اخبار العراق

المسلة

سياسة

الرئاسات الثلاث في سلة واحدة: أسرع طريق للحكومة العتيدة

الرئاسات الثلاث في سلة واحدة: أسرع طريق للحكومة العتيدة

klyoum.com

26 نونبر، 2025

بغداد/المسلة:  شرعت القوى السياسية العراقية في تحريك خريطة السلطة الجديدة بعد الانتخابات البرلمانية، فيما يواجه مسار التوافق الدستوري اختباراً لاقتراح فريد يثير الجدل: طرح مرشحي الرئاسات الثلاث (رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان) في جلسة واحدة للتصويت عليهم دفعة واحدة.

و قرر الإطار التنسيقي — ككتلة نيابية أكبر بعد الانتخابات — تجاوز الخطوات التقليدية المعقدة لتشكيل الحكومة، معلنة رغبتها بعقد جلسة موحّدة تنتخب فيها الرئاسات الثلاث دفعة واحدة، عبر سلّة واحدة من المرشحين.

و بررت القوى المؤيدة لهذه الفكرة أن الشروط الدستورية ونتائج الانتخابات — التي أعطت للإطار التنسيقي تفوقاً واضحاً — تتيح تسريع تشكيل الدولة وتجاوز المماطلة، خصوصاً أن الكتلة الشيعية حصلت على غالبية المقاعد، ما يمنحها تفويضاً شعبياً لتقاسم المناصب السيادية دفعة واحدة.

و أظهرت نتائج الانتخابات أن ائتلاف الإعمار والتنمية بزعامة محمد شياع السوداني تصدّر بـ 46 مقعداً، فيما جاءت قائمة ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي في المرتبة الثانية، تلاها تحالفات شيعية أخرى، ما منح الإطار التنسيقي غالبية 187 مقعداً من أصل 329.

و في ضوء هذه التركيبة، دخل الإطار التنسيقي في مشاورات مكثفة مع تحديد مرشحين ما يعكس رغبة القوى الشيعية في السيطرة على رئاسة الحكومة، وتثبيت نفوذها في صيغة رئاسية – تنفيذية موحدة.

و في المقابل، بدا بعض الفاعلين السياسيين، بمن فيهم مكونات سنية وكردية، مترددين من قبول هذا المقترح، مبرّرين أن ضرب مبدأ التوافق متعدد المكونات برفع كل الرئاسات دفعة واحدة قد يعيد مشهد الصراعات ويضعف آليات المحاسبة والتوازن بين مكونات البرلمان.

و يواجه المقترح نفسه عقبات دستورية: فحسب محللين دستوريين، فإن انتخاب رئيس الجمهورية غالباً يتطلب أغلبية الثلثين، بينما انتخاب رئيس البرلمان ورئيس الوزراء يجري بالأغلبية البسيطة، ما يعني أن تمرير "سلة موحّدة" يتطلب ضمان توافق واسع وامتلاك كتلة قوية قادرة على حشد الأصوات.

و أضحت اللجان المكلفة داخل الإطار التنسيقي تنتظر حسم خياراتها حول المرشح لرئاسة الوزراء، بينما لم تحدد بعد بشكل واضح أسماء مرشحي رئاستي الجمهورية والبرلمان، ما يعني أن الجدول الزمني التقريبي الذي يتحدث عن نحو ثلاثة أشهر لاختيار المناصب الرئاسية قد يتقلّص أو يتوسع حسب النتائج النهائية للمشاورات.

واو هذه الخطوة — إذا تحققت — رغبة في إعادة هندسة النظام السياسي بتخطي مراحل متتابعة كانت تعرقل التشكيل لعقود، وفي الوقت نفسه تحمل مخاطر إضعاف التوافق الوطني بين مكونات العراق المتنوعة.

About Post Author

Admin

See author's posts

*المصدر: المسلة | almasalah.com
اخبار العراق على مدار الساعة