اخبار العراق
موقع كل يوم -الحرة
نشر بتاريخ: ٢٠ تشرين الثاني ٢٠٢٢
عشية انطلاق مباريات بطولة كأس العالم 2022، أكد تقرير نشرته صحيفة 'نيويورك تايمز' أن أهم مسابقة لكرة القدم قد تكون أثرت على الدولة المستضيفة قطر خلال السنوات الأخيرة الماضية، لكن في الوقت ذاته قد تكون 'قطر غيرت كرة القدم إلى الأبد'.
ويشرح التقرير أن 'قرار إجراء كأس العالم في قطر' قد يكون 'أضر بسمعة الهيئة الناظمة لكرة القدم العالمية (فيفا)، وغير نسيج الرياضة'.
الفيفا
وأعاد التقرير التذكير بمسيرة فوز قطر بتنظيم مباريات كأس العالم 2022، والتي بدأت في نوفمبر 2010، عندما التقى ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم حينها ونائب رئيس الفيفا، مع مسؤولين قطريين، بحضور أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، إذ أراد القطريون حينها بحث طموح دولتهم 'الخليجية الصغيرة الثرية' لاستضافة كأس العالم.
قبل هذا اللقاء كان بلاتيني قد قال في أحاديث سابقة إن 'السماح لقطر بتنظيم أكبر حدث رياضي في العالم سيكون كارثيا على فيفا'، معربا عن رأيه بأنه يريد أن تذهب 'بطولة 2022 إلى أي مكان باستثناء قطر'.
ولكن بعد هذه اللقاء الذي التحق به الرئيس الفرنسي حينها، نيكولا ساركوزي، تلاشت تحفظات بلاتيني، وبعد أسبوع من هذا الغداء في قاعة المؤتمرات في زويرخ تم تأكيد استضافة قطر لكأس العالم في 2022.
وبعد ذلك بدأت سلسلة من التحقيقات التي اتهم فيها أعضاء من مجلس إدارة فيفا بقبول 'رشى' ترتبط بحصول قطر على الدعم لتنظيم كأس العالم، واعتقل عشرات من المسؤولين في فيفا، وكادت الفضيحة أن تطيح بالمؤسسة ذاتها.
وعانى أعضاء لجنة فيفا خلال العقد الماضي من اتهامات بالفساد والرشوة، واتهمت وزارة العدل الأميركية ثلاثة ناخبين من أميركا الجنوبية بقبول رشى من سبعة أرقام لاختيار قطر، إذ قبض على بعضهم وأجبر بعضهم الآخر للخروج من فيفا، ومنعوا من المشاركة في أي نشاطات تتعلق بكرة القدم.
ويشير تقرير الصحيفة إلى أن قرار حصول قطر على حق تنظيم كأس العالم، غير 'اقتصاديات كرة القدم لأندية الدرجة الأولى'، خاصة مع تحركات الدوحة بسرعة لترسيخ مكانة لها في رياضة كرة القدم، لتقوم بشراء فريق باريس سان جيرمان، وبدأت شبكة رياضية مملوكة لهذه الدولة الخليجية بضخ الأموال في صناعة كرة القدم الأوروبية.
إعادة بناء قطر
وتشر التقديرات إلى أن قطر خصصت أكثر من 220 مليار دولار، لإعادة بناء البنية التحتية في البلاد، وإنشاء 7 ملاعب عملاقة، وعشرات الفنادق، وشبكة لنقل المشجعين واستضافتهم خلال فعاليات كأس العالم.
ومع البدء في بناء البنية التحتية والملاعب التي ستحتاجها البلاد، وجدت الدوحة نفسها في مواجهة ملف جديد يتعلق بتعامل البلاد مع 'العمالة الوافدة' حيث ظهرت اتهامات بسوء المعاملة، فيما أصرت الدوحة على أنها 'اتخذت خطوات لازمة لحماية العمال المهاجرين'.
وجندت قطر مئات الآلاف من العمال المهاجرين من بعض أفقر مناطق العالم، وهو ما زاد عدد سكان البلاد بأكثر من 13 في المئة خلال الأعوام الماضية، ولكن حقوقهم وظروفهم المعيشية بقيت مثارا للجدل.
وحتى الآن لا يتوفر أي إحصاء لعدد العمال الذين ماتوا خلال العقد الماضي، فيما عاد آلاف منهم إلى ديارهم وهم مرضى أو مصابون، وحرموا حتى من الحصول على رواتبهم، بحسب تقرير الصحيفة.
تغيير قواعد اللعب
وبعيدا عما عاناه العمال في بناء الملاعب، دار الجدل حول أزمة جديدة بشأن ما إذا كانت البلاد قادرة على 'الترحيب بالجماهير والمشجعين خاصة من هم من مجتمع الميم'.
وأشار التقرير إلى أن مسؤولين قطريين أمضوا ساعات في جلسات تدريبية إعلامية مع مستشاري العلاقات العامة الذين تم تجنيدهم من أوروبا، لمحاولة صياغة ردود بشأن الاستفسارات التي قد تكون محرجة أكانت في ما يتعلق بحقوق المثليين أو حقوق العمال الوافدين.
ومن الأمثلة على أن حصول قطر على حق تنظيم كأس العالم كان مغيرا لقواعد اللعبة، تغيير موعد كأس العالم ليصبح في نوفمبر وديسمبر، حتى لا تكون الحرارة العالية عائقا أمام الجميع.
وفي مثال آخر، التعاقدات التي كانت أجرتها جهات قطرية بمضاعفة الأرقام القياسية للتعاقدات في 2017، عندما تعاقدت مع المهاجم البرازيلي نيمار من برشلونة بتكلفة 222 مليون دولار، وبعد ذلك تعاقدت مع الفرنسي كيليان مبابي مقابل 180 مليون دولار، وهو ما أدى إلى تحول جذري في سوق الانتقالات والتعاقدات للاعبين كرة القدم إلى الأبد.
ومع اقتراب افتتاح البطولة، يلفت التقرير إلى أنه 'قد يكون الوقت قد فات' على انتقاد قرار فيفا بتنظيمها في قطر، ولكن من الصعب عدم الشعور بالتغييرات التي طرأت على كرة القدم.
وفي مواجهة حملة الانتقادات التي تواجهها قطر منذ 12 عاما لاستضافة كأس العالم، يرد مسؤولون على ذلك أن بلادهم هي عرضة 'للعنصرية' و'المعايير المزدوجة'، وفق تقرير سابق لوكالة فرانس برس.
ويشير مسؤولون قطريون إلى الإصلاحات المتعلقة بظروف العمل والسلامة التي تم الترحيب بها باعتبارها رائدة في منطقة الخليج.
وتتوقع قطر حضور أكثر من مليون مشجع إلى البلاد خلال المونديال على مدار البطولة التي تستمر لـ29 يوما.