تظاهرات لناشطين وخريجين في ذي قار تغلق دوائر وتقطع أحد الجسور

ذي قار/ حسين العامل

أقدم ناشطون وخريجون عاطلون عن العمل على اغلاق عدد من الدوائر الحكومية وقطع أحد الجسور الحيوية في ذي قار احتجاجا على ارتفاع سعر الدولار والمطالبة بالتعيين، فيما اكدت مصادر مطلعة اختطاف الناشط البيئي جاسم الاسدي من قبل مسلحين واقتياده الى جهة مجهولة.

وشمل اغلاق الدوائر كل من شركة توزيع المنتجات النفطية ودائرة توزيع الكهرباء وقطع جسر النصر وسط الناصرية، ويأتي ذلك بالتزامن مع تلويح ناشطي التظاهرات في ساحة الحبوبي بالعصيان المدني والاعتصام المفتوح احتجاجا على غلاء الاسعار ورفع سعر الدولار.

وقال شهود عيان ومسؤولون لـ(المدى)، إن 'مجموعة من الناشطين أقدموا على غلق مبنى مديرية توزيع كهرباء ذي قار احتجاجا على ارتفاع سعر الدولار'.

وكان ناشطو التظاهرات في ساحة الحبوبي قد لوحوا يوم الجمعة المنصرم بإعلان العصيان المدني اعتبارا من يوم الاحد احتجاجا على غلاء الاسعار وارتفاع سعر صرف الدولار.

ومن جانب اخر، ذكر مصدر محلي ان 'المئات من الخريجين العاطلين عن العمل قاموا بغلق شركة توزيع المنتجات النفطية وأضرموا النار في الاطارات المستهلكة امام البوابة الرئيسة'.

وتابع المصدر، أن 'الخريجين المطالبين بالتعيين سبق وان اغلقوا الشركة ومنعوا المنتسبين من الدوام خلال الاسبوع الماضي'.

وأشار، إلى أن 'مجموعة اخرى من الخريجين أقدموا على غلق جسر النصر وسط الناصرية عبر وضع معرقلات تعيق حركة المرور'، مؤكدا 'احتشاد مئات الخريجين امام مبنى ديوان محافظة ذي قار للمطالبة بالتعيين'.

ومن جهة أخرى، اكد قائممقام قضاء الجبايش الاسبق بديع لبنان الخيون اختطاف المدير الإقليمي لمنظمة طبيعة العراق المهندس جاسم الأسدي، مبينا ان 'مجموعة مسلحة اعترضت طريقه عند مدخل العاصمة بغداد واقتادته الى جهة مجهولة'.

وأكد الخيون، 'تشخيص أحد الخاطفين، وفي ضوء ذلك جرى تحرك عشائري من عشيرة الاسدي تجاه عشيرة الشخص المتورط بالخطف والذي يسكن مدينة الحلة وامهلوهم حتى ليل الاحد للإفراج عنه'.

واستبعد، 'الانباء التي تحدثت عن ارتباط عملية الاختطاف بدوافع تتعلق ببرامج بيئية تتعلق بهور الدلمج'.

وتعد منظمة طبيعة العراق التي يعمل فيها الاسدي واحدة من أبرز المنظمات البيئية التي تهتم ببيئة ومناطق الاهوار العراقية ولاسيما في مجال الطيور والتنوع الاحيائي وهي من المنظمات المعتمدة ضمن برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP).

وكان المئات من الاهالي في مركز مدينة الناصرية وقضاء سوق الشيوخ تظاهروا في يوم (الجمعة 3 كانون الثاني 2023) للاحتجاج على غلاء الاسعار وارتفاع سعر صرف الدولار، ولوحوا بالعصيان المدني والاعتصام المفتوح ما لم تستجب الحكومة المركزية لمطالبهم.

ويواصل الدينار العراقي التذبذب مقابل الدولار اذ بلغ الدولار الواحد الاسبوع الماضي أكثر من 1750 دينارا، ما انعكس ذلك بشكل واضح ومؤثر على أسعار السوق في ظل ركود اقتصادي لم تشهده الاسواق العراقية منذ 20 عاماً.

وشهدت الاسواق المحلية في ذي قار وبقية الاسواق العراقية قفزات كبيرة في اسعار المواد الأساسية اذ ارتفع سعر كيس الطحين من 12 الف دينار يوم كان سعر الدولار نحو 1200 دينار واصبح 50 الف دينار بعد ان تجاوز سعر الدولار 1700 دينار، فيما اصبح سعر كيس الرز 65 الف دينار بعد ان كان بسعر 40 الف دينار، فيما ارتفع سعر العبوة الكبيرة من الحليب من 22 الف دينار الى 38 الف دينار، كما تضاعفت اسعار البقوليات فالكيس الذي كان بسعر 40 الف دينار اصبح بـ 100 الف، فيما ارتفع سعر عبوة اللتر الواحد من الزيت من الفي دينار الى اربعة آلاف دينار.

وكان تجار ومواطنون كشفوا عن تداعيات خطيرة على قوت وحياة الشرائح الفقيرة ومحدودي الدخل ناجمة عن ارتفاع سعر صرف الدولار، مؤكدين ارتفاع سعر الدقيق اربعة اضعاف وتضاعف اسعار الرز والسكر والزيت، مشيرين الى تراجع حركة السوق الى أدنى مستوياتها في سوق يعاني من مخاطر الكساد.

وحذرت منظمات عمالية في منتصف كانون الثاني الماضي من آثار ارتفاع سعر صرف الدولار على مجمل الاوضاع الاقتصادية للطبقة العاملة والقطاعات العاملة فيها، فيما اشارت الى ان الفرد العراقي بدأ بالدخول إلى حلقة الاستدانة لسد متطلباته الحياتية ومواجهة ارتفاع الأسعار.

وشهد سعر صرف الدولار قفزتين كبيرتين خلال العامين المنصرمين الاولى ابان حكومة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي اذ رفع سعر الصرف الرسمي من 1182 إلى 1460 دينارا للدولار في كانون الأول 2020. فيما ارتفع سعر الصرف مؤخرا من 1460 دينارا للدولار الى نحو 1750 دينار وذلك في عهد رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني الذي كان ينتقد سابقا رفع سعر الدولار الى 1460 دينارا.