حلفاء إيران ينتصرون في انتخابات العراق ماذا ينتظرهم؟
klyoum.com
أخر اخبار العراق:
داو يخسر 386 نقطة و ناسداك يهبط بأكثر من 2 مع إغلاق تعاملات اليوميدركون أن ثنائية السلاح والدولة لا يجتمعان ويسعون إلى توصيل رسائل إيجابية للمجتمع الدولي
أظهرت النتائج التي أعلنت عنها مفوضية الانتخابات العراقية الأربعاء تقدماً واضحاً للأحزاب الشيعية الحليفة لإيران مقارنة بعدد المقاعد التي حصلت عليها في انتخابات 2021 مما جعلهم أمام تحدي قبولهم من قبل الولايات المتحدة الأميركية كمعادلة مهمة في الساحة السياسية العراقية، لا سيما أن النتائج الأولية تؤهلهم لاختيار رئيس الوزراء المقبل إذا ما أحرزوا التوافق مع الفائز الأكبر وهو رئيس الوزراء الحالي زعيم ائتلاف الإعمار والتنمية محمد شياع السوداني.
ولعل الضغوط الدولية التي تتعرض لها قادة الفصائل بضرورة التخلي عن سلاحها هو أهم التحديات، لا سيما أن الولايات المتحدة لن تسمح بنفوذ قوي لتلك الفصائل في الحكومة المقبلة كجزء من حملة الضغط التي تشنها واشنطن ضد إيران وحلفائها بالمنطقة.
ومع تصريحات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني التي ربط فيها بين نزع سلاح الفصائل المسلحة في البلاد بانسحاب كامل لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وجاءت قبل أيام من الانتخابات البرلمانية، يبدو أن مسألة السلاح هي أبرز العقد التي ينتظر حلها حتى يسهل انصهار الفصائل في الحياة السياسية بصورة كاملة.
يرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية عصام الفيلي أن قادة القوى السياسية القريبة من إيران سيعيدون حساباتهم بناء على الوضع الجديد في المنطقة، موضحاً أن "المنطقة تمر بظروف صعبة جداً وحرجة لكل الجهات القريبة من إيران وغيرها، بسبب التهديدات الأميركية الواضحة، فبعد أحداث أكتوبر (تشرين الأول) ظهر مشهد سياسي جديد يجعل هذه القوى تعيد حساباتها ألف مرة".
وبين الفيلي أن "بعض هذه الجهات تريد أن تلتحق بالحكومة وتكون جزءاً من العملية السياسية وقد يكون قسم منهم على استعداد أن يتخلى عن أسلحته لإدراكه أن ثنائية السلاح والدولة لا يجتمعان في إطار واحد بخاصة أن قسماً منهم يريد أن يعزز وجوده بوزارات خدمية".
يرى الفيلي أن "هذه القوى لن تمانع علاقات اقتصادية وسياسية مع الولايات المتحدة الأميركية مبنية على الاحترام المتبادل كونها تدرك جيداً أنها إذا لم تنخرط بعلاقات متوازنة مع واشنطن ستدفع ثمناً غالياً".
وعن عملية تشكيل الحكومة وكيف سيكون دورهم فيها بين الفيلي أن "كتل الإطار التنسيقي كانوا سابقاً يتحكمون بالثلث المعطل لكن في عملية تشكيل الحكومة المقبلة سيسعى رئيس ائتلاف الإعمار والتنمية محمد شياع السوداني إلى خلق ائتلاف يضم كل مكوناتها حتى لا تكون الحكومة رهينة الصراعات".
بدوره يرى الكاتب والصحافي باسم الشرع أن قادة الأحزاب السياسية الحليفة لإيران بدأوا يفكرون بواقعية لإرسال رسائل إيجابية إلى المجتمع الدولي، منوها بأن حصولهم على نسبة كبيرة من المقاعد ليس الأهم بقدر تشكيل الحكومة ومن يترأسها سواء كان رئيس الوزراء الحالي أم غيره.
ويشير الشرع إلى وجود توجه واضح في المنطقة سواء من قبل الولايات المتحدة وحلفائها بألا يكون العراق واجهة للسياسة الإيرانية في المنطقة وبذلك فإن الأحزاب السياسية الحليفة لطهران سواء كان لديها فصائل مسلحة مباشرة وحتى التي ليس لديها أذرع مسلحة بدأت تفكر بواقعية، خصوصاً مع وجود ضغوط كبرى لمنع تكرار ما حصل في الانتخابات الماضية من نفوذ إيراني واسع.
وبين أن "الوضع ليس لمصلحة إيران فبعد تغير النظام السياسي الحليف لطهران في سوريا وما جرى في غزة والحرب التي جرت بين إيران وإسرائيل حدثت تغيرات كبيرة، مما جعل إيران في موقف أضعف من السابق ودورها تراجع في الشأن العراقي وفي المنطقة، ولذلك ستكون هناك فسحة لتحرك هذه الأحزاب من أجل بعث رسائل إيجابية إلى المجتمع الدولي".