ترند Trad Wife - الزوجة التقليدية: حنين للماضي أم فخّ لأرباح هائلة؟
klyoum.com
بفستان أنيق، شعرٍ مصفف بعناية، ومكياجٍ يملأ الملامح، تقف لتطهو لزوجها وأطفالها، ثمّ تكمل أعمال المنزل بكعبٍ عالٍ يضيف فوق التعب تعبًا. لستُ هنا بصدد الحديث عن الزوجة التي اختارت برغبتها أن تعتني بعائلتها بعيدًا عن سوق العمل، بل عن ترند "الزوجة التقليدية – Trad Wife".
ما أصل هذا الترند؟ كيف بدأ؟ وما غايته؟ هل هو فعلًا دعوة للعودة إلى "أيام زمان" أم أن وراءه ما هو أبعد مما يبدو؟ هذا ما سنكشفه في هذا الموضوع.
ترند "Trad Wife" يشير إلى حركة نسائية تتبنى أدوارًا تقليدية صارمة في الزواج، حيث تُكرّس الزوجة حياتها كربة منزل تحت سلطة زوجها. انطلقت هذه الموجة من جديد عبر منصات التواصل، خاصة تيك توك، داعيةً إلى التخلي عن الاستقلالية المالية والاجتماعية لصالح نموذج الخمسينيات. البعض يراها مهربًا من ضغوط العمل ومسؤوليات الحياة العصرية، بينما يصفها آخرون بأنها تكريس لعدم المساواة ودعم لأيديولوجيات رجعية.
window.googletag = window.googletag || {cmd: []}; googletag.cmd.push(function() { googletag.defineSlot(/18294456/AlSumaria_300x250_InsideArticle, [300, 250], div-gpt-ad-1755514370107-0).setTargeting(Alsumaria_Category, [newsdetails-Fann wa sakafa]).addService(googletag.pubads()); googletag.pubads().enableSingleRequest(); googletag.enableServices(); }); googletag.cmd.push(function() {googletag.display(div-gpt-ad-1755514370107-0); });
وانتشر الترند بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي في الغرب، من خلال صور ومقاطع فيديو تروّج لما يبدو أنه "نمط حياة مثاليّ" عبر مطابخ أنيقة بلمسات عتيقة، أطباق من الطعام المزروع في الحديقة، نساء يرتدين فساتين قطنيّة منمّقة، يُحضّرن وجبات الإفطار على ضوء الشموع. كل ذلك يصوَّر وكأنّه مشهد طبيعيّ من الحياة اليومية.
لكن ما لا يُقال أو ما يُخفى عن المتابع، هو أن هذا النمط من الحياة ليس عفويًا كما يبدو، بل هو في كثير من الأحيان مشروع عمل متكامل.
جمالية للحساب، لا للحياة!
الحياة المثالية التي تراها عبر الشاشة نادرًا ما تكون إنعكاسًا للواقع. فتنسيق كلّ تفصيل في المطبخ وارتداء ملابس منسجمة مع ألوان الأطباق، وتحضير طعام من الحديقة إلى المائدة يتطلّب الكثير من الوقت والجهد والمال. هذه ليست رفاهية متاحة للجميع، بل كثيرًا ما تكون مدعومة بإمكانيات ماديّة كبيرة أو مساعدات خارجية أو حتى شركاء تجاريين خلف الكواليس.
الأهمّ من ذلك، هذه المشاهد مصممة خصيصًا لتتناسب مع خوارزميات السوشال ميديا وتجذب المتابعين، وليست انعكاسًا حقيقيًا للحياة اليومية. بالإضافة إلى ذلك، تحقق كثير من هؤلاء النساء أرباحًا هائلة من هذه الفيديوهات على منصات مثل تيك توك وإنستغرام، حيث تصل بعض العائدات إلى مبالغ خيالية شهريًا.
غاية ترند "الزوجة التقليدية" وما وراءه!
هذا الترند ليس مجرّد محتوى بريء. إنّه يؤثر على النساء اللواتي يشاهدنه بثلاث طرق على الأقلّ:
أولاً، الجانب الاقتصادي:
معظم العائلات في عام 2025 لا تستطيع العيش على دخل واحد فقط. التضخّم، السكن، رعاية الأطفال… الأرقام لا تُطابق الواقع. لذلك عندما تبيع "الزوجات التقليديّات" حلم "الرجل الواحد الموفّر"، فهو يبدو كفشل عندما لا تستطيع تحمّله.
ثانيًا: فخ المقارنة:
أحيانًا نقع في فخّ مقارنة أنفسنا بالآخرين بدون أن نشعر. ونبدأ بالتفكير:
"طبخي لا يبدو مثاليًا مثلهم."
"منزلي ليس بهذه الجمال."
"لا أبدو بهذا الشكل في الفساتين."
لكن الحقيقة أن هذه المقارنات تسرق منا متعة الحياة اليوميّة، وتحوّلها إلى منافسة مستمرّة لا يمكننا الفوز بها.
ثالثاً، الشعور بالذنب:
إذا لم تعيشي بهذه الطريقة، فأنتِ تفعلين الأمر بشكل خاطئ. إذ يُقال لكِ إنه يجب عليكِ العودة إلى التقاليد، وإن لم تفعلي فأنتِ بلا أنوثة. وهكذا يتحوّل ترند الـ Trad Wife إلى مصدر ضغط نفسي على بعض النساء
جدل واسع حول ترند "الزوجة التقليدية"
ويشهد الترند حول "الزوجات التقليديات" جدلاً واسعًا، إذ يرى بعض الناس فيه مجرد خيار شخصي للنساء اللواتي يرغبن في تكريس وقتهن للأسرة والمنزل، بينما يحذر آخرون من أن هذه الفكرة قد تتقاطع مع توجهات يمينية متشدّدة وتهدّد الحقوق التي ناضلت النساء من أجل تحقيقها.
إستيه ويليامز، إحدى المؤثّرات المعروفات بـ"الزوجات التقليديات"، أوضحت في أحد مقاطعها المصوّرة أن المصطلح يشير إلى "سيدة تختار أن تعيش حياة تقليدية، حيث تتوزّع الأدوار الجندرية بشكل صارم: يخرج الرجل إلى العمل لإعالة الأسرة، بينما تبقى المرأة في المنزل لتتولى مهام ربة البيت، وتعتني بالأطفال والأسرة".
وأضافت ويليامز: "نحن نؤمن أن المرأة يجب أن تخدم زوجها وأسرتها، لكن هذا لا يعني أنها أقل شأنًا من الرجل، بل أن دورنا مختلف فقط، وليس أقل أهمية". وتؤكد أن هذه الرؤية قد تثير غضب البعض، الذين يفسرونها على أنها تقلل من مكانة المرأة، بينما تعتبرها النساء التقليديات اختيارًا واعيًا وحقيقيًا لدورهن في الأسرة.
window.googletag = window.googletag || {cmd: []}; googletag.cmd.push(function() { googletag.defineSlot(/18294456/alsumaria_300x250(3), [300, 250], div-gpt-ad-1754470501163-0).setTargeting(Alsumaria_Category, [newsdetails-Fann wa sakafa]).addService(googletag.pubads()); googletag.pubads().enableSingleRequest(); googletag.enableServices(); }); googletag.cmd.push(function() { googletag.display(div-gpt-ad-1754470501163-0); });