اخبار العراق

المسلة

سياسة

انطلاق الحملة الانتخابية: صراع الملصقات والسيطرة البصرية على الشارع

انطلاق الحملة الانتخابية: صراع الملصقات والسيطرة البصرية على الشارع

klyoum.com

3 أكتوبر، 2025

بغداد/المسلة: شهدت الشوارع العراقية انتشاراً واسعاً للملصقات وصور المرشحين إيذاناً بانطلاق الحملة الانتخابية للانتخابات النيابية، وأعطى هذا المشهد الانطباع الأول عن حدة المنافسة واستعداد الأطراف السياسية للاستثمار في الواجهة البصرية لجذب الناخبين، وبرزت أهمية المواقع الحيوية في بغداد وباقي المحافظات كمساحات استراتيجية للظهور الإعلامي والحضور الجماهيري، وأدى التنافس على هذه المواقع إلى مشهد مزدحم يعكس الطبيعة التنافسية الشديدة للساحة السياسية العراقية.

وحجز المرشحون مواقعهم بشكل سريع، وبدأت معارك الملصقات والصور تعكس صراعاً غير معلن بين القوى التقليدية والتيارات الجديدة، وتركزت الرسائل الانتخابية حول شعارات عامة مثل محاربة الفساد والإصلاح، دون أن تتضح البرامج العملية أو الخطط التفصيلية لكل مرشح.

وأدى هذا إلى خلق نوع من الضبابية حول جدية الطروحات السياسية، مما يعكس نمطاً متكرراً في المشهد الانتخابي المحلي حيث الأسماء الكبيرة تحافظ على تفوقها بصرف النظر عن المحتوى البرامجى.

وواجهت الحملة تحديات تنظيمية وبيئية أبرزها الانقطاع الجزئي للكهرباء في بعض المناطق، وقدم هذا العامل دليلاً على هشاشة البنية التحتية وتأثيرها على سير العمليات الانتخابية.

وتركز الانقسام الحاد بين آلاف المرشحين على احتمالية صعوبة بروز تيارات سياسية جديدة، وأدى هذا الانقسام إلى تعزيز مكانة الوجوه التقليدية المدعومة من أحزاب السلطة، مما يطرح تساؤلات حول القدرة على تحقيق تغييرات جذرية في الخريطة السياسية بعد الانتخابات.

واستثمرت القوى السياسية فترة الحملة الدعائية لتعزيز حضورها الإعلامي، وركزت على حشد الدعم الشعبي عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع العامة.

وأظهرت هذه الاستراتيجية محاولة لتجاوز ضعف الثقة بين الناخبين والبرامج السياسية، وطرح السؤال حول مدى فعالية الشعارات العامة في جذب شرائح واسعة من الجمهور، ومدى قدرتها على ترجمة الحضور الإعلامي إلى قاعدة انتخابية فعلية.

وتعكس الحملة الانتخابية في العراق مزيجاً من الحراك الرمزي والمنافسة التقليدية، فيما تركز القوى السياسية على التأثير البصري والإعلامي أكثر من تقديم حلول ملموسة.

وأدى المشهد إلى إعادة إنتاج أنساق من  السلطة القائمة مع إظهار رغبة محدودة في الابتكار السياسي، مما يجعل الانتخابات القادمة اختباراً حقيقياً لمستوى وعي الناخبين وقدرتهم على التمييز بين الخطاب الرمزي والبرنامج السياسي الفعلي.

About Post Author

Admin

See author's posts

*المصدر: المسلة | almasalah.com
اخبار العراق على مدار الساعة