محللون: القمة العربية ببغداد ستفتح آفاقاً جديدة وشراكة موثوقة للاستقرار العربي والإقليمي
klyoum.com
أخر اخبار العراق:
الهند: العملية سيندور لم تستهدف أي منشآت عسكرية باكستانيةبغداد – واع - نصار الحاج
تحرير خضير الزوبعي ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام بغداد تستضيف أشقائها في أبرز محطة للتلاقي العربي خلال 2025، إنها القمة العربية، فبغداد التي استضافت هذه القمة في 2012، قد عظمت اليوم مكانتها، وارتدت ثوباً أكثر جمالاً وبهاء لتستقبل زائريها بودها وكرمها المعهودين، فهي تسعى لتعزيز العمل العربي المشترك وتوحيد جهوده في مواجهة تحديات قد تكون الأخطر من نوعها في منطقتنا العربية.
تعزيز صورة العراق
في هذا الصدد، قال مستشار رئيس الوزراء للعلاقات الخارجية فرهاد علاء الدين لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "انعقاد القمة العربية في بغداد يمثل محطة مفصلية في استعادة العراق لدوره الإقليمي والعربي، ويعكس بوضوح ثقة الدول العربية بقدرته على توفير بيئة آمنة ومستقرة للحوار والتوافق".
وأضاف أن "القمة تُعزز من حضور العراق في صياغة السياسات والقرارات داخل جامعة الدول العربية، كما أنها تفتح أمامه آفاقاً أوسع للتأثير في الملفات الإقليمية، بما فيها الأمن، والاقتصاد، والطاقة، كما يُنظر إلى استضافة القمة كدليل ملموس على تحسن الوضع الأمني والسياسي في البلاد"، لافتاً الى أن "نجاح العراق في تنظيم هذه القمة سيعزز صورته أمام المجتمع الدولي، يؤهله ليكون شريكاً موثوقاً في الاستقرار الإقليمي، كما أن تثبيت الأمن والاستقرار يعد العامل الجوهري لأي تطور اقتصادي واستثماري، ويمنح العراق فرصة لفتح أبواب التنمية المستدامة وجذب الاستثمارات".
وتابع أن "القمة العربية في بغداد ليست مجرد حدث بروتوكولي، بل هي محطة استراتيجية لإعادة بناء الدور، وتكريس الاستقرار، وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التنمية والتأثير".
قمة بغداد محطة لتقييم الأمن العربي
جميع المعطيات التي شاهدناها على مدى السنوات الماضية، خصوصاً التطورات التي رسمت مسار الصراع العربي – الصهيوني مؤخراً، تؤكد أن مستوى الصراع وحجمه يتصاعدان في منطقة الشرق الأوسط، سواء من جانب القوى الدولية مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا، أو من جانب القوى الإقليمية وخاصة إيران وتركيا والكيان الصهيوني، وهذا بمجملة يؤشر أن المنطقة برمتها أمام مرحلة جديدة تحدد التحالفات الدولية شيئاً من ملامحها، وهنا لا بد للعرب أن تكون لهم كلمتهم في تحديد ذلك المصير بما يحفظ وجودهم وديمومة مصالحهم.
وعن أهمية بلورة دور عربي فاعل ورسم ملامحه في بغداد قال المستشار السياسي لرئيس الوزراء حسين علاوي لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "الحكومة العراقية عملت على وضع الترتيبات اللازمة لحضور الملوك والأمراء وجميع قادة الدول العربية ورؤسائها الى قمة بغداد، فالعراق يسعى الى أن يكون دولة مبادرات، وليس منظماً لانعقاد القمم، وقد تحدث رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن هذا الدور في منتدى السليمانية التاسع، وأكد أن العراق وبالتعاون مع قادة وزعماء وملوك الدول العربية يحاول جاهداً رسم مسار للسياسة العربية تجاه القضايا المركزية والتحديات والأزمات التي تواجه الدول العربية، وإيجاد حلول لها، فضلاً عن وضع آليات حديثة لتطوير العلاقات العربية - العربية وتعزيز الحوار العربي - الدولي وصناعة الشراكات الدولية وتطوير التجارة وخطوط النقل والربط الكهربائي والطاقة والمؤشرات الإنمائية للدول العربية، والعمل على رعاية الشباب والمرأة في العالم العربي" .
مناقشة القضايا الاستراتيجية
ويضيف علاوي أن "استضافة العراق لأعمال القمة العربية في عام 2012، وتكرار هذا الحدث في بغداد عام 2025 في ظل الديمقراطية التي تعيشها البلاد يوفر منصة لمناقشة القضايا الاستراتيجية لدول المنطقة العربية، وخصوصاً في ملفات التعاون ومواجهة الحروب والأزمات والكوارث والتهديدات، وهذا ما يجعل الدبلوماسية العراقية المنتجة للحوار، منتجة للحوار الإقليمي وتعمل على وضع الدول والشعوب العربية في أولوية العمل العربي المشترك من أجل منطقة عربية مستقرة تحقق التنمية وتحافظ على الاستقرار الإقليمي".
وأشار الى أن "هذه القمة ستنقل بغداد من مرحلة الدور الطبيعي إلى الدور الريادي والمبادر في ضوء تبني العراق الدبلوماسية المنتجة وفي ضوء نهج العراق نحو الدول العربية، حيث نجد أن هنالك عملاً على وضع أمال الشعوب العربية نحو التطبيق عبر التعاون العربي - العربي المشترك" .
بغداد تستعيد دورها الريادي
رئيس كتلة تيار الفراتين في مجلس النواب، النائب رقية رحيم النوري أكدت لوكالة الأنباء العراقية (واع) أن "احتضان بغداد للقمة العربية يؤكد دورها الريادي في المنطقة، حيث يمثل هذا الحدث نقلة نوعية في الحضور الإقليمي ويُعد تتويجًا لمسار سياسي ودبلوماسي ناجح تبنّته الحكومة العراقية برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني".
وذكرت أن "القمة تعد بمثابة عودة حقيقية لبغداد إلى قلب العمل العربي المشترك، بما يعزز موقع العراق كمساهم رئيسي في صياغة المواقف الجماعية تجاه قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وملفات سوريا وليبيا والسودان، إضافة إلى مواجهة التحديات الأمنية العابرة للحدود".
وأشارت الى أن "انعقاد القمة العربية يمثل فرصة نوعية لعرض ما تحقق من إنجازات على صعيد الأمن والاستقرار والبنى التحتية والتنمية، وهي رسالة واضحة بأن العراق لم يعد دولة ترزح تحت وطأة الصراعات، بل دولة تستعيد ريادتها، وتقدم نفسها كنموذج للتوازن السياسي والمبادرة الإقليمية، فالعراق لا يعود للمشهد العربي فقط، بل يعود بثقة، ورؤية، ومسؤولية".
منبرٌ للسلام والاستقرار
أما عضو لجنة العلاقات الخارجية النائب حيدر محمد، فيذكر لوكالة الأنباء العراقية (واع) أن "العراق صاحب الحضارة الموغلة في القدم والذي حكم العالم على مدار قرون، وكان منبراً للثقافة والفنون والعلوم يسترجع دوره الريادي مجدداً ليكون منبراً للسلام والاستقرار في المنطقة".
وأوضح أن "السياسات الرعناء للنظام السابق أبعدت العراق عن محيطه العربي، لكنه الآن بدء يعود الى قلب العمل العربي المشترك، والمساهمة في حل قضايا المنطقة، وخصوصاً القضية الفلسطينية، وموقف العراق ثابت تجاهها".
وعن استضافة بغداد لأعمال القمة العربية لفت الى أن "الحدث يمثل فرصة للأشقاء العرب للاطلاع على مستوى التقدم الحاصل في البلاد وحالة الاستقرار الأمني، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على سياسة العراق الخارجية وعلاقاته الدولية".
حدث تاريخي
المحلل السياسي سعدون الساعدي في معرض حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع) عن أهمية انعقاد القمة العربية في بغداد قال: إن "استضافة بغداد للقمة العربية حدث تاريخي مهم، يمثل عودة بغداد للعب أدوار حيوية وفاعلة في المنطقة، فمنذ تأسيس الجامعة العربية وإلى يومنا هذا، كانت بغداد حاضرة في كل القضايا العربية، وخاصة ما يتعلق بقضية فلسطين والحروب التي خاضها العرب مع الكيان الصهيوني، بغداد كانت تمثل مع القاهرة ودمشق العواصم الثلاثة المهمة والرئيسية في منظمة الجامعة العربية".
وأضاف أن "العراق عانى من مقاطعة عربية في تسعينيات القرن الماضي على خلفية غزو النظام السابق للجارة الكويت، استمرت تلك المقاطعة حتى اسقاط النظام الدكتاتوري في 2003، وخلال تلك الفترة كانت بغداد تعيش عزلة دبلوماسية عربية وإقليمية ودولية، ولم تحظ حينها بفرصة عقد مؤتمر إقليمي أو دولي، لكنها اليوم تعود من أوسع أبواب التاريخ، بعد أن أصبحت مركزاً دبلوماسياً مهماً استضاف الكثير من المؤتمرات الإقليمية والدولية".
الدبلوماسية المتوازنة
وتابع أن "الدبلوماسية العراقية حققت كثيراً من المنجزات خلال الفترة القريبة الماضية، حيث كان لها دور محوري في تقارب وجهات النظر بين إيران والمملكة العربية السعودية، وبين تركيا وقطر، وبين مصر وتركيا، العراق كان ولا يزال يمتلك تاريخًا مشرفاً وعريقاً في العلاقات الدبلوماسية المتوازنة، ليس فقط على صعيد الجامعة العربية، وإنما في المنطقة والإقليم أيضاً، فهو من حيث مكانته السياسية يتوسط بين العالم الحديث والقديم، ومن حيث موقعه الجغرافي هو يربط الشرق والغرب وبالتالي دائماً ما تكون بغداد حاضرة في كل القضايا التاريخية والعسكرية والاقتصادية، بغداد اليوم استعادت مكانتها التاريخية، وانعقاد القمة العربية فيها يمثل بداية مرحلة دبلوماسية مهمة في تاريخ المنطقة وفي تاريخ الشرق الأوسط وفي تاريخ العراق المعاصر".