انتخابات تحت رحمة المليارات

1 نونبر، 2025

بغداد/المسلة: يبرز شبح جديد يهدد توازن القوى التقليدية: طبقة من التجار الذين ارتقوا من أعماق الاقتصاد السياسي إلى مركز المعادلة الانتخابية.

هؤلاء، الذين نشأوا في رحم المكاتب الاقتصادية للأحزاب، يمثلون تحولاً جذرياً يعيد رسم خريطة السلطة بأموال عامة تحولت إلى أداة انتخابية مدمرة.

مستفيدون من الخزينة: شبكات نفوذ تبتلع الدولة

هذه الفئة، المكونة أساساً من مقاولين وتجار، استفادت بشكل هائل من الصفقات الحكومية والمال العام.

ثرواتهم الضخمة، المتراكمة عبر عقود مليارية، أصبحت الآن وقوداً للحملات الانتخابية.

الأموال التي سالت من الموازنة العامة على مدى سنوات طويلة، تعود اليوم كأنهار جارفة عبر قنوات انتخابية سرية، تحول الديمقراطية إلى سوق مزادات مفتوحة.

وهذا الدوران يعكس كيف أن الفساد المزمن، الذي كشفت تقارير دولية عن سرقة مليارات الدولارات منذ 2003، يغذي الآن الآلة السياسية.

التمويل يحدد المصير

اعتماد الأحزاب على هذه الطبقة جعل التمويل عنصراً حاسماً في تشكيل التحالفات واختيار المرشحين.

وتشير معلومات الى شبكات تجارية واسعة تتكفل بالنفقات الانتخابية الباهظة، مقابل ضمان عقود لاحقة في حال الفوز فيما تمويل القوائم يمر عبر رجال أعمال مرتبطين مباشرة بمصالح اقتصادية مع الأحزاب والحكومة، مما يحول الانتخابات إلى صفقة تجارية عملاقة.

هذا النمط، الذي يذكر بتجارب دول أخرى في المنطقة حيث سيطر رأس المال على السياسة، يهدد بتعميق الفجوة بين النخبة والشعب.

ويترك تزايد نفوذ هذه الفئة بصمة واضحة على تكوين البرلمان المقبل، حيث يصبح المجلس التشريعي مجرد امتداد لمصالح تجارية.

وفي ظل اقتصاد يعاني من تقلبات أسعار النفط وفساد مستشرٍ، يصبح هذا الصعود كارثة محتملة تحول الديمقراطية العراقية الناشئة إلى أداة لترسيخ سيطرة الثراء على مراكز النفوذ.

About Post Author

زين

See author's posts