صراع الانتخابات يمزق الإطار و يواجه مصيره قبل نوفمبر
klyoum.com
15 شتنبر، 2025
بغداد/المسلة يتجه الإطار التنسيقي الشيعي في العراق نحو مرحلة من الانقسامات الداخلية الحادة، مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقررة في نوفمبر 2025، حيث يفقد هذا التحالف، الذي شكل عماد الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني، تماسكه التاريخي.
ويعكس هذا التطور تراكمات من التنافس على السلطة والمؤسسة، إضافة إلى ضغوط خارجية من المرجعيات الإقليمية، مما يحول الإطار من كيان موحد إلى مجالس مصغرة تقودها نخب الصف الأول، بعيداً عن الاجتماعات الشكلية السابقة.
ويبرز هذا الانفراط كعلامة على نهاية عصر التوافق المؤقت الذي سمح بتشكيل حكومة السوداني في 2022، ويفتح الباب أمام صراعات داخلية قد تعيد رسم خريطة التحالفات الشيعية.
الخلافات الانتخابية: تنافس داخلي يهدد الوحدة
وتتحول الانتخابات العامة إلى ساحة رئيسية للصراع داخل الإطار، حيث يسعى معظم أطرافه الرئيسية إلى خوضها بشكل شبه منفرد، معزولاً عن الشركاء التقليديين مثل ائتلاف "دولة القانون" بقيادة نوري المالكي، و"عصائب أهل الحق" بزعامة قيس الخزعلي، و"منظمة بدر" برئاسة هادي العامري، بالإضافة إلى "تحالف الإعمار والبناء". يعزى هذا التمزق إلى حسابات براغماتية تتعلق بتوزيع النفوذ الانتخابي والحفاظ على قواعد الدعم الشعبي، مما يؤدي إلى توزع القوى على قوائم متعددة، كما حدث في الانتخابات السابقة.
و يشير هذا السلوك إلى تحول من استراتيجية التحالف الشامل إلى تكتيكات فردية، تهدف إلى تعظيم المكاسب النيابية قبل إعادة التفاوض على تشكيل الكتلة الأكبر، لكنها قد تؤدي إلى تفكك دائم إذا فشلت في التنسيق اللاحق.
قضية السوداني: محور الانقسامات السياسية
وتنقسم قوى الإطار إلى ثلاثة مجاميع رئيسية حول قضية تجديد الولاية الثانية لرئيس الوزراء محمد السوداني، مما يعمق الشقاق الداخلي ويبرز التنافس على قيادة المشهد الشيعي. يقود ائتلاف "دولة القانون" بزعامة نوري المالكي، الرئيس الوزراء الأسبق، المعارضة الرئيسية لهذا التجديد، معتبراً إياه تهديداً لتوازن القوى داخل التحالف، ويستغل نفوذه في المؤسسات لتعزيز موقفه.
في المقابل، يبرز هادي العامري رئيس "منظمة بدر"، وفالح الفياض رئيس "هيئة الحشد الشعبي"، كأقوى الداعمين لاستمرار السوداني، مدعين أن ذلك يضمن الاستقرار والإصلاحات الحكومية، معتمدين على علاقاتهم بالمؤسسة العسكرية والأمنية.
أما أمين عام "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، فهو يقف في "المنطقة الرمادية"، محافظاً على مرونة تسمح بالانتقال بين الخيارات، بينما يدعم رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي السوداني صراحة، معتبراً استمراره ضرورياً لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية.
و يعكس هذا التقسيم صراعاً على الشرعية السياسية، حيث يرى الداعمون في السوداني رمزاً للتوافق، بينما يراه المعارضون أداة لتركيز السلطة.
التداعيات الإقليمية والداخلية: مخاطر على الاستقرار
وتمتد تداعيات هذا الانفراط إلى أبعاد إقليمية وداخلية عميقة، حيث يهدد تفكك الإطار بإضعاف النفوذ الشيعي في تشكيل الحكومة المقبلة، مما يفتح المجال أمام تحالفات معارضة أو الكتل السنية والكردية.
و يعزز هذا التمزق من التدخلات الخارجية، حيث تسعى إيران إلى الحفاظ على نفوذها عبر دعم فصائل موالية، بينما ترى واشنطن في الانقسام فرصة لتعزيز الاستقرار الديمقراطي.
About Post Author
moh moh
See author's posts