشرين الثاني 1935، إلّا أنّ الاوراق الثبوتية تقول أنّ نهاد وديع حداد أي "فيروز" وُلدت في 20 تشرين الثاني 1935.
window.googletag = window.googletag || {cmd: []}; googletag.cmd.push(function() { googletag.defineSlot(/18294456/AlSumaria_300x250_InsideArticle, [300, 250], div-gpt-ad-1755514370107-0).setTargeting(Alsumaria_Category, [newsdetails-Fann wa sakafa]).addService(googletag.pubads()); googletag.pubads().enableSingleRequest(); googletag.enableServices(); }); googletag.cmd.push(function() {googletag.display(div-gpt-ad-1755514370107-0); });
لكن في الحقيقة لا يهمّ التاريخ بقدر ما يهمّ الاحتفاء بأسطورة لم تغنِّ يومًا للسلطة، بل ظلت صوتًا للكرامة والحنين!
ما يُميز السيدة فيروز أنّها لم تُحبّ فقط بلدها لبنان بل العالم العربي أجمع، إذ تجاوزت علاقتها بالعالم العربي حدود الفن، لتصبح رمزًا مشتركًا للعروبة، وضميرًا وطنيًا موحدًا، وصوتَ الأمل الذي يفتتح صباح كل عاصمة، من بيروت إلى بغداد.
ما زال صوت فيروز، سيّدة الصباح بلا منازع في العراق، يتردد في كل زاوية من زوايا بغداد، راسمًا على الشرفات القديمة، وفي ذاكرة الأجيال، أثر أغنيتها الأيقونية "بغدادُ والشُّعراءُ والصُّوَرُ ". هذه الأغنية الّتي تحولت إلى نشيد وطني غير رسمي، يعكس وفاء العراقيين لرمز فنّي غنى لعاصمتهم بكل بهاء وعنفوان.
التحية الأولى: "دار السلام" في زمن العهد الملكي
لم تبدأ علاقة فيروز ببغداد في قاعة الخلد، بل قبل ذلك باثنين وعشرين عامًا. في عام 1954، وفي ذروة بداياتها اللّامعة، غنّت فيروز للعاصمة العراقية تحية من لبنان، تزامنًا مع زيارة الملك فيصل الثاني إلى بيروت. وقد كانت الأغنية، التي حملت عنوان "دار السلام" من كلمات وألحان الأخوين رحباني، هدية من الرئيس اللبناني كميل شمعون تعبيرًا عن تقديره للعراق.
تميزت هذه الأغنية بمطلعها:
" دارُ السلامِ على الأنسامِ ألحانُ / يزفُّهُ من ربوعِ الأرزِ لبنانُ"
وما ميّز الاغنية في وقتها، هو عدم ذكرها لاسم أيّ ملك أو حاكم، التزامًا بسياسة الأخوين رحباني الثابتة بالابتعاد عن تمجيد الزعماء. ورغم تسجيل الأغنية على أسطوانة، وإعادة تسجيلها في القاهرة عام 1955 (كأول عمل تسجله فيروز في العاصمة المصرية)، إلّا أنّها لم تُؤدَّ في حفل مباشر قط. وقد عدّل الأخوان مطلعها لاحقًا ليصبح تحية خالصة لبغداد: "يزفُّها طائرٌ والصبحُ فتّانُ"، وأصبحت موسيقاها تُستخدم كمقدمة لبرامج في إذاعة بغداد.
الزيارة الوحيدة: صوت يتحدى السلطة في قاعة الخلد
كانت زيارة فيروز الوحيدة إلى بغداد في شباط 1976 حدثًا تاريخيًا، حيث اعتاد العراقيون على صوتها يفتتح نهاراتهم في الإذاعة منذ عام 1969 بأمر من الرئيس أحمد حسن البكر، الذي جعلها تلي النشيد الوطني وتلاوة القرآن الكريم.
وصلت فيروز إلى مطار بغداد، مرتدية معطف الفرو، لتلتقي بجمهور متعطش. وأظهرت فيروز موقفها الثابت والمهيب من التوظيف السياسي عندما واجهت طلبًا رسميًا بالإشارة إلى اسمي الرئيس أحمد حسن البكر ونائبه صدام حسين في أغنيتها. فرفض الأخوان رحباني الطلب رفضًا قاطعًا، قائلين إنّهما مستعدان لإلغاء الحفل والعودة إلى بيروت. وبعد مفاوضات مضنية، توصلوا إلى حل وسط وهو وضع صورة للرئيس في أقصى يسار المسرح، لكن دون تسليط الإنارة عليها. لكنّ فيروز وقفت بشجاعة وقالت:" أنا أغني للشعب العراقي، لا للرئيس ولا لنائبه"، وبهذا نجت من الفخ السياسي.
تفاصيل الرحلة والوداع الأخير
• الأناقة العراقية: أعجبت فيروز بالعباءة العراقية واشترت واحدة ارتدتها في زيارتها لكربلاء، كما أعجبت بجودة البطانيات والحلويات التقليدية.
• الفرقة المرافقة: سافرت فيروز مع فرقة ضخمة مؤلفة من 85 فردًا، منهم الأخوين رحباني، ونصري شمس الدين، وزياد الرحباني، وهدى حدّاد.
• الحفلات: أحيت فيروز ثلاث حفلات متتالية، افتتحت جميعها بـ "بغداد والشعراء والصور"، واختتمتها بأغنية الوداع المؤثرة
"زوروني كل سنة مرة".
• الفعاليات: كان لفيروز جولة على المراقد المقدسة في النجف، فزارت المراقد الدينية، وكانت ترتدي وشاحًا. وبحسب ما روى ابنها الراحل الفنان زياد الرحباني، أنّ والدته قد شعرت بحالة روحية عالية، فبقيت في الداخل أكثر من الوقت المتوقع بكثير.
• الوداع المرير: للأسف، لم تتكرر الزيارة. بعد أيام من مغادرتها وغنائها في دمشق، شن الإعلام العراقي حملة قاسية عليها واتهمتها مجلة "ألف باء" الرسمية بـ "الخيانة السياسية" بسبب الانقسام العربي، وهو ما أنهى دفء اللقاء وأبقى على "الزعل السياسي" بين الفنانة التي غنت بصدق والمدينة التي أحبتها.
رغم مرور الأعوام وتقلب الأنظمة، يبقى صوت فيروز سرمديًّا صامدًا. هذا الصوت الذي وصل إلى بغداد كـ "صوت المحبة"، رمزًا للعروبة التي تحلم، وصدى لأمة ما زالت تردد اسم بغداد تاليًا له: "والشعراء والصّور"!
فهل هناك شك في أنّ صوت فيروز هو الوجدان الأكثر صدقًا وحنينًا للعراقيين؟
window.googletag = window.googletag || {cmd: []}; googletag.cmd.push(function() { googletag.defineSlot(/18294456/alsumaria_300x250(3), [300, 250], div-gpt-ad-1754470501163-0).setTargeting(Alsumaria_Category, [newsdetails-Fann wa sakafa]).addService(googletag.pubads()); googletag.pubads().enableSingleRequest(); googletag.enableServices(); }); googletag.cmd.push(function() { googletag.display(div-gpt-ad-1754470501163-0); });