السوداني والمالكي: معركة النفوذ قبل الاقتراع القادم
klyoum.com
أخر اخبار العراق:
انخفاض اسعار النفط بالتزامن مع تفاقم مخاوف فائض المعروض25 شتنبر، 2025
بغداد/المسلة: ترصد التحولات السياسية العراقية المقبلة في ظل تزايد الضبابية حول إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها المقرر نوفمبر المقبل.
وتشير التحليلات إلى أن المشهد الانتخابي لا يزال متأثراً بالانقسامات الداخلية داخل المكونات الرئيسية، سواء الشيعية أو السنية أو الكردية، ما يجعل قراءة خارطة التحالفات المستقبلية معقدة وصعبة التنبؤ.
وتتكشف الخلافات داخل الإطار التنسيقي، المسيطر على الحكومة برئاسة محمد شياع السوداني، بين أطرافه المختلفة، وبينها الصراع الواضح بين نوري المالكي والسوداني، حيث تتنافس الرغبات الشخصية والمصالح الاستراتيجية في توجيه مسارات السلطة.
ويبرز في هذا السياق الحديث عن تحالف محتمل أطلق عليه اسم «الأقوياء»، يجمع الحزب الديمقراطي الكردستاني وائتلاف دولة القانون وتحالف العزم السني، كمسعى لإعادة توزيع القوى وقطع الطريق أمام ولاية ثانية للسوداني، بينما تبقى ولاءات القوى الكردية وحساباتها الانتخابية حاسمة في قبول أي تحالف مستقبلي.
وتتضح أهمية الدور السني من خلال تحركات مثنى السامرائي الذي يسعى إلى تعزيز موقعه في المكون السني وتثبيت نفسه ممثلاً رئيسياً، مستغلاً الانقسامات بين خصومه السنيين، ويعكس ذلك الاستراتيجية التقليدية التي تعتمد على الضغط والتحالفات الانتقالية لتحقيق مكاسب نسبية قبل الانتخابات، دون الالتزام بتفاهمات طويلة الأمد.
وتبرز الحسابات الاقتصادية والمالية كأداة استراتيجية للتفاوض، حيث يحاول السوداني استخدام ملفات رواتب موظفي الإقليم والنفط والطاقة لإقناع الحزب الديمقراطي الكردستاني بدعم تحالفه، ما يعكس دور الاقتصاد السياسي في تشكيل التحالفات، ويعكس أيضاً الثوابت الاستراتيجية للكرد في الحفاظ على حقوق الإقليم وصلاحياته الدستورية، ما يشكل معياراً للجدية والمصداقية في أي اتفاق.
وتظهر صعوبة التكهن بمستقبل التحالفات بسبب عوامل متعددة، أبرزها عدم نضوج المفاوضات الداخلية، وتقلب المواقف الشخصية، إضافة إلى تراكم تجارب سابقة من اتفاقات لم تُنفذ، ما يعكس ضعف الثقة بين الأطراف العراقية، ويضعف قدرة أي تحالف محتمل على الاستمرار بعد الانتخابات دون ضمانات تنفيذية واضحة.
وتستشرف المعطيات الحالية أن الدورة البرلمانية المقبلة ستشهد نمطاً مألوفاً من التحالفات، تبدأ داخلياً ضمن المكون الشيعي، ثم تمتد إلى الأحزاب السنية والكردية، مع التركيز على التحكم بالموارد المالية والنفطية، وتكرار سيناريو إدارة الدولة، ما يبرز تحديات الاستقرار السياسي والتوازنات الطائفية والإقليمية في العراق.
About Post Author
moh moh
See author's posts