اخبار العراق
موقع كل يوم -الحرة
نشر بتاريخ: ٢٠ تشرين الثاني ٢٠٢٢
اندلعت احتجاجات في الجامعات الإيرانية وبعض المدن، السبت، فيما حذر الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي من أن 'أعداء' الدولة ربما يحاولون حشد العمال بعد الفشل في الإطاحة بالحكومة الإسلامية خلال الاضطرابات المستمرة منذ أكثر من شهرين.
وتكتسب الاحتجاجات، التي تمثل أحد أكثر التحديات جرأة التي تواجه زعماء إيران من رجال الدين منذ عقود، مزيدا من الزخم مما يزعج السلطات التي حاولت اتهام أعداء إيران في الخارج وعملائهم بتدبير الاضطرابات.
ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن خامنئي قوله 'حتى هذه الساعة، الحمد لله، هُزم الأعداء. ولكن الأعداء لديهم حيلة جديدة كل يوم، ومع هزيمة اليوم، ربما يستهدفون الطوائف المختلفة مثل العمال والنساء'.
وأدى طلاب الجامعات والنساء دورا بارزا في الاحتجاجات الميدانية المناهضة للحكومة. ولوحت بعض المتظاهرات بالحجاب وأحرقنه للتنديد بقواعد الزي الإسلامي الصارمة المفروضة على النساء.
واندلعت موجة من الاحتجاجات في سبتمبر عقب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني بعد احتجاز شرطة الأخلاق لها لارتدائها زيا 'غير لائق'.
وامتدت الاحتجاجات إلى عمال قطاع الطاقة الحيوي في الشهر الماضي، ولكن المظاهرات التي نظمها العمال، التي نادت بشكل جزئي بمطالب مرتبطة بالأجور وظروف العمل، كانت محدودة.
وفي عام 1979 ساعد مزيج من الاحتجاجات الجماهيرية وإضرابات عمال النفط وتجار البازار (سوق طهران الكبيرة) على وصول رجال الدين إلى السلطة خلال الثورة الإسلامية.
وذكرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا)، السبت، أن هناك إضرابات واعتصامات واحتجاجات في أكثر من 20 جامعة في العاصمة طهران ومدن كبيرة أخرى من بينها اصفهان وتبريز وشيراز ترفع شعار'الحرية، الحرية، الحرية'.
ونشرت الجماعة الحقوقية الكردية (هنجاو) مقاطع فيديو قيل إنها تُظهر قوات الأمن وهي تطلق الرصاص على محتجين في ديواندره مما أسفر عن مقتل محتج. ولم يتسن لرويترز التحقق من المقاطع.
وذكرت وكالة إيران للأنباء (إرنا) الرسمية أن المحتجين ألحقوا أضرارا بمنزل رجل الدين الكبير المدعوم من الدولة في ديواندره وبمكتب النائب المحلي بالبرلمان، مضيفة أن شخصين ربما قتلا في العنف.
ونُشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي قيل إنها تُظهر احتجاجات في عدد من المدن في غرب وشمال غرب ووسط إيران، بعضها خلال جنازات متظاهرين.
ووصلت الاحتجاجات أيضا إلى مجتمعات أصغر. وفي بلدة مورموری الجنوبية الغربية التي يبلغ عدد سكانها 3500 نسمة، قال الحاكم المحلي لوكالة الأنباء إن نحو 150 متظاهرا أضرموا النار في مبان حكومية وبنوك ومكتب بريد قبل أن تعيد قوات الأمن فرض النظام.
وقالت هرانا إن 402 من المحتجين قُتلوا في الاضطرابات حتى أمس الجمعة من بينهم 58 قاصرا. وأضافت أن نحو 54 من أفراد قوات الأمن قُتلوا أيضا. وتابعت أن السلطات اعتقلت أكثر من 16800 شخص.
وذكرت وسائل إعلام رسمية في الشهر الماضي أن أكثر من 46 من أفراد الأمن قُتلوا من بينهم رجال شرطة. وبث التلفزيون الرسمي السبت لقطات تظهر مشاركة الآلاف فيما لا يقل عن أربع جنازات نُظمت برعاية الدولة لتشييع ثلاثة من أعضاء الباسيج وضابط بالشرطة وطالب بمدرسة دينية وأحد حراس الحدود قتلوا خلال الاضطرابات الأخيرة.
وأصدر القضاء الإيراني المتشدد أحكاما بإعدام خمسة محتجين،وقال إنه سيحاكم أكثر من ألفي شخص شاركوا في الاضطرابات فيما يمثل تكثيفا لجهود سحق المظاهرات المستمرة منذ أسابيع.