اخبار العراق

المسلة

سياسة

حرب وجودية أم استسلام استراتيجي.. لحظة الاختبار أمام العراق

حرب وجودية أم استسلام استراتيجي.. لحظة الاختبار أمام العراق

klyoum.com

2 شتنبر، 2025

بغداد/المسلة: انفجرت لحظة التحذير من احتمالات الانزلاق الإقليمي حين بدا أن الضربة الإسرائيلية في صنعاء لم تكن مجرد عملية عسكرية عابرة، بل إعلاناً عن تبدل في قواعد الاشتباك، يهدد العراق والمنطقة بأسرها بانهيار التوازن القائم على هشاشة الردع وتبادل الرسائل.

وارتسمت ملامح المرحلة الجديدة مع اغتيال رئيس حكومة الحوثيين وعدد من وزرائه، لتتحول المعركة في اليمن إلى عنوان أكبر من ساحة محلية، إذ باتت مرتبطة عضوياً بحرب غزة وبالمعادلة التي تربط طهران وبيروت وبغداد وصنعاء على خيط واحد من المواجهة.

وارتفعت نبرة التهديدات اليمنية بالرد النوعي، ليعود مشهد "وحدة الساحات" إلى الواجهة، وسط تقديرات بأن التصعيد المقبل قد يتجاوز البحر الأحمر إلى الداخل الإسرائيلي، بما يربك الحسابات الأمريكية ويعقد أي مسار نحو تهدئة أو تسوية.

واندفعت المخاوف من أن تتوسع رقعة الصراع مع بقاء الجبهة اللبنانية على صفيح ساخن، وتنامي التوتر في الجنوب السوري، واشتداد التنافس على معادلات النفوذ بين إسرائيل وإيران، فيما تبقى القاهرة وعمّان وأنقرة في حسابات الحذر والترقب.

وتكرست قناعة لدى مراقبين بأن إسرائيل تتعامل مع محيطها باعتبارها قوة إمبريالية إقليمية، الأمر الذي يفاقم رفض شعوب المنطقة وحكوماتها لمعادلة الهيمنة، ويجعل كل استهداف أو اغتيال بمثابة استدعاء لجولات مواجهة لا يمكن ضبط توقيتها ولا مساراتها.

وتعمقت المخاطر بعد أن فقد محور المقاومة عدداً من قادته المؤثرين، مما خلق فراغاً قيادياً يصعب تعويضه سريعاً، لكنه في الوقت نفسه أعاد إنتاج خطاب "التضحية والإصرار" الذي يحرك قواعده الشعبية ويغذي سردية الصمود في وجه الاستنزاف الطويل.

وانتهى المشهد إلى معادلة خطيرة: إسرائيل تشعر بأنها تخوض حرباً وجودية، فيما خصومها يعتقدون أن أي تراجع يعني استسلاماً يفضي إلى تفتيت المنطقة.

وبين هذين الإدراكين تتسع مساحة الانفجار، ويظل العراق في موقع الحرج، مهدداً بأن يكون جزءاً من ساحة المواجهة المقبلة رغم ضعف قدرته على رسم خيارات مستقلة.

About Post Author

Admin

See author's posts

*المصدر: المسلة | almasalah.com
اخبار العراق على مدار الساعة